تُعتبر بعض القضايا داخل المجتمع ضرورية للتركيز عليها لضمان عدم تعرضه للدمار الداخلي. في هذه المقالة، سنتناول موقف الإسلام من الأمن الاجتماعي، حيث يُعد الأمن الاجتماعي أحد الركائز الأساسية لبناء المجتمعات. سنقوم في ما يلي بتعريف الأمن الاجتماعي وأهدافه ومقوماته.
تعريف الأمن الاجتماعي
يمكن تعريف الأمن الاجتماعي بأنه الشعور بالاطمئنان الذي يختبره الفرد تجاه نفسه ودينه وعقله وحقوقه في المجتمع، مما يجعله غاضًا بغير خوف سواء من الحاضر أو المستقبل.
يعكس هذا المفهوم عدم وجود قلق من أي تهديد داخلي أو خارجي، إذ حث الإسلام على احترام الأعراف والمواثيق المعمول بها في المجتمعات. كما يُعبر الأمن الاجتماعي عن حماية المجتمعات من العدوان، وتحقيق الراحة والسعادة للأفراد الذين يعيشون في تلك المجتمعات.
أهداف الأمن الاجتماعي
يتمثل الهدف الأساسي من الأمن الاجتماعي في قيام كل فرد في المجتمع بواجبه المفروض عليه، بما يمكن الدولة من تقديم الحقوق اللازمة له. يتوجب على الدولة محاربة الأفعال التي تهدد الأمن الاجتماعي، والحد من الخوف والجريمة لضمان عدم تحول المجتمع إلى بيئة تُعاني من الفساد وانعدام الأمان.
دور الإسلام في تعزيز الأمن الاجتماعي
يعتبر الأمن الاجتماعي من أبرز القضايا التي تركز عليها الشريعة الإسلامية، إذ جاء الإسلام لنشر الطمأنينة والأمان في الأرض. كما صرح الله تعالى بأنه لا يمكن دوماً تحقيق العدالة وتحقيق حياة اقتصادية واجتماعية وسياسية سليمة دون تعزيز الأمن الاجتماعي في الدول.
بينما يركز الكثير من الباحثين على الجوانب السياسية والاقتصادية للمجتمع، نادراً ما يتم تناول مدى أهمية الأمن الاجتماعي ودور الإسلام في تحقيقه. يجب أن ندرك أنه لا يمكن تحقيق أمن سياسي أو اقتصادي في مجتمع يسوده الظلم والخوف والاضطرابات.
الإسلام يعزز الحياة الاجتماعية المستقرة
عند التطرق إلى عهد النبوة وعصر الإسلام، نجد أن الناس كانوا يعيشون حياتهم بسلام وبدون خوف من العدوان الخارجي، عدا عن الشعور بالخوف من الله سبحانه وتعالى. إذ يشكل هذا الخوف من الله الأساس الذي يقوم عليه الأمن الاجتماعي.
إن من يشعر بالخوف من الله لن يسعى إلى إيذاء الآخرين أو زعزعة أمانهم. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أصبح وآمن في سربه، فهو كمن أتم الله عليه النعم” مما يعكس أهمية تقديم الأمن للآخرين واحترام وصايا الله سبحانه وتعالى.
عند الرجوع إلى القرآن الكريم، نجد توصيات بأهمية الأمن والاستقرار، حيث يعتبران من المبادئ الأساسية للتفكير الإسلامي. لذلك، يجب علينا الحفاظ على أمن حياتنا ومجتمعنا لنعيش بسلام واستقرار.
إن الاستقرار الداخلي والخارجي يعدان من الركائز الأساسية للأمن الاجتماعي. يتمثل الاستقرار الداخلي في الأسرة والمال والنظام العام في الدولة، بينما الاستقرار الخارجي يظهر في قدرة الدولة على الحفاظ على كياناتها الخارجية واستعدادها لمواجهة الأعداء في أي لحظة.
مقومات الأمن الاجتماعي
يعتمد الأمن الاجتماعي على مجموعة من المقومات التي تُعتبر الأسس التي يُبنى عليها، ومن بين هذه المقومات:
- السلطة والنظام
تشكل السلطة والنظام الركيزة الأولى للأمن الاجتماعي، إذ لا يمكن تحقيق الأمن دون وجود سلطة وقوانين تُطبق وتنظم تصرفات الأفراد.
- العدل والمساواة
يساهم تحقيق العدل داخل المجتمع في ضمان حقوق الأفراد، ويعزز المساواة بينهم، مما يساعد على خلق مجتمع لا يعرف التمييز. تعد العدالة أحد أهم مقومات الأمن الاجتماعي.
- التماسك والتكافل الاجتماعي
عندما يدرك كل فرد حقوقه وواجباته، يتحقق الأمن الاجتماعي بأفضل صوره، مما يُسهل فهم الأمور والتغلب على التحديات التي قد تواجه المجتمع.
- الحرية والقوة
تتيح حرية التعبير في المجتمع للأفراد أن يسعى كل منهم لتحقيق طموحاته بكل حرية وقوة، مما يسهم في تعزيز حالة المجتمع ككل.
في النهاية، يُعد الأمن الاجتماعي نتاجًا لدور كل فرد في المجتمع من خلال أداء الواجبات المطلوبة منه، مع ضرورة تقديم الحقوق بشكل يضمن تحقيق مجتمع آمن ومستقر.