ما هي فئات الإدغام الكامل والإدغام الناقص؟

في ميدان التجويد العربي، يُعدّ تقسيم الإدغام من أهم القواعد التي تنظم تمازج الحروف في اللغة العربية. فماذا عن الإدغام الكامل والناقص وما هي خصائصهما؟ تُضفي هذه الظاهرة جمالية وسلاسة في النطق وتساهم في تحقيق تميّز الصوت عند القراءة. من خلال موقعنا، سنقوم بالاستعراض بشكل شامل للمكونات الأساسية للإدغام الكامل والناقص، ونسلط الضوء على تأثير كلٍ منهما في كيفية نطق الكلمات والجمل بشكل صحيح في العربية.

تعريف الإدغام لغة واصطلاحًا

تعرف العملية الإدغام في اللغة بأنها إدخال حرف ضمن حرف آخر بحيث يصبحان حرفًا واحدًا مشددًا، على غرار إدخال المصحف داخل الجيب أو إدخال السيف في غمده.

تأتي فكرة الإدغام كوسيلة لتيسير القراءة وتخفيفها، مع أخذ العادات اللغوية في الاعتبار، حيث يفضل الناطقون بالعربية اختصار النطق إلى حرف واحد مشدد بدلاً من حرفين متماثلين. ومن ظواهر الإدغام المعروفة صراحةً في القرآن الكريم هي إدغام النون الساكنة والتنوين، حيث يتبع أحد الحروف بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمتين منفصلتين مما يسهم في تجانس الحروف وسهولة النطق.

الإدغام الكامل وأنواعه

يُشير الإدغام الكامل في علم التجويد إلى دمج الحرف المدغم مع صفته، بحيث يُقرأ الحرف الثاني بتشديد، مع اختفاء أثر الحرف الأول. وتنقسم ظاهرة الإدغام الكامل إلى عدة أقسام، ومنها:

  • إدغام المتماثلين: حيث يتطابق الحرفان في المخرج والصفة، كما في قوله تعالى: {رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ}.
  • إدغام المتجانسين: حيث يقترب الحرفان في المخرج لكن يختلفان في الصفات، كما في قوله تعالى: {قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا}.
  • إدغام المتقاربين: حيث تتقارب الحروف في المخرج والصفة، مع حذف الحرف الأول، كما في قوله تعالى: {وَقُل رَّبِّ}.

تعمل تلك الأنواع من الإدغام الكامل على تسهيل القراءة وجعلها أكثر سلاسة ومواءمة لطبيعة اللغة العربية.

الإدغام الناقص وأنواعه

أما الإدغام الناقص، فهو يتجلى عندما يختفي الحرف المدغم مع بقاء صفته. ويتسم بأنه ناقص بسبب عدم تكامل التشديد بسبب بقاء صفة الحرف المدغم. وينقسم الإدغام الناقص إلى نوعين:

  • إدغام حرف الياء والواو في النون الساكنة والتنوين، حيث تبقى الغنّة بفضل استمرار صفة الحرف المدغم، كما في: “من يعمل” و”من وليّ”.
  • إدغام حرف الطاء في التاء، حيث تبقى صفات حرف الطاء باستثناء القلقلة، ويشمل إدغام المتجانسين ويُضبط مشافهة، كما في: “بسطت” و”أحطت”.

الإدغام الكامل في النون الساكنة والتنوين

يمثل الإدغام الكامل العملية التي تُزال خلالها ذات النون مع صفتها، أي الغنّة، حيث تتقارب مع الحرف المدغم لتصبح حرفًا واحدًا مشددًا. تشمل حروف الإدغام الكامل (ر، ل، ن، م)، حيث يُمحى أثر النون وصفتها عند الراء واللام لتشكل إدغامًا بالتشديد، بينما يتعلق الأمر في النون والميم بإدغامٍ مع الغنّة التي تُقرأ عن الحرف الثاني (المدغم) وليس عن المحذوف. ينقسم الإدغام الكامل إلى نوعين:

  • إدغام بالغنّة في حرف النون كما في قوله -تعالى-: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}.
  • إدغام بدون غنّة في حرف الراء كما في قوله -تعالى-: “أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ”.

الإدغام الناقص في النون الساكنة والتنوين

يحدث الإدغام الناقص عندما تذهب ذات النون وتبقى صفتها، أي الغنّة، والذي يحدث في حرفي الياء والواو. ويبرز الإدغام الناقص بوجود الغنّة. ومن الأمثلة توضيحًا على الإدغام في حرف الياء قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}، وفي حرف الواو قوله تعالى: {مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.

أمثلة على الإدغام في النون الساكنة والتنوين

توضح الأمثلة التالية كيفية إجراء الإدغام في النون الساكنة والتنوين في القرآن الكريم، حيث تلتقي النون أو التنوين مع الحروف التالية، مما يؤدي إلى تشديد الحرف الذي يليها مع غياب نطق النون أو التنوين:

  • قوله تعالى: {َإنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} (سورة الإنسان: 4).
  • قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} (سورة البقرة: 8).
  • قوله تعالى: {مَا الَّذِي جَعَلَ اللَّهَ عَلَيْنَا مِنْ سُلْطَانٍ} (سورة إبراهيم: 21).

ختامًا، يُعد الإدغام أحد القواعد الأساسية في التجويد، والتي تُضفي جمالًا وروعة على التلاوة وتعكس ما تمتاز به اللغة العربية من معاني وأصوات فريدة، لذا فمن الضروري ممارسة هذه الأقسام بشكل مستمر لتحسين مهارات التجويد والتلاوة.

Scroll to Top