تلف خلايا الجلد بسبب المنتجات الشمسية
يعتبر واقي الشمس أداة مزدوجة التأثير، إذ رغم فوائده في حماية البشرة وتفادي تلف خلايا الجلد، فإنه قد يؤدي إلى آثار سلبية إذا لم يتم استخدامه بشكل منتظم وصحيح. أظهرت بعض الدراسات أن الاستخدام غير الكافي لواقي الشمس يمكن أن يسهم في تلف خلايا الجلد. يتمثل الخطر في تركيبة واقي الشمس، حيث تستخدم هذه المنتجات مرشحات وأدوات لحجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يمنعها من الدخول إلى الجلد. ولكن مع مرور الوقت، قد تتسرب هذه المرشحات إلى داخل الجلد، مما يجعله أكثر عرضةً لامتصاص الأشعة الضارة. كما أن بعض أنواع الأكسجين التفاعلي (ROS) تضاف إلى واقيات الشمس، وتبدأ بالتفاعل على سطح الجلد، مما يؤدي إلى إفراز الأكسجين التفاعلي الطبيعي عند التعرض للشمس، مما يترك آثار شيخوخة على البشرة ويتسبب في إتلاف جدران خلايا الجلد والحمض النووي فيها.
المكونات الكيميائية الضارة في واقيات الشمس
أصدرت مجموعة العمل البيئي (EWG) تحذيراً بشأن استخدام بعض أنواع واقيات الشمس، وخاصة تلك المخصصة للأطفال. أوضحت المجموعة أن حماية البشرة من الأشعة الضارة ينبغي أن تتم بإحدى طريقتين: إما عبر حاجز معدني يحجب الأشعة، أو باستخدام مكونات كيميائية. عادةً ما تحتوي واقيات الشمس على مجموعة من المكونات الكيميائية المعدنية، مثل ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك، والتي تشكل حاجزاً للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه المنتجات مكونات أخرى متعددة مثل أوكسيد البنزويل، مما يزيد من مخاطر تسرب هذه المركبات إلى الجسم، مسببةً تغييرات في مستويات الهرمونات، خاصة هرمون الأستروجين والغدة الدرقية. وقد تم تحديد الأوكسي بنزون Oxybenzone كأحد أكثر المواد شيوعاً في واقيات الشمس، مما يشكل تهديداً للغدد الصماء، ويتسبب في أضرار للأطفال، والتقليل من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، والتهابات بطانة الرحم لدى النساء. يوصى بشدة بتجنب استخدام هذه المادة، خاصةً بالنسبة للأمهات المرضعات، والحوامل، والأطفال الصغار.
كيفية اختيار واقي الشمس بشكل صحيح
يفضل اختيار واقيات الشمس واسعة الطيف، حيث توفر حماية شاملة لا تقل عن 30%. ينبغي أيضاً تطبيق كمية مناسبة تبلغ حوالي 15 مل كل ساعتين، مع تكرار التطبيق بعد الأنشطة مثل السباحة أو التمارين الرياضية التي تؤدي للتعرق. من الضروري تجنب التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة، والتي تكون من العاشرة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر. إضافةً إلى ذلك، يُنصح بارتداء ملابس واقية مثل القبعات والأكمام الطويلة كخطوط حماية إضافية.