شرح معلقة طرفة بن العبد حول غزل خولة وأطلالها.

تُعَد الأشعار التي يُقدمها الشعراء لأحبائهم من أعمق تعابير المشاعر، حيث تُعبّر عن الحزن الذي يعتصر القلب نتيجة الفراق. سنستعرض في هذا المقال شرح معلقة طرفة بن العبد “لخولة أطلال”، والتي تُعتبر من أبرز القصائد التي تعكس التجربة الإنسانية للفراق، خاصةً عندما يكون الشخص بعيدًا عن أحبائه. من خلال موقعنا، نقدم لكم تفسيرًا متعمقًا لأبيات هذه القصيدة.

الجزء الأول من المعلقة

لِخَولَةَ أطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ

تلوح كَباقي الوشم في ظاهِرِ اليَدِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مطيّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أسىً وتجلد

كَأَنَّ حُدوج المالِكيَّةِ غُدوةً

خلايا سَفينٍ بالنواصف مِن دَدِ

عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ

يجور بِها الملاح طورًا وَيَهتَدي

يَشُقُّ حباب حيزومها بها

كَما قَسَمَ التُربَ المُفايل بِاليَدِ.

في هذا الجزء، يبدأ طرفة بالتعبير عن وقوفه على الأطلال، حيث تحمل هذه الأطلال دلالة قوية على الحزن والأسى الناتج عن غياب أقرب الأشخاص إليه، وهم إخوته. يستعيد الشاعر ذكرياته في المدينة التي كانت تجمعهم، ويعبر عن فقدانه لهم مؤكداً أن هذه الأماكن لم تعد تحمل أي أثر لهم، داعياً إخوته إلى العودة بالرغم من الفراق الذي ابتعدهم عنه، ويرسخ في قلبه حبهم الدائم.

الجزء الثاني من المعلقة

وَفي الحَيِّ أحوى يَنفُضُ المرد شادنٌ

مُظاهِرُ سِمطي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

خَذولٌ تُراعي ربربًا بخميلةٍ

تَناوَلُ أَطرافَ البرير وَتَرتَدي

وَتَبسِمُ عَن ألمي كَأَنَّ مُنوّرا

تخلّل حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي

سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتهِ

في هذا الجزء، يتناول الشاعر موضوع أمه ويظهر كيف أن الفراق الذي يعانيه إخوته يُسهّل عليه التفكير في عذوبه الفراق. يُشبه أمه باللؤلؤ والدر الثمين، ويُعبّر عن اعتزازه بها، مؤكداً أنها كانت دائمًا بجانبه وساهرة على راحته. يُظهر الشاعر تقديره لجهودها في تربيته وتقديم الرعاية له، حيث أنها ساهمت في وصوله إلى ما هو عليه اليوم.

الجزء الثالث من المعلقة

إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني

عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ

أَحَلتُ عَلَيها بِالقَطيعِ فَأَجذَمَت

وَقَد خَبَّ آلُ الأَمعَزِ المُتَوَقِّدِ

فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ

تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ

وَلَستُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَةً

وَلَكِن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ

في هذا الجزء، يستخدم الشاعر نبرة المدح الذاتي، مُعبرًا عن قوته وقدرته على تجاوز الصعوبات. يؤكد أنه ليس فقط قويًا، بل أيضًا شخصٌ عطوفٌ يُساعد الآخرين في أوقات الأزمات.

الأفكار الرئيسية في معلقة طرفة بن العبد

تمثل هذه القصيدة مجموعة من الأفكار ذات العمق الإنساني، وإليكم أبرز تلك الأفكار:

  • الاعتزاز بالنفس والتفاخر بالقيم الشخصية.
  • التأمل في الأطلال وذكر أخواته والديار القديمة.
  • التعبير عن الحب والامتنان لأمه بكلمات مؤثرة.
  • وصف ألم فراق إخوته وكيف أثر عليه بشكل عميق.

تمتاز المعلقات بكونها تعبير جزء كبير من تجارب الشعراء ومعاناتهم، وفي ختام هذا المقال، نأمل أن نكون قد قدمنا شرحًا وافيًا لأبيات المعلقة وأبرز الأفكار التي تشتمل عليها.

Scroll to Top