يتساءل العديد من الأشخاص عن مفهوم “التوحد عالي الأداء”، وهو مصطلح يُطلق على الأفراد المصابين بالتوحد الذين يمتلكون القدرة على القراءة والتحدث والكتابة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى مستوى ذكاء مرتفع يزيد عن باقي الأفراد الذين يعانون من التوحد، مما يمكنهم من أداء الأنشطة اليومية دون الحاجة للمساعدة. في هذا المقال، سنستعرض معلومات دقيقة حول مرض التوحد وأعراضه.
ما هو التوحد عالي الأداء؟
يتم تشخيص مرض التوحد كأحد أنواع التوحد، حيث يعتمد التشخيص على الأعراض التي يُظهرها الفرد، مع التأكيد على عدم وجود أمراض صحية أخرى قد تسبب تلك الأعراض. لا يوجد فحص دم أو طريقة تصوير محددة تُظهر الإصابة بالتوحد بشكل قاطع.
غالبًا ما يقوم الأطباء بإجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الأمراض الأخرى التي قد تُسبب الأعراض. على سبيل المثال، قد يُجري الطبيب فحص دم للتأكد من عدم وجود عدوى، بالإضافة إلى تصوير الأشعة للرأس للتأكد من عدم وجود إصابات فيه. بعد التأكد من عدم وجود أمراض أخرى، يتابع الطبيب سلوكيات الشخص وأعراضه.
أعراض التوحد عالي الأداء
تتسم أعراض التوحد عالي الأداء بتنوعها، وعمومًا تكون أقل حدة مقارنةً بأعراض أنواع التوحد الأخرى. فيما يلي نستعرض بعض الأعراض المرتبطة بالتوحد عالي الأداء:
- صعوبة في تكوين صداقات، وكذلك تحديات في التعامل والتواصل مع الآخرين.
- عدم القدرة على فهم تعابير الوجه أو الإيماءات أثناء المحادثات، بالإضافة إلى عدم القدرة على التواصل بالعينين.
- شعور بالضغط الشديد والتوتر أثناء التفاعل الاجتماعي.
- قد يتعلق الشخص المصاب بأنشطة معينة بشكل مفرط، ويُظهر رغبة قوية في الانغماس فيها بشكل قد يُعتبر غريبًا بالنسبة للآخرين.
- قد تظهر ردود فعل مفرطة تجاه أصوات معينة أو ملمس محدد أو ضوء ساطع.
طرق علاج التوحد عالي الأداء
من المهم أن نوضح أنه لا يوجد علاج نهائي للتوحد عالي الأداء أو أي نوع آخر من التوحد، لكن توجد علاجات نفسية وسلوكية ودوائية تُستخدم لتحسين قدرات الأفراد المصابين، وتخفيف الأعراض. كلما تم تشخيص التوحد في وقت مبكر وبدأ العلاج، كانت النتائج أفضل. وفيما يلي بعض العلاجات التي يمكن أن تُساعد على تحسين الحالة:
العلاج السلوكي والنفسي: تركز هذه العلاجات على تطوير مهارات الأفراد المصابين بالتوحد في مجالات اللغة والتواصل الاجتماعي وغيرها، حيث يهدف العلاج السلوكي إلى تعليم الأفراد المهارات الضرورية للتفاعل الاجتماعي والتعامل مع المواقف المختلفة.
العلاجات المتوفرة للتوحد
يُقدّم هذا العلاج من قِبَل مختصين محترفين، حيث يقومون بتعليم الأطفال برامج دراسية مصمّمة خصيصًا لتطوير مهاراتهم، بالإضافة إلى العلاجات التالية:
علاج الوالدين والمقدمين للرعاية
يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعليم الوالدين ومقدمي الرعاية أساليب فعّالة لفهم الطفل ورعايته بشكل صحيح، مما يُساعد على تعزيز استجابة الطفل للعلاج وتطوير مهاراته.
تابع المزيد:
العلاج الدوائي
تُستخدم الأدوية في إطار الخطة العلاجية لعلاج التوحد بهدف معالجة أعراض أو حالات قد تصاحب التوحد، مثل المهدئات وأدوية الفصام ومضادات الاكتئاب.
ختامًا، لقد تناولنا بشكل مُفصّل مفهوم “التوحد عالي الأداء” والأعراض المصاحبة له في هذا المقال.