تعتبر آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم تجسيداً لمقتنياته الشخصية التي استخدمها في حياته اليومية. وهذه المقتنيات عبارة عن أدوات بسيطة، غير مصنوعة من الفضة أو الذهب. في هذا المقال، سنستعرض المواقع التي تحتوي على آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ونتمنى لكم قراءة مفيدة.
آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- من أبرز الآثار خاتم الرسول، والذي يحتوي على حجر أحمر يعرف بحجر الكاميليون، وينقش عليه “محمد رسول الله”. وقد انتقل هذا الخاتم من رسول الله إلى أبو بكر الصديق ثم إلى عثمان بن عفان.
- سقط الخاتم من يد عثمان بن عفان في بئر تُدعى إيريس، وعلى الرغم من محاولات البحث، لم يتم العثور عليه. وبعد ذلك، قام عثمان بن عفان بصنع خاتم جديد مطابق للخاتم الأصلي.
- هناك الراية الخاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، التي استخدمها في فتح خيبر، وقد وضعتها الدولة العثمانية وسط قطعة حرير خضراء اللون.
- تم وضع بودرة النبي في صندوق وعرضت للعموم في تركيا.
- توجد أيضاً سنة من أسنان النبي صلى الله عليه وسلم التي كُسرت في إحدى الغزوات، والتي تم وضعها في طبق من الذهب كأحد مقتنياته.
- من المقتنيات أيضاً جزء صغير من عصا النبي صلى الله عليه وسلم، المستخدمة للاتكاء، وعود المكحلة التي كان يستخدمها لتكحيل عينيه الشريفتين.
أين توجد آثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم
بعد إحدى المعارك، تم نقل جميع متعلقات النبي صلى الله عليه وسلم إلى عاصمة الدولة العثمانية في تركيا، حيث لا تزال تحتفظ بها في قصر طوب قبو المعروف بالقصر الثالث.
1_ آثار الرسول في مصر
كانت آثار النبي موجودة في مسجد يُعرف بمسجد أثر النبي، الذي يقع في جنوب محافظة القاهرة في منطقة الساحل. وقد بقيت تلك الآثار في مصر حتى حدثت معركة مرج دابق في القرن الخامس عشر، حيث هزم السلطان العثماني قنصوه الغوري، سلطان المماليك.
2_ عمامة الرسول
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتدي العمامة، وعندما كان يختار واليًا، كان يقوم بتعميمه. حول عمامة النبي اختلفت الآراء؛ بعضهم يقول إنها كانت خضراء، وآخرون يشيرون إلى أنها كانت سوداء أو بيضاء.
- كانت عمامة النبي متوسطة الحجم، بحيث لا يشعر حاملها بالتعب ولا تكون صغيرة لا تغطي الرأس. وقد نزلت الملائكة يوم غزوة بدر بعمائم صفراء، فبدأ النبي يستخدمها فيما بعد.
- عند فتح مكة، دخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يرتدي عمامة سوداء.
- عمامة النبي انتقلت إلى الخلفاء الراشدين من بعده، وظلت رمزًا للخلافة لسنوات عديدة.
أشهر مقتنيات الرسول
- من بين مقتنيات الرسول إناء فضي قدمه سهيل بن سعد له، وقد وُضع فيه ماء.
- سيف النبي الذي يزن حوالي تسعمائة جرام، ويبلغ طوله متراً، وله غلاف مصنوع من الجلد.
- القارورة التي استخدمها النبي في الوضوء، والحجر الذي كان يتيمم به عند عدم وجود ماء، بالإضافة إلى حذائه الخاص.
- كان يرتدي النبي صلى الله عليه وسلم بردة سوداء، احتفظ بها العباسيون في البهو الرابع من القصر، وقد كانت مصدر بركة للمماليك.
- توجد في مقتنيات الرسول أيضاً رسائل بعث بها إلى عدد من الملوك والحكام يدعوهم للإسلام، مثل رسالته إلى ملك الروم وردّه على عبد الله بن سبأ.
- توجد أيضاً أثر قدمه الشريفة، والتي عُثِر عليها في مسجد قبة الصخرة خلال رحلة الإسراء والمعراج.
رسائل رسول الله للملوك والحكام
تتضمن رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالته إلى الحارث الغساني، والمختومة بـ”محمد رسول الله”، والرسالة إلى ملك الأقباط المقوقس، ورسالة حاكم الأحساء المنذر بن ساوي.
قبر رسول الله
- دُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغرفة التي توفي فيها، والتي كانت تعيش فيها زوجته السيدة عائشة. تقع هذه الغرفة في الناحية الشرقية من المسجد النبوي.
- تم دفن الرسول في الجزء الغربي من غرفة السيدة عائشة، حيث قام عمر بن الخطاب بتجديد الغرفة، واستبدل الجريد بالحجر. ودُفن بجانب رسول الله أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وكانت السيدة عائشة تتمنى أن تدفن بجانبه، لكنها كانت تقول: “كنت أريده لنفسي ولأوثرنه اليوم على نفسي.”
- توفي النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في السنة الحادية عشر للهجرة، وقام كل من العباس بن عبد المطلب وولديه، وأسامة بن زيد، وشقران، وعلي بن أبي طالب بغسل الرسول.
- كان علي بن أبي طالب يردد “طبت حياً وميتاً”. ثم تمت الصلاة عليه وفقاً لترتيب الرجال أولاً ثم النساء ثم الصبيان.
- تولى طلحة الأنصاري عملية حفر قبر النبي، ثم قام بنو العباس وعلي بن أبي طالب بنزول جسده الطاهر إلى القبر ودفنه. وقد وُضع القبر بحيث كان وجهه نحو القبلة، ورأسه جهة الغرب، وقدماه جهة الشرق، مع رفع القبر حوالي شبر عن سطح الأرض.
آثار النبي محمد المفقودة
- تم فقد العديد من آثار النبي صلى الله عليه وسلم التي توارثها الناس عنه، مثل عصاه، وذلك خلال نهاية العصر العباسي نتيجة للصراعات التي وقعت في بغداد.
- كما فقدت نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال إحدى الفتن التي وقعت في دمشق، بالإضافة إلى فقدان خاتم النبي نتيجة لسقوطه في بئر.
حكم التبرك بآثار النبي محمد صلى الله عليه وسلم
- التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر في الإسلام مسألة محدودة، ويحتاج إلى فكر وتوجيه سليم.
- تعد قضية التبرك بهذه الآثار موضوعًا للجدل في الفقه الإسلامي.
- يرى العديد من العلماء أن التبرك بالأشياء الخاصة بالنبي، مثل ملابسه أو ما شابه، قد يعد عملاً غير مبرر، وقد يؤدي إلى معتقدات مبتذلة أو عبادات غير قائمة على دليل شرعي صحيح.
- ينبغي التركيز في الإسلام على اتباع تعاليم النبي والعمل بها في الحياة اليومية. الاحتفاظ بمقتنيات النبي كوسيلة للتذكر قد يكون أمرًا شخصيًا لكن يجب تجنب إعطائها طابعًا دينيًا خاصًا.
- الاحترام والتقدير للنبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يتم من خلال اتباع سنته وتعاليمه والسعي لفهم عميق للإسلام.