الجرعة المؤذية من الأسبرين: ما يجب معرفته؟

على الرغم من أن دواء الأسبرين يتميز بتكاليفه المنخفضة وفاعليته الكبيرة في معالجة مجموعة متنوعة من الأمراض، بالإضافة إلى دوره الوقائي من مخاطر صحية خطيرة مثل الجلطات الدموية والنوبات القلبية، إلا أن استخدامه يجب أن يتم بحذر.

وفي هذا المقال، سنتناول الجرعة القاتلة من الأسبرين وكيفية تجنب المخاطر المرتبطة به.

الجرعة القاتلة من الأسبرين

يمكن أن يؤدي تناول الأسبرين بجرعات زائدة إلى مشكلات صحية خطيرة، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.

يمكن أن يصاب الشخص بتسمم نتيجة تناول الأسبرين بجرعة مرتفعة، وقد يحدث هذا التسمم تدريجياً نتيجة الاستخدام المتكرر بجرعات صغيرة.

تشمل الأعراض الجانبية الشائعة لاستخدام الأسبرين الشعور بالطنين في الأذنين، الغثيان، القيء، التعب، فقدان التركيز، والتنفّس السريع.

يعتمد تشخيص التسمم على اختبارات الدم ومراقبة الأعراض، ويتم العلاج عادة بإعطاء الفحم المنشط عن طريق الفم أو من خلال أنبوب المعدة، بالإضافة إلى إعطاء العلاج عن طريق الوريد. وفي حالات التسمم الحادة، قد يتطلب الأمر إجراء غسيل كلى.

التسمم الحاد بسبب الأسبرين

قد يحدث التسمم الحاد نتيجة استعمال جرعات عالية جداً من الأسبرين. على سبيل المثال، قد يتعرض الشخص الذي يزن حوالي 70 كيلوغرام لتسمم خفيف إذا تناول أكثر من 30 قرصاً بتركيز 325 ملغ.

لذا فإن الجرعة القاتلة من الأسبرين تُستخدم عمداً وليست نتيجة للخطأ.

التسمم التدريجي نتيجة تناول الأسبرين

قد يتعرض المريض للتسمم بشكل تدريجي نتيجة لاستخدام الأسبرين بكميات صغيرة بصورة يومية، وهو ما قد يتم بشكل غير مقصود، وخصوصًا لدى الأطفال الذين قد يأخذون الأسبرين لعلاج الحمى بجرعة أعلى من الموصى بها.

على الرغم من أن الأطباء نادرًا ما يصفون الأسبرين للأطفال دون سن 16 سنة بسبب خطر إصابتهم بمتلازمة راي.

يمكن أن يحدث أيضًا التسمم التدريجي لدى البالغين وكبار السن بعد تناول الأسبرين لفترة من الوقت. بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض الشرايين التاجية، يُوصى عادة بتناول قرص من الأسبرين الأطفال، أو نصف قرص للبالغين، أو قرص كامل للبالغين يومياً، وهي جرعة تعتبر آمنة ولا تؤدي إلى التسمم التدريجي.

نصائح قبل تناول الأسبرين

  • يجب تجنب تناول الأسبرين في حالة وجود حساسية تجاهه أو إذا تم تشخيص الشخص بنزيف في المعدة أو الأمعاء في السابق.
  • ينبغي عدم تناول الأسبرين في حالة وجود اضطرابات دموية مثل الهيموفيليا.
  • يجب إبلاغ الطبيب في حالة وجود حساسية لأدوية مضادات الالتهاب أو الأمراض الأخرى مثل الربو، الحساسية الموسمية، قرحة المعدة، أمراض الكبد، أو الكلى.

كيفية تناول الأسبرين

ينبغي تناول الأسبرين وفقاً لتوجيهات الطبيب أو وفقًا لتعليمات النشرة الطبية، والحذر من تجاوز الجرعة الموصى بها ومدة العلاج اللازمة، مع مراعاة النقاط التالية:

  • تناول الأسبرين بعد الطعام لتجنب أي اضطرابات في المعدة.
  • يجب بلع القرص كاملاً دون مضغه، إلا إذا أوصى الطبيب بذلك.
  • يجب إبلاغ الطبيب إذا كان المريض يعتزم إجراء عملية جراحية، ويجب التوقف عن تناول الأسبرين قبل العملية بسبعة أيام على الأقل.
  • إذا اشتريت عبوة أسبرين سائل ورائحتها قديمة، يجب تجنب استخدامها.
  • يجب تخزين الدواء في مكان بارد وجاف بعيداً عن رطوبة الجو وحرارة الشمس.
  • يجب حفظ الدواء بعيداً عن متناول الأطفال.

ماذا نفعل إذا فاتتنا جرعة الأسبرين؟

إذا كنت تتناول الأسبرين وفق نظام جرعات محدد، وفي حال نسيان جرعة، يجب تناولها عند تذكرها، إلا إذا كانت الجرعة التالية على بُعد ساعتين، فيجب تناول الجرعة التالية فقط دون زيادة الجرعة المفقودة.

ما الذي يجب فعله خلال تناول الأسبرين؟

يجب عدم تناول الأسبرين دون استشارة الطبيب، حتى لو كانت الصيدليات تسمح بشرائه بدون وصفة طبية.

لأن استخدام الأسبرين بشكل غير مناسب قد يسبب مشكلات صحية خطيرة، لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.

إذا كان الهدف من تناول الأسبرين هو الوقاية من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، يُفضل تجنب تناول عقار إيبوبروفين لأنه قد يقلل من فعالية الأسبرين. وإذا كان تناوله ضرورياً، ينبغي تناوله قبل الأسبرين بثماني ساعات على الأقل.

الآثار الجانبية المحتملة للأسبرين

يمكن أن تظهر بعض الآثار الجانبية نتيجة تناول الأسبرين مثل صعوبة التنفس، تورم الوجه والشفتين واللسان أو الحلق، وفي هذه الحالة يجب التوقف عن تناول الدواء.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب في طنين في الأذن، الارتباك، التوتر، هلوسة، غثيان شديد، وتقلصات في المعدة.

وفي حال ظهور براز دموي أو سعال مصحوب بالدم، أو ارتفاع درجة حرارة مستمر لأكثر من ثلاثة أيام، يجب استشارة الطبيب فوراً.

الأسبرين أثناء الحمل والرضاعة

يعتبر الأسبرين سلاحاً ذو حدين، فبينما قد يفيد بعض الأشخاص، إلا أنه قد يكون له تأثيرات ضارة على الصحة العامة.

قد تحتاج المرأة الحامل لاستخدام الأسبرين للتخفيف من أعراض الحمل مثل الصداع، ولكن ينبغي أن تكون حذرة، حيث يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحة الجنين وقد يؤدي إلى تشوهات خلقية.

كما يجب على الأمهات اللاتي يرضعن تجنب تناول الأسبرين نظراً لمروره عبر حليب الثدي، لذا ينبغي استشارة الطبيب لتحديد بدائل آمنة تناسب صحة الأم والطفل.

Scroll to Top