تعاني العديد من النساء من مشكلة سمك بطانة الرحم، والتي تشير إلى زيادة غير طبيعية في سماكة هذه البطانة. يصاحب هذا الأمر أعراض مؤلمة ومفاجئة تثير قلق النساء، مما يدفعهن للبحث عن أسباب هذه الحالة وطرق العلاج المناسبة لتفادي تفاقم المشكلة.
سنتناول في هذه المقالة أسباب سمك بطانة الرحم وطرق علاجها المتاحة.
أسباب سمك بطانة الرحم وطرق علاجها
قبل الخوض في التفاصيل، دعونا نقدم لمحة عامة عن الموضوع من خلال النقاط التالية:
- تعتبر مشكلة سمك بطانة الرحم حالة صحية تشير إلى تضخم غير طبيعي يعرف أيضًا بفرط تنسج بطانة الرحم (Endometrial hyperplasia).
- تحدث هذه الحالة غالبًا نتيجة خلل في إفراز هرموني الإستروجين والبروجسترون.
- لنفهم المشكلة بشكل أفضل، علينا التعرف على تركيب الرحم، الذي يعد أحد الأجزاء المهمة من الجهاز التناسلي الأنثوي.
- يتموضع المثانة البولية في الجهة الأمامية بينما يقبع المستقيم خلفها، ويمتاز الرحم بجدرانه السميكة والمرنة لتمكينه من احتواء الجنين أثناء الحمل.
- يتكون الرحم من ثلاثة أجزاء رئيسية: جسم الرحم، وهو القسم الأساسي والذي يتم تثبيت البويضة الملقحة فيه، وعنق الرحم، الذي يعد الوصلة بين الرحم والمهبل. وأما قاع الرحم، فيقع في أعلى الرحم.
- قاع الرحم يضم ثلاثة طبقات من الأنسجة: الطبقة الخارجية، والتي تُعرف بالغشاء المصلي، والطبقة الداخلية، التي تُعتبر الأكثر حيوية وتلعب دورًا رئيسيًا أثناء فترة الطمث. بينما الطبقة المتوسطة تُسمى عضل الرحم، وهي أكبرهم حجمًا وتتكون من أنسجة عضلية ملساء.
- يعمل هرموني الإستروجين والبروجسترون لتنظيم وظائف الجسم لدى المرأة خلال الدورة الشهرية. يقوم الإستروجين بتحفيز المبيض لإنتاج بويضة واحدة شهريًا، مما يؤدي لزيادة سمك بطانة الرحم تجهيزًا لاستقبال البويضة المخصبة، وإذا لم يحدث التخصيب، فإن مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون تنخفض، مما يستدعي تخلص الجسم من بطانة الرحم على شكل حيض.
- تزداد سماكة بطانة الرحم عند ارتفاع مستويات الإستروجين بشكل غير طبيعي، ويغيب هرمون البروجسترون الذي يتولى طرد هذه البطانة بعد غياب التخصيب، مما يؤدي إلى تراكم الخلايا والمُسبِّب لفرط تنسج بطانة الرحم.
للاطلاع على المزيد من المعلومات، تابعوا معنا:
أسباب سمك بطانة الرحم
هناك عدد من العوامل التي قد تسهم في سمك بطانة الرحم، لكن السبب الرئيسي يتمثل في:
فرط إفراز هرمون الإستروجين، والذي يؤدي لنمو بطانة الرحم في حين تكون مستويات البروجسترون غائبة عن عملية طرد البطانة من الجسم مما يؤدي إلى سماكتها بشكل غير طبيعي.
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسمك بطانة الرحم
تساهم عدة عوامل في زيادة فرص تضخم بطانة الرحم، ومنها:
- السمنة، حيث يؤدي زيادة الوزن إلى تحويل بعض الهرمونات إلى الإستروجين مما يعزز من نمو البطانة.
- تناول الأدوية التي تحتوي على هرمون الإستروجين، خصوصًا في مرحلة انقطاع الطمث، مما يتسبب في زيادة سمك البطانة.
- الإصابة بأورام في المبايض، مما يؤدي لزيادة إفراز هرمون الإستروجين وبالتالي زيادة سمك بطانة الرحم.
- الإصابة بأمراض مثل الغدة الدرقية، متلازمة تكيس المبايض، والسكري، بالإضافة إلى أمراض المرارة.
أعراض سمك بطانة الرحم
تتعدد الأعراض المرتبطة بسمك بطانة الرحم أو فرط تنسجها:
- نزيف مهبلي كثيف بين فترات الدورة الشهرية.
- زيادة غير طبيعية في كمية النزيف خلال فترة الحيض.
- نزيف مهبلي حتى بعد انقطاع الدورة الشهرية.
أنواع سمك بطانة الرحم
تختلف أنواع سمك بطانة الرحم بناءً على نوع الخلايا، وتنقسم إلى نوعين كما يلي:
سمك بطانة الرحم البسيط (النمطي)
تمتاز الخلايا في هذا النوع بأنها طبيعية، والاحتمالات لتحول تلك الخلايا إلى سرطانية ضعيفة جدًا، مما يجعل العلاج الهرموني هو الخيار الأنسب.
سمك بطانة الرحم المعقد (غير النمطي)
تظهر في هذا النوع خلايا غير طبيعية مما يزيد من احتمالية تحولها إلى خلايا سرطانية، لذا يتطلب الأمر التدخل السريع لتفادي خطر الإصابة بسرطان الرحم.
تشخيص سمك بطانة الرحم
يستند التشخيص على أخذ عينة من نسيج بطانة الرحم المصابة وإجراء الفحوصات اللازمة، وهناك طريقتان رئيسيتان لأخذ العينة:
خزع بطانة الرحم
إجراء يقوم به الطبيب لأخذ عينة من بطانة الرحم، وفحصها تحت المجهر، والألم الناتج عادة ما يكون محتملًا ولا يحتاج إلى قلق.
تنظير الرحم
إجراء أكثر دقة حيث يمكن الطبيب من فحص بطانة الرحم عن قرب، ومن ثم أخذ عينة للتحليل المخبر.
علاج سماكة الرحم
يتباين علاج سمك بطانة الرحم وفقًا لنوع الحالة وظروف المريضة، ونعرض ذلك فيما يلي:
العلاج بالبروجسترون
يعتبر العلاج بالبروجسترون الخيار الأفضل في هذه الحالة، وخصوصًا لدى المريضات اللاتي تعانين من نزيف شديد. تتنوع الأشكال الصيدلانية لهذا الهرمون، ومنها:
حبوب البروجسترون
تُعتبر الأدوية التي تحتوي على نوريثيستيرون أو ميدروكسي بروجستيرون من الخيارات الشائعة لتقليل سمك بطانة الرحم، كما أن الميتفورمين يمكن أن يساعد في تقليل الوزن من خلال تقليل مقاومة الأنسولين وبالتالي يساعد مرضى مقاومة البروجسترون.
اللولب الرحمي الهرموني
جهاز من البلاستيك على شكل حرف T يتم تثبيته داخل الرحم، ويعمل على إفراز هرمون البروجسترون لتقليل سماكة بطانة الرحم، ويعتبر من أفضل الخيارات العلاجية دون آثار جانبية في معظم الحالات.
تقليل عوامل الخطر
يبذل الطبيب الجهد في تقليل أو منع العوامل المسببة لزيادة سماكة بطانة الرحم، إذ ينصح المريضة بالتوقف عن تناول أي أدوية تؤثر على الهرمونات. إذا كانت المريضة تعاني من زيادة الوزن، يبدأ العلاج بمعالجة السمنة لتقليل مستويات الإستروجين.
التدخل الجراحي واستئصال الرحم
يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إزالة الرحم في حال فشل العلاجات في ضبط سماكة بطانة الرحم، خاصةً إذا لم تستجب الحالة للعلاج الهرموني، أو تدهورت الحالة بشكل غير طبيعي، أو تكررت الإصابة بشكل مستمر.
علاج سمك بطانة الرحم المعقد (غير النمطي)
ترتبط هذه الحالة بخلايا غير طبيعية، مما يزيد من فرص التحول إلى خلايا سرطانية.
عادةً ما يعتمد الأطباء على استئصال الرحم، ولكن هناك خيارات علاجية بديلة، مثل:
العلاج بالبروجسترون
- يستخدم كعلاج بديل للجوء إلى استئصال الرحم، خاصةً إذا كانت المرأة ترغب في الإنجاب مستقبلاً، أو كانوا الجراحة تشكل خطرًا على صحتها.
- قد يبدأ الطبيب بالعلاج بالبروجسترون، يليها فرصة للحمل قبل التفكير في عملية استئصال الرحم.
- يُستخدم العلاج بالفم إذا كانت هناك آثار جانبية ناتجة عن استخدام اللولب، أو إذا كانت هناك تشوهات في الرحم تمنع استخدامه.
العلاج بالميتفورمين
- أظهر بحث حديث أن الميتفورمين يخفف من تطور خلايا بطانة الرحم السميكة إلى خلايا سرطانية.
- الدواء أيضًا يقلل من مقاومة الأنسولين والبروجسترون، مما يساعد في السيطرة على تطور الخلايا السرطانية.