الإنسولين
يعتبر هرمون الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) من الهرمونات الأساسية التي تُنتج في جسم الإنسان بواسطة غدّة البنكرياس. يلعب الإنسولين دورًا حيويًا في تمكين الجسم من الاستفادة من سكّر الجلوكوز كمصدر للطاقة، كما يساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. فعندما ترتفع مستويات السكر في الدم، يقوم الإنسولين بإرسال إشارات إلى الجسم لتخزين السكّر في الكبد، بحيث يتم إفراز الكميات المخزنة لاحقاً عندما تنخفض مستويات السكر، مثلما يحدث بين الوجبات أو عند شعور الجسم بالتعب. تجدر الإشارة إلى أن أي ضعف في قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين أو استخدامه بشكل فعال قد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكّري. كما توجد حقن الإنسولين التي تُستخدم في علاج مرض السكّري من النوع الأول والثاني.
أنواع الإنسولين
توجد عدة أنواع من الإنسولين المستخدمة في علاج مرض السكّري، وفيما يلي لمحة عن بعضها:
- إنسولين سريع المفعول: (بالإنجليزية: Ultra short acting) مثل أسبارت (Aspart) وليسبرو (Lispro) وغلوليزين (Glulisine). يُؤخذ عادةً قبل تناول الطعام لتغطية الارتفاع الناتج في مستوى سكر الدم. يبدأ تأثيره عادةً خلال 12 دقيقة إلى نصف ساعة، ويصل إلى ذروته بعد نصف ساعة إلى ساعة، وتستمر فعاليته بين 3 إلى 5 ساعات.
- إنسولين قصير المفعول: (بالإنجليزية: Short acting) والمعروف أيضًا بالإنسولين النظامي (Regular insulin). يتم أخذ الجرعة قبل تناول الوجبة بنصف ساعة. يبدأ تأثيره بعد حوالي نصف ساعة، وتبلغ ذروته خلال ساعتين إلى خمس ساعات، بينما تتراوح مدة فعاليته ما بين 4 ساعات إلى 24 ساعة. بزيادة الجرعة، تزداد سرعة تأثيره، لكن لا تؤثر الزيادة في الجرعة على وقت الوصول إلى الذروة.
- إنسولين متوسط المفعول: (بالإنجليزية: Intermediate-acting) بما في ذلك نوعان:
- إنسولين بروتامين هاغيدورن (Neutral protamine Hagedorn)، المعروف بـ NPH، يُستخدم لتغطية ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم عند انتهاء مفعول الإنسولين سريع المفعول. يبدأ تأثيره بين ساعة إلى ساعتين ويصل إلى ذروته بين 4-12 ساعة، بينما تستمر فعاليته من 14 إلى 24 ساعة، ويزداد وقت الوصول للذروة بزيادة الجرعة.
- إنسولين مُسبق المزج: (بالإنجليزية: Pre-Mixed) يمثل مزيجًا من إنسولين NPH مع الإنسولين سريع المفعول، وعادةً ما يتم أخذه مرتين يوميًا.
- إنسولين طويل المفعول: (بالإنجليزية: Long acting) مثل غلارجين (Glargine) والترالنت (Ultralente) وديتيمير (Detemir)، يُقلل هذا النوع من جلوكوز الدم عند توقف الإنسولين سريع المفعول عن العمل. يُآخذ مرة أو مرتين يوميًا، ويمكن دمجه مع الإنسولين سريع المفعول عند الحاجة. يبدأ تأثيره بين 3 إلى 4 ساعات ويستمر لأكثر من 24 ساعة.
حقن الإنسولين في الجسم
توجد طرق متعددة لحقن الإنسولين في الجسم، بما في ذلك استخدام المحاقن (بالإنجليزية: Syringe) أو أقلام الإنسولين أو مضخات الإنسولين أو الحاقن النفاث (بالإنجليزية: Jet injector). تعتبر المحاقن واحدة من أكثر الطرق شيوعًا وفاعلية لتقديم جرعة الإنسولين، وتأتي بأنواع مختلفة حسب كمية الإنسولين التي تحتوي عليها وحجم الإبرة. يجب التخلص من المحاقن بعد الاستخدام لمرة واحدة، ويتميز الإبر المستخدمة حاليًا بأنها أقل طولًا مما يزيد من راحة المريض أثناء الحقن.
يتم حقن الإنسولين في طبقة الدهون تحت الجلد، مما يتطلب استخدام إبر قصيرة؛ لتصل إلى هذه الطبقة دون الإضرار بالعضلات. من المهم حقن الإنسولين في المواقع الصحيحة، إذ أن الحقن العضلي يمكن أن يؤدي إلى ألم للمريض ويُسرع من امتصاص الإنسولين، مما يؤثر سلبًا على فعاليته ويدوم أثره لفترة أقصر، وقد يتسبب في انخفاض مستويات جلوكوز الدم بسرعة أكبر.
يمكن إجراء الحقن في مناطق متعددة من الجسم، مثل البطن والفخذ والذراع والأرداف. تفضّل غالبًا منطقة البطن نظرًا لسهولة الوصول إليها وسرعة امتصاص الإنسولين منها. يجب على مرضى السكّري الذين يتناولون الإنسولين يوميًا ممارسة تدوير مواقع الحقن لتجنب ما يُعرف بالحثل الشحمي (بالإنجليزية: Lipodystrophy)، الذي ينتج عن تكسّر الدهون أو تراكمها تحت الجلد، مما يؤدي إلى ظهور نتوءات أو فجوات تعيق امتصاص الإنسولين.