ابن عقيل الحنبلي هو أحد العلماء البارزين في مجال العقيدة، وُلد في بغداد، ويُعتبر من كبار الأئمة، حيث شيع جنازته حوالي ثلاثمائة ألف شخص.
نبذة عن ابن عقيل الحنبلي
في النقاط التالية، نقدم لمحة تعريفية عن العالم ابن عقيل الحنبلي:
- اسمه الكامل: أبو الوفاء على بن عقيل بن محمد بن عقيل.
- تاريخ الولادة: 431 هجريًا.
- تاريخ الوفاة: 523 هجريًا.
- يتبع ابن عقيل المذهب الحنبلي، ويُعتبر شيخ الحنابلة.
- ألّف كتاب “الفنون”، الذي يُعتبر أحد أكبر الكتب في التاريخ.
- يحتوي على حوالي 400 مجلد أو أكثر، ويتناول مواضيع مثل الوعظ، الفقه، التفسير، النحو، الشعر، اللغة، والقصص.
- تضمن الكتاب كذلك مناظراته وأفكاره الخاصة.
- قال عنه الحافظ الذهبي: “لم يُصنف في العالم أكبر من هذا الكتاب.”
- درس الفقه على يد علماء مختلفين، مثل القاضي أبو يعلي.
- كما تلقى العلم من أبي إسحاق الشيرازي.
- أما علم الكلام، فقد عاين عليه من خلال علي بن الوليد وابن التبان.
مكانة ابن عقيل العلمية
تمتّع ابن عقيل بمكانة علمية رفيعة، وفيما يلي نسلط الضوء على بعض صفاته المميزة:
- وصف بأنه قمة في المعرفة والذكاء والفضيلة.
- كان من أفضل علماء عصره، مما جعله صعب المراس في أوقات الجدال، حيث كانت ثقافته واسعة وفصاحته قوية.
- عرف عنه الكرم والصبر والتزامه بالحدود.
- يقال إنه ترك في إرثه كتبه وملابسه فقط.
أهمية الوقت لدى ابن عقيل
الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك، مقولة تُردد كثيرًا ولكن القليل من الناس يلتزم بها. وفيما يلي، نتناول كيف يكون ابن عقيل مثالاً بارزًا لهذه الحكمة:
- كان يرى ابن عقيل أن العقلاء يدركون أهمية الوقت، حيث يعد بمثابة زادهم، ولا يمكن استعادة ما ضاع منه.
- وكان ينظر إلى ساعات يومه ككنز ثمين يستوجب استغلاله لزيادة علمه وعمله.
- استغل وقته في طلب العلم والاستزادة من المعرفة، ولم يكن ليرضى أن يُهدر ساعة من حياته دون علم أو عمل.
- استمر في هذا النهج من العشرين حتى بلغ الثمانين، ولا يزال شغفه بالعلم متقدًا، يسعى لاستغلال كل لحظة.
- يقال إنه كان يفضل تناول الكعك مع الماء بدلاً من الخبز لأنه يستغرق وقتًا أطول في مضغه.
- كان يستثمر وقت تناول الطعام في القراءة والكتابة.
- ومن أقواله: “لا يحل لي أن أضيع ساعةً من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مُذاكرة، وبصري عن مُطالعة؛ أعملتُ فكري في حال راحتي وأنا مُستطرح؛ فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أُسطّره.”
قصة العقد كما يرويها ابن عقيل
إليكم قصة رواها ابن عقيل تُوضح جوانب من شخصيته:
- يقول ابن عقيل: “حججت، فوجدت عقدًا من اللؤلؤ في خيط أحمر، وإذا بشيخ أعمى يبحث عنه ويعرض على من يجده مائة دينار.”
- أعدت العقد له، لكنه أصر أن آخذ الدنانير، ورفضت ذلك. بعدها ذهبت إلى الشام، وزرت القدس ثم توجهت إلى بغداد، حيث أقمت في حلب بعد أن أدوا لي الصلاة، وقدّموا لي الطعام.
- كان ذلك في رمضان، فقالوا: توفي إمامنا، فصل بنا خلال هذا الشهر، فقمت بذلك. ولما علموا بأن للإمام ابنة، تزوجت بها، وأنجبت ولدًا، لكنها مرضت في نفاسها.
- وفي يوم من الأيام، نظرت إليها فإذا العقد في عنقها، فقلت لها: لهذا قصة، وذكرت لها ما حدث، فبكت.
- وقالت: أنت هو، لقد كان أبي يدعو الله بأن يرزق ابنتي من يكون مثلك، وقد استجاب الله دعاءه، ثم توفيت، فأخذت العقد والميراث وعدت إلى بغداد.
رأي ابن رجب حول كتاب الفنون لابن عقيل
لدي ابن رجب رأيٌ مهم في كتاب الفنون الذي ألّفه ابن عقيل، وفيما يلي نص قوله:
- قال ابن رجب في كتابه “ذيل طبقات الحنابلة” (3/129): “وأكبر تصانيفه: كتاب ‘الفنون’، وهو كتاب ضخم يحوي فوائد كثيرة جليلة في الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصلين، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات. كما أنه يتضمن مناظراته ومجالس حديثه وأفكاره المتعددة.”
أقوال العلماء في ابن عقيل
تناولت بعض الآراء العلمية ابن عقيل، وإليكم بعض تلك المقتطفات:
- قال ابن الجوزي: “هو فريد في مجاله وإمام عصره، كان حسن الشكل وبارز المحاسن. وكان ابن عقيل شديد الالتزام بالدين وحفظ الحدود.”
- توفي لديه ابنان، فأظهر صبرًا يُعجب منه الجميع.
- عرف عنه الكرم، حيث كان ينفق مما يحصل عليه، ولم يترك شيئًا سوى كتبه وثيابه، وكان ذلك بكميات محدودة. توفي في صباح يوم الجمعة الثاني عشر من جمادى الأولى سنة 513 هجريًا.”
- وقد كان عدد المشاركين في جنازته يفوق الإحصاء، قال ابن ناصر شيخنا: “قدّرتهم بثلاثمائة ألف.”
- قال الذهبي: “الإمام العلامة البحر، شيخ الحنابلة أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الظفري، الحنبلي المتكلم، صاحب التصانيف، وكان يسكن الظفرية، ومسجده بها مشهور.”
مؤلفات ابن عقيل الحنبلي
ومن أبرز مؤلفات ابن عقيل التالية:
- كتاب “الفنون”: عمل موسوعي يتناول فوائد في مجالات الوعظ، والتفسير، والفقه، والأصول، والنحو، واللغة، والشعر، والتاريخ، والحكايات، بالإضافة إلى مناظراته وأفكاره.
- كتاب “الفصول” أو “كفاية المفتي”: يتكون من عشر مجلدات تشمل الفقه بشكل واسع.
- كتاب “عمدة الأدلة”: يتناول أصول الفقه.
- كتاب “المفردات”: يتناول معاني متنوعة للكلمات في القرآن والحديث.
- كتاب “المجالس النظريات”: يحتوي على مقالات ومناقشات في موضوعات متعددة.
- كتاب “التذكرة”: كتاب مفرد يتضمن تذكيرًا بمسائل دينية وعلمية.
- كتاب “الإشارة”: ملخص لكتاب “الروايتين والوجهين”.
عقيدة ابن عقيل الحنبلي
تعتمد عقيدة ابن عقيل الحنبلي على المنهج الحنبلي، وهو الإطار الذي يتبعه أتباع المذهب الحنبلي لفهم العقائد الإسلامية. يمكن تلخيص مذهب ابن عقيل الحنبلي في النقاط التالية:
- التوحيد: يؤمن بواحدية الله في الأسماء والصفات والأفعال، مؤكدًا عدم وجود شريك له.
- الإيمان بالرسل: يؤمن بأن الرسل هم الأنبياء الذين بعثهم الله لهداية البشرية، ويصدق في رسالتهم.
- الإيمان بالكتب: يؤمن بالكتب السماوية التي أُنزِلت على الرسل، مثل التوراة والإنجيل والقرآن الكريم.
- الإيمان بالقدر: يؤمن بالقدر الذي قَدَّره الله للناس فيما يتعلق بأمورهم، سواء كانت خيرًا أو شرًا.
- الإيمان بالآخرة: يؤمن باليوم الآخر وبالحساب والجزاء، وأن هناك يوم القيامة حيث يحاسب الله عباده على أعمالهم.