القرآن الكريم هو كتاب مُنزل من الله تعالى، يهدف إلى هداية البشرية وإرشادهم إلى الطريق المستقيم. فقراءة القرآن تُعتبر وسيلة لرفع درجات العبد عند ربه، ولا يوجد في تاريخ البشرية كتاب تم حِفظه وقراءته مثل القرآن الكريم. عبر موقعنا، سنستعرض فضل القرآن الكريم وتأثيره على حياة المجتمعات الإسلامية.
فضل القرآن الكريم في حياة المسلمين
يُعد القرآن الكتاب الذي اختتم به الله سبحانه وتعالى رسالاته، ويتضمن تشريعات شاملة تحكم حياة الإنسان. كما جاء في قوله تعالى: { إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيرا} (سورة الإسراء، الآية: 9).
يعتبر القرآن معجزة إلهية تحدى بها الله جميع المخلوقات من إنس وجن، أن يأتوا بمثله، ومع ذلك عجزت جميع الكائنات عن تلبية هذا التحدي، كما جاء في قوله تعالى: { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} (الإسراء، الآية: 88).
يُعتبر القرآن منهج حياة، يوجه الأفراد إلى الطريق الحق، إذ من خلال تلاوته يُعبد الإنسان الله ويقدم له الطاعة، كما يتأمل في الكون ويتعامل مع الدنيا باعتبارها وسيلة لتحقيق الآخرة. ويمتثل المسلم لتعاليم الله في طلب الحق وتزكية نفسه وأداء حقوق الآخرين والدفاع عن أمته.
وصف الله سبحانه وتعالى للقرآن الكريم
سنستعرض في النقاط التالية وصف الله للقرآن:
- وصف الله القرآن بأنه روح كما جاء في قوله: { وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ} (الشورى، الآية: 52).
- وصفه أيضاً بأنه نور يهدي الناس، كما في قوله: { قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ} (المائدة، الآية: 15 – 16).
- كما وصفه بأنه الهادي إلى أفضل السبل كما جاء في قوله: { إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } (الإسراء، الآية: 9).
- ويصفه كذلك بأنه الحق الذي لا يعتريه باطل كما في قوله: { وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت، الآية: 41 – 42).
أهمية القرآن في حياة المسلمين والعالم
يجب على المسلمين أن يكونوا جادين في الالتزام بالطاعة، حيث أننا نعيش في نعم لا تُحصى. كما ورد في قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ ۖ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الأعراف، الآية: 96).
للقرآن تأثير عميق جداً في حياة المسلمين وعامة الناس، فنشاهد تلاوته في كل مكان، حيث تُعتبر مصدراً للطمأنينة والهدوء. فإن لتلاوة القرآن دوراً مهماً في حياة الإنسان، كما ورد في القرآن الكريم: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمّا رَزَقْناهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} (فاطر).
بهذا العرض نكون قد انتهينا من مناقشة أهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين والعالم، كما تناولنا وصف الله سبحانه وتعالى للقرآن وفضله. ولا بد أن نؤكد على أنه إذا أراد الفرد الصلاح والعزة، فإن عليه اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحفظ القرآن الكريم.