أفضل أوقات صلاة الوتر
تتفاوت الأوقات المثلى لأداء صلاة الوتر بناءً على ظروف المصلّي، وفيما يلي بيان ذلك بحسب الأحوال المختلفة:
أفضل وقت لصلاة الوتر للمصلين في الليل
يعتبر الوقت الأنسب لأداء صلاة الوتر لمن يضمن استيقاظه هو آخر الليل، حيث ينزل الرب -تبارك وتعالى- في هذا الوقت. كما أن صلاة الليل تُعدّ مشهودة، فقد أورد أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتعالى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبقى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فيَقولُ: مَن يَدْعوني فأسْتَجِيبَ له، ومَن يَسْأَلُنِي فَأعطِيَهُ، ومَن يَستَغفِرُنِي فأغفِرَ له).
كما روي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ، فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَهذا أَفْضَلُ). وعند تقسيم الليل، يبدأ الوقت الأمثل من بداية النصف حتى نهايته، وهو السدس الرابع والخامس والسادس من الليل. ويمكن لمن صلّى الوتر قبل النوم ثم يُسّر له القيام ألا يحرم نفسه من فضل القيام، إذ بإمكانه استكمال ركعاته.
عند قيام الليل، يمكن للمسلم أن يُصلي ما شاء من الركعات بصيغة مثنى مثنى، ولا يحتاج إلى أداء الوتر عند الانتهاء من قيامه، نظراً لأنه قد قام به في أول الليل. وقد روت أم سلمة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين وهو جالس، وهذا يشير إلى جواز الصلاة بعد الوتر حتى الفجر، وليست ممنوعة.
أفضل وقت لصلاة الوتر لمن لا يستطيع القيام لأداء صلاة الليل
يُعتبر أداء الوتر في أول الليل هو الأفضل لمن لا يضمن استيقاظه في آخر الليل، وذلك بسبب ظروف مثل المرض أو السفر أو التعب، ففي هذا السياق، روى أبو قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: متى توتر؟ فقال: أوتر في أول الليل. وسأل عمر: متى توتر؟، فقال: في آخر الليل. فقال: لأبي بكر: أخذ هذا بالحزم، ولعمر: أخذ هذا بالقوة.
ما هو بداية ونهاية وقت صلاة الوتر؟
تُؤدى صلاة الوتر بين صلاتي العشاء وطلوع الفجر الصادق، والذي يتمثل في الأذان الثاني للفجر. وإذا صلّى المسلم المغرب مع العشاء جمع تقديم في وقت المغرب، فإن وقت الوتر يبدأ فور انتهاء صلاة العشاء، حتى ولو صلّاها في وقت المغرب.
وقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي ما بين الانتهاء من صلاة العشاء، والتي يُطلق عليها الناس العتمة، إلى الفجر، بإحدى عشرة ركعة، يُسلّم بين كل ركعتين، ويُوتر بواحدة. وعندما يسكت المؤذن عن صلاة الفجر، ويتبين له طلوع الفجر، يقوم فيركع ركعتين خفيفتين، ثم يستلقي على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة.