أدوات البحث العلمي
تعتبر أدوات البحث العلمي عبارة عن مجموعة من الوسائل التي تدعم البحث أو الدراسة التي يتم إعدادها، حيث تسهل على الباحث عملية جمع وتنظيم وتحليل وتصوير ونشر نتائج البحث أو الدراسة. يوجد أنواع متعددة من أدوات البحث العلمي التي ينبغي على الباحث أن يكون ملماً بها، لضمان إدراك نقاط القوة والضعف لكل أداة، فضلاً عن كيفية استخدامها بشكل فعّال. هذا الفهم يساعده في اختيار الأداة الأكثر ملاءمة لبحثه. من الممكن أن يستخدم الباحث عدة أدوات في دراسته، شرط أن يكون لديه القدرة المالية لتحمل تكاليف استخدامها، وذلك لضمان نجاحه في تحقيق النتائج المرجوة من الدراسة. في حال عدم قدرة الباحث على اختيار الأداة الصحيحة أو استخدامها بشكل سليم، قد تؤثر هذه العوامل سلبًا على دقة النتائج. وفيما يلي أهم أدوات البحث العلمي التي يمكن الاستفادة منها:
الملاحظة
تعتبر الملاحظة من أقدم طرق جمع المعلومات المرتبطة بمراقبة الظاهرة أو السلوك المدروس، بما في ذلك جميع المتغيرات والعلاقات المرتبطة بذلك. تهدف الملاحظة إلى متابعة هذه الظواهر وتحديد العلاقة بينها وتفسيرها، بالإضافة إلى توقع النتائج المستقبلية. تتميز أداة الملاحظة بقدرتها على جمع المعلومات في الظروف الواقعية، مما يزيد من دقة البيانات ويعزز قدرة الباحث على توقع النتائج. يمكن تطبيقها على عينة صغيرة من المجتمع ضمن مواقف مختلفة وعبر مراحل عمرية متنوعة. ومع ذلك، فإن من أبرز عيوب هذه الأداة أنها تتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً وقد تكون مكلفة. كما قد يتعرض الباحث للتحيز أحياناً نتيجة لتأثره بالظاهرة الملاحظة، بالإضافة إلى صعوبة استخدامها في بعض الظواهر مثل العلاقات الزوجية. يمكن تصنيف الملاحظة حسب عدة أسس، ومنها:
- أنواع الملاحظة حسب مشاركة ودور الباحث:
- الملاحظة المباشرة وغير المباشرة.
- الملاحظة المشاركة وغير المشاركة.
- أنواع الملاحظة حسب الهدف:
- الملاحظة المحددة وغير المحددة.
- الملاحظة المقصودة وغير المقصودة.
- أنواع الملاحظة حسب عدد الملاحظين:
- الملاحظة الفردية.
- الملاحظة الجماعية.
- أنواع الملاحظة حسب درجة الضبط:
- الملاحظة البسيطة.
- الملاحظة المُنظمة.
الاستبيان
الاستبيان هو أداة لجمع المعلومات المتعلقة بموضوع البحث من خلال استمارة معينة تحتوي على مجموعة من الأسئلة المرتبة بطريقة مناسبة، يتم توزيعها على أفراد محددين ليقوموا بالإجابة عليها. هناك عدة أنواع من الاستبيانات، ومنها:
- الاستبيان المُقيد: يتضمن أسئلة بنمط الاختيار من متعدد، حيث تُكتب إجابات تحت كل سؤال، ويتوجب على المستجيب اختيار إجابة أو أكثر. يتمتع هذا النوع بوضوحه وارتفاع معدل الاستجابة، لكن قد يقيد المستجيبين بإجابات محددة، مما يؤدي إلى تجاهل بعض الخيارات.
- الاستبيان المفتوح: يتيح للمستجيب الحرية في الإجابة بطريقة خاصة، مما يعزز تنوع الإجابات. ومع ذلك، قد يواجه الباحث صعوبة في تصنيف هذه الإجابات وتحليلها.
- الاستبيان المُقيد المفتوح: يجمع بين النوعين السابقين، حيث يقدم الباحث مجموعة من الإجابات المحددة ليختار المستجيب منها ويضيف رأيه الخاص.
المقابلة
تعتبر المقابلة وسيلة هامة لجمع المعلومات في البحث العلمي، حيث تتم عن طريق حوار يجري بين الباحث والمستجيب. يبدأ الباحث بخلق جو مريح لضمان أعلى مستوى من الاستجابة، ثم يقوم بطرح أسئلة محددة ويسجل إجابات المستجيب. لذا يمكن اعتبار المقابلة كاستبيان شفوي. تمتاز المقابلة بإمكانية استخدامها في الحالات التي يصعب فيها استخدام الاستبيان، مثل العينة من الأميين أو الأطفال. كما تتيح استعراض معلومات إضافية يصعب جمعها عبر الاستبيانات. ومع ذلك، فإنها تتطلب وقتاً طويلاً، مما يجعل من الصعب مقابلة عدد كبير من الأشخاص، وتتطلب مهارات محددة من الباحثين لإجراء المقابلات. أنواع المقابلات تشمل:
- من حيث درجة الحرية:
- المقابلة المفتوحة: حيث يُفسح المجال للمستجيب للحديث بحرية مطلقة.
- المقابلة شبه المفتوحة: حيث يمكن للباحث إعادة صياغة الأسئلة وفق الحاجة.
- المقابلة المغلقة: حيث تُطرح الأسئلة باهتمام محدد دون مجال للإجابات المطولة.
- حسب الطريقة:
- المقابلة وجهًا لوجه.
- المقابلة الهاتفية.
- حسب عدد الأشخاص:
- المقابلات الفردية.
- المقابلات الجماعية.
الاختبارات
الاختبار هو سلسلة من المثيرات مثل الأسئلة أو الصور أو الرسومات، تُعدّ لتقييم سلوك أو ظاهرة بحثية بطريقة كمية أو نوعية. من الضروري أن يتحلى الاختبار بالموضوعية والصدق والثبات، بحيث يتم الحصول على نتائج مماثلة عند إعادة اختباره في ظروف شبه متطابقة. تشمل أنواع الاختبارات:
- حسب الإدارة:
- اختبارات فردية: لقياس صفة معينة لدى فرد.
- اختبارات جماعية: لقياس صفة معينة لدى مجموعة.
- حسب التعليمات:
- اختبارات شفوية.
- اختبارات مكتوبة.
- حسب الهدف:
- اختبارات الاستعداد: تقيس القدرات العقلية.
- اختبارات التحصيل: تستخدم لتقييم المعرفة والمهارات المكتسبة.
- اختبارات الميل: تقيس تفضيلات الأفراد.
- اختبارات الشخصية: تقيم وجهة نظر الفرد عن نفسه والآخرين.
- اختبارات الاتجاهات: تقيس الميل العام للفرد وتأثيره على سلوكه.
اختيار أداة البحث العلمي
عند اختيار أداة البحث العلمي المناسبة، توجد مجموعة من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ومن أبرزها تقييم نقاط القوة والضعف لكل أداة. يجب أن تسهم الأداة المختارة في تحقيق الأهداف المحددة للدراسة، بالإضافة إلى مراعاة الجدول الزمني لجمع البيانات وتحليلها. من المهم تجنب اختيار أدوات تحقق الأهداف الدراسية ولكن تتطلب وقتًا طويلاً لجمع البيانات.
للتعرف بشكل أعمق على مجال البحث العلمي، يمكنك الاطلاع على المقال تعريف البحث العلمي.