تُعد مؤلفات وروايات نبيل فاروق مرجعًا أساسيًا لعشاق الأدب البوليسي والخيال العلمي. من منّا لا يعرف هذا الكاتب الفذ، الذي أسعدنا بعالم رواياته المثيرة والمليئة بالتشويق والإثارة على مر السنين.
لقد نقلنا فاروق في رحلات من عالم الواقع المقيد إلى فضاءات واسعة من الخيال. دعونا نتعرف عن كثب أكثر على حياة ومشوار هذا الروائي المتميز من خلال السطور التالية.
نشأة الروائي نبيل فاروق
وُلد الروائي نبيل فاروق في التاسع من فبراير عام 1956 في مدينة طنطا، في عائلة ذات مستوى اجتماعي متوسط. حصل على درجة البكالوريوس من كلية الطب بطنطا في عام 1980.
بعد اجتيازه دورة تدريبية في قنا، بدأ حياته المهنية كطبيب في بلدة أبو دياب. في عام 1985، تزوج من الدكتورة ميرفت راغب، وأنجبا ثلاثة أبناء. وقد ساهمت نجاحاته في الكتابة في ترك مهنته كطبيب، حيث بدأ يتفرغ للكتابة بعد انطلاق سلاسل “رجل المستحيل” و”ملف المستقبل”.
انتقل بعد ذلك إلى القاهرة في عام 1990، ويلفت الانتباه إلى اهتمامه بلعبة تنس الطاولة، ومتابعته للأفلام العربية والأجنبية، إلا أن أفلام الخيال العلمي ذات المضمون الفلسفي والاجتماعي تحظى بمكانة خاصة لديه.
كما كان له شبكة كبيرة من الأصدقاء والمعارف في أروقة إدارة المخابرات المصرية وغيرها من المؤسسات.
موهبة الكتابة
برز شغف نبيل فاروق بالقراءة منذ الطفولة، إذ ساعده والده في تطوير مهاراته في هذا المجال. بدأ الكتابة خلال فترة الدراسة الإعدادية.
انضم إلى جماعة الصحافة والتصوير والتمثيل المسرحي في المدرسة الثانوية، وحصل على جائزة من قصر ثقافة طنطا عن قصته “النبوءة” عام 1979، والتي تعد الجزء الأول من سلسلة “كوكتيل 2000”.
في عام 1984، كان لانطلاقته الفعلية كأديب عبر قصة “أشعة الموت”، التي حققت له جائزة المؤسسة العربية الحديثة. وتحقيقًا لهذا النجاح، أتيحت له فرصة لقائات مع ضباط من إدارة المخابرات المصرية، ممن ألهموه لتطوير شخصية “أدهم صبري” الشهيرة.
وحصدت قصته “جاسوس سيناء: أصغر جاسوس في العالم” على الجائزة الأولى في مهرجان ذكرى حرب أكتوبر، كما أسس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة فرجينيا الأمريكية موقعًا خاصًا بالدكتور نبيل فاروق، وقد ساهم أيضًا في عدة مجلات ودوريات عربية، منها مجلة الشباب.
إبداعات الكاتب نبيل فاروق
دعونا نستعرض أعماله التي تشمل:
- سلسلة “رجل المستحيل” التي تتضمن 160 عددًا، بدأت أولى إصداراتها في عام 1984 بعنوان “الاختفاء الغامض”، واستمرت حتى عام 2009، بما في ذلك 14 عددًا خاصًا تتناول جوانب متنوعة من القصة.
- تدور أحداث السلسلة حول شخصية أدهم صبري، ضابط المخابرات المصري الملقب برجل المستحيل، الذي يظهر مهارات فائقة في فنون القتال والتحدث بعدة لغات، ويواجه تحديات أجنبية تهدد وطنه مع رفاقه.
ردود الفعل حول السلسلة
- قد طالت السلسلة انتقادات، حيث تم وصفها بأنها نسخة عربية عن جيمس بوند، نظراً لتشابه مهارات البطل واستخدامه للأسلحة، إلا أن فاروق ومتابعيه أكدوا أن الرواية تأثرت أكثر بالأفلام الأجنبية.
- جيمس بوند يعتمد على الابتكارات التكنولوجية، بينما أدهم صبري يعتمد على قدراته الشخصية، وليس لديه علاقات نسائية متعددة كما هو الحال مع بوند.
- أعمال فاروق الأخرى تشمل سلسلة “زهور”، التي أسهم فيها عدد من الكتاب وأصبحت السلسلة الرومانسية الوحيدة التي لا تثير حرج الأهل بسبب أسلوبها الخالي من الابتذال.
- وسلسلة “ملف المستقبل” التي تنتمي لأدب الخيال العلمي أيضاً تعد من أبرز أعماله.
سلسلة ملف المستقبل
تدور هذه السلسلة حول فريق علمي مصري يقوده الرائد نور الدين محمود، الذي يعمل في المخابرات العلمية المصرية. ويسعى هذا الفريق إلى كشف الألغاز العلمية التي تواجههم.
تتميز السلسلة بأنَّها واحدة من أولى السلاسل العربية في أدب الخيال العلمي، وقد صدرت عن المؤسسة العربية الحديثة بين عامي 1984 و2010، مع 160 عددًا، كان “نهاية العالم” هو العدد الأخير.
تركز السلسلة على نور الدين محمود، قائد الفريق، الذي أكمل دراسته في كلية الشرطة وعمل كملازم أول في المخابرات العلمية، حيث تمت ترقيته عقب ذلك.
تتواجد شخصية سلوى كخبيرة في الاتصالات، التي تزوجت نور وأسفر زواجهما عن طفلتهما نشوى، ويتبعها شخصية رمزي، الطبيب النفسي في الفريق، الذي يمر بتجارب عائلية مختلفة على مر الأعداد.
تفاصيل دقيقة عن الشخصيات
واستكمالاً، نجد شخصية أكرم، المهندس الجيولوجي، الشغوف بالتقنيات التقليدية، وتبعات زواج مشيرة، فضلاً عن قصة شخصية طارق، الذي جاء من المستقبل وحمل الأسرار معه.
تشمل السلسلة أيضًا شخصيات أخرى فريدة مثل بودون، المهاجم الفضائي الذي خاض مفاوضات مع الفريق.
تبقى أعمال نبيل فاروق ثرية بالمحتوى وبالأحداث المتنوعة التي تحمل القارئ إلى عوالم جديدة من الخيال والتشويق.