يعتبر الالتزام بأحكام التجويد، مثل القلقلة، أمرًا أساسيًا عند قراءة القرآن الكريم. فما هو مفهوم القلقلة، وكيف تُمارَس، وما هي الحروف المرتبطة بهذه القاعدة من قواعد التجويد؟ من خلال هذا المقال، سنتناول أحد أبرز أحكام التجويد، وهو القلقلة، بالإضافة إلى الحروف المرتبطة بها وسبب تسميتها بهذا الاسم، بالإضافة إلى بعض الأمثلة التوضيحية.
مفهوم القلقلة
تعني كلمة “القلقلة” في اللغة التحريك، بينما تُعرف اصطلاحًا بأنها تحرك اللسان وتذبذب الصوت عند نطق حروف القلقلة الساكنة، مما يجعلها تُسمع بنغمة واضحة وقوية.
حروف القلقلة
تتكون حروف القلقلة من خمسة أحرف هي: القاف، الجيم، الطاء، الدال، والباء، وتم جمعها في عبارة “قطب جد”. وعند لفظ هذه الحروف، يجب مراعاة جانبين أساسيين:
- تكون القلقلة في أوجها عند حرف الطاء، وتكون في المستوى المتوسط عند حرف الجيم، بينما تكون أقل عند كل من القاف، الباء، والدال.
- تتسم الحروف الخمسة بالقوة والوضوح، حيث يمنع الجهر جريان النفس، بينما تمنع الشدة جريان الصوت.
سبب تسمية القلقلة بهذا الاسم
أوضح ابن الجوزي أن حروف القلقلة سُميت بهذا الاسم نظرًا لضعفها عند السكون، إذ تحتاج إلى صوت يبرزها ويجعلها واضحة عند النطق بها، سواء تم الوقوف عليها أم لا. في حالة السكون، يكون الصوت أعلى من حالة الوصل.
بينما تناول الشيخ زكريا الأنصاري سبب التسمية بالدلالة على أن حروف القلقلة تضطرب وتهتز عند النطق بها ساكنة، مما يؤدي إلى سماع صوت قوي نتيجة لشدتها أثناء النطق.
كيفية أداء القلقلة
لتحديد كيفية أداء القلقلة، existem ثلاثة مذاهب وفقًا لآراء العلماء المختلفة، وهذه المذاهب هي:
- المذهب الأول: يُعَدُّ القلقلة متغيرة حسب حركة الحرف الذي يسبقها. فإذا كان الحرف السابق مفتوحًا، كما في كلمة “أقرب”، فمن المتوقع أن يُنطق القاف بشكل قريب من الفتح. أما إذا كان الحرف مضمومًا، كما في “ادع”، فيكون حرف الدال قريبًا من الضم، ومن ثم إذا كان مكسورًا كما في “اقرأ”، فإن القاف تُنطق أقرب من الكسر.
- المذهب الثاني: ينص على أن حروف القلقلة تتبع في حركتها حركة الحرف الذي يليها. فإذا كان الحرف التالي مفتوحًا، يُنطق الحرف المقلقل قريبًا من الفتح، وإذا كان مضمومًا، يأتي الحرف المقلقل قريبًا من الضم، وفي حالة الكسرة، يقترب الحرف المقلقل من الكسر.
- المذهب الثالث: يرى أن حروف القلقلة تأتي أقرب إلى الفتح بشكل مطلق، سواء كان الحرف الذي يسبقها أو يليها مفتوحًا أو مضمومًا أو مكسورًا.
أمثلة على القلقلة
تتمثل القلقلة في حروف القلقلة الساكنة التي قد تكون في وسط الكلمة أو نهايتها، مع ضرورة اظهارها بقوة، مثل الكلمات التالية:
- خلقنا
- قطمير
- عبدًا
- واجتباه
- يدخلون
- بطش
عندما تكون حروف القلقلة متحركة في نهاية الكلمة ويتم الوقف عليها، تُنطق ساكنة، كما في الأمثلة التالية:
- الحريقَ
- محيطٌ
- قريبٌ
- البروجِ
- مجيدٌ
أما إذا كان حرف القلقلة مشددًا في نهاية الكلمة وتم الوقف عليه، فتكون القلقلة هنا أكثر وضوحًا، كما في العبارات التالية:
- الحقُّ
- تبَّ
- الجبِّ
- الحجُّ
من خلال هذه الملاحظات، يتضح أن القلقلة تعتبر إحدى قواعد التجويد الهامة التي تتطلب الالتزام، ويجتمع فيها حروف محددة يتم نطقها بنبرة قوية وواضحة، مع الحرص على عدم مزجها بالفتحات أو الضمات أو الكسور.