تأثير الوسواس القهري على وظائف الدماغ

يُعتبر الوسواس القهري اضطرابًا ذو أبعاد بيولوجية عصبية، وهو يؤثر على الأفراد من جميع الأعمار والجنسيات, بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يدخل الوسواس القهري ضمن أكثر 20 سببًا للإعاقة الناتجة عن الأمراض على مستوى العالم، خصوصًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عامًا. سنتناول في هذا المقال تأثيره على الدماغ.

الوسواس القهري

  • تظهر في الأفلام والبرامج التلفزيونية شخصيات يُعتقد بأنها تعاني من الوسواس القهري، ولكن في كثير من الأحيان، تكون هذه العروض مبالغ فيها أو غير دقيقة في تصوير الأعراض الفعلية لهذا الاضطراب.
  • الوساوس تمثل أفكارًا أو دوافع أو صورًا غير مرغوب فيها، مما يتسبب في قلق أو إزعاج شديد للشخص المصاب، يؤثر بشكل كبير على حياته اليومية.
  • على سبيل المثال، الأفراد غير المصابين بالوسواس القهري يستطيعون التحكم بأفكارهم المتكررة حول الجراثيم، بينما المرضى يعانون من استمرارية هذه الأفكار بشكل مُستمر، وقد يصل بهم الأمر إلى تجنب الأماكن العامة.
  • مثال آخر هو الأفراد الذين لديهم خوف مفرط من المتسللين، حيث يقومون بفحص أقفال الأبواب بشكل متكرر للتأكد من عدم إمكانية دخول شخص آخر.

تشخيص الوسواس القهري

  • يعاني الجميع من قلق أو شكوك في بعض الأوقات، ومن الطبيعي الانشغال بمسائل مثل الصحة أو رفاهية الأحباء أو الأمور المالية أو ما قد يحمله المستقبل.
  • ومع ذلك، يتم تشخيص الوسواس القهري عندما تكون الوساوس والأفعال القهرية تستهلك وقتًا كبيرًا (ساعة أو أكثر يومياً) مما يؤدي إلى ضائقة كبيرة للشخص.
  • تؤثر هذه المشكلات على الأداء اليومي سواء في العمل، المدرسة، أو في العلاقات الاجتماعية والعائلية، وحتى الأنشطة الروتينية.
  • يُميز الوسواس القهري بالأفكار الوسواسية أو الدوافع أو الصور التي يكون من الصعب السيطرة عليها، وتستهلك قدرًا كبيرًا من الوقت والطاقة، مما يمنع الأفراد من الاستمتاع بحياتهم وأوقاتهم مع الأصدقاء والعائلة أو حتى من القيام بواجباتهم.
  • عندما تظهر أعراض الوسواس القهري، فإن إرشاد أخصائي نفسي مختص في هذا المجال يعد خطوة حاسمة للتقييم والعلاج.
  • لا يوجد اختبار معمل يمكنه تحديد الوسواس القهري بدقة، ويعتمد الأخصائيون عادةً على المقابلات التشخيصية لتحديد الحالة، بالإضافة إلى أدوات قياس شدة الوساوس والإكراه، ومن بينها مقياس الوسواس القهري ييل براون (Y-BOCS).

تأثير الوسواس القهري على الدماغ

أشارت العديد من الدراسات الحديثة التي أجراها باحثون في مركز الإدمان والصحة النفسية في كندا، إلى أن الوسواس القهري قد يزيد من مخاطر التهابات الدماغ.

أسباب الوسواس القهري

  • هناك انقسامات بين الأطباء والباحثين بشأن أسباب هذا الاضطراب، ولكن يُرجح كثيرون أن الوسواس القهري ناشئ عن وظائف غير طبيعية في دوائر الدماغ، وكثيراً ما تكون هذه العوامل وراثية وتظهر الأعراض في مرحلة الطفولة.
  • دراسة حديثة بيّنت أن نسبة التهاب أنسجة المخ كانت أعلى بنسبة 32% في أدمغة مرضى الوسواس القهري مقارنة بأشخاص آخرين.
  • تتضمن الأفكار الوسواسية إمكانية الخوف من التعرض للأذى، الجراثيم، أو الإصابة بأمراض، بينما قد تشمل الإكراهات تكرار بعض الأعمال مثل غسل اليدين أو التنظيف أو التحقق من الأشياء.
  • يظهر الوسواس القهري غالباً في عمر 19 عامًا، وقد تكون هذه الحالة مؤقتة أو تستمر مدى الحياة.
  • يسبب الوسواس القهري إجهادًا كبيرًا لكل من الشخص المصاب والأشخاص المحيطين به.

أعراض الوسواس القهري

في بعض الحالات، تكون الأفعال القهرية متعلقة بطبيعة الهواجس، مثل غسل اليدين المتكرر استجابة لمخاوف من التلوث، أو فحص الموقد والفرن بسبب القلق من احتراق المنزل.

في حالات أخرى، قد ترتبط الوساوس والأفعال القهرية بطريقة لا علاقة لها مباشرة بالهوس، على سبيل المثال، رجل أعمال قد يشعر بأنه مُلزم بالنقر على مكتبه عدة مرات كوسيلة لمنع الأذى لعائلته أثناء تواجده في العمل.

من المهم ملاحظة أن بعض الأفراد الذين يعانون من الوسواس القهري يمارسون طقوسًا ليست استجابة لهوس معين، بل تتعلق بإحساس خاص.

أمثلة على حالات الوسواس القهري

إليكم بعض الأمثلة الشائعة على أعراض الوسواس القهري:

  • الخوف من الجراثيم أو التلوث
    • يتجلى ذلك في غسل اليدين المتكرر باستخدام مناديل مبللة مضادة للبكتيريا أو معقمات اليدين.
  • تجنب لمس الأسطح المتسخة التي قد تلامسها يد الآخرين، بما في ذلك المناطق المشتركة مثل مقابض الأبواب، المكاتب، والأدوات المشتركة.
  • تجنب الأنشطة التي تتطلب الاحتكاك الجسدي خوفًا من العدوى أو تلويث الآخرين.
  • تجنّب استخدام الحمامات العامة.
  • رفض مشاركة الأشياء مع الآخرين أو تناول الطعام في الأماكن العامة.
  • الشعور بالخوف من التعرض للأذى أو المرض بأنفسهم أو للآخرين، بما في ذلك الأفكار العدوانية مثل الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين.
  • تصرفات “التحقق” مثل التأكد المتكرر من قفل الأبواب والنوافذ أو_checks على الأجهزة الكهربائية.

مضاعفات الوسواس القهري

غالبًا ما تُصاحب اضطرابات الصحة العقلية الأخرى الوسواس القهري. في الواقع، 多人をfor هذه المسألة، غالبًا ما يكون للأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري اضطراب واحد آخر على الأقل.

يمكن للأخصائيين المدربين في مجال الصحة النفسية أن يقوموا بالتشخيص ويوفروا العلاج المناسب لهذه الحالات، بما في ذلك:

  • اضطرابات القلق.
  • الاضطرابات الاكتئابية.
  • الاضطرابات ثنائية القطب.
  • اضطراب نقص الانتباه/فرط النشاط (ADHD).
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطرابات طيف التوحد (ASD).
  • اضطرابات التشنج، مثل متلازمة توريت.

علاج الوسواس القهري

  • يمكن الحصول على تخفيف من الوسواس القهري من خلال العلاجات المتاحة حاليًا.
    • رغم عدم وجود علاج شافٍ للوسواس القهري، إلا أن العلاج الأكثر فعالية يقوم على الأدلة وهو العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
  • توصي المؤسسات الصحية المعروفة بهذا النوع من العلاج، مثل المعاهد الوطنية للصحة العقلية.
  • حتى المتخصصون ذوي المؤهلات العالية قد لا يمتلكون التدريب الكافي لتشخيص وعلاج الوسواس القهري بشكل فعّال.
  • فقط المعالج السلوكي المعرفي المؤهل يمكنه أن يقدم علاجًا فعالًا. قبل الشروع في العلاج مع معالج معين، من الضروري طرح أسئلة للتأكد من مؤهلاته في إدارة علاج الوسواس القهري.
Scroll to Top