إصابات الحبل الشوكي وأهمية العلاج الطبيعي
- تشير إصابات الحبل الشوكي إلى الأذى الذي يلحق بالحبل النخاعي نتيجة للاصطدام أو الرضوض المباشرة التي تؤثر عليه.
- تشمل هذه الإصابات تأثيرها على الأنسجة الرخوة والعظام والأوعية الدموية المحيطة بالحبل الشوكي، وذلك بطريقة غير مباشرة.
- يعد الحبل الشوكي مكوناً حيوياً للأعصاب، حيث ينقل الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية الجسم، وبالعكس أيضاً.
- يتواجد الحبل الشوكي محاطاً بهياكل عظمية تتشكل في فقرات العمود الفقري.
- يؤدي أي ضرر يلحق بالحبل الشوكي إلى فقدان المصاب لبعض الوظائف، مثل الحركة أو الإحساس.
- في بعض الحالات، قد يبقى الحبل الشوكي سليماً بالرغم من الإصابات التي قد تصيب الظهر.
- يمكن أن تتسبب إصابات الظهر في ضغط الأعصاب أو تمزق الأقراص المفصلية، وقد لا تؤدي إصابات الفقرات إلى إصابة الحبل الشوكي إلا إذا كان الكسر قد أثر عليه.
تشخيص إصابات الحبل الشوكي
- الحبل الشوكي عبارة عن أنبوب طويل وعرضي، يمتد من قاع الدماغ نحو الأسفل.
- تحميه عظام فقرات العمود الفقري التي تفصل بينها الأقراص المفصلية.
- يمكن أن يكون من الصعب على الطبيب تحديد إصابة الحبل الشوكي في حالة عدم وعي المريض، مما يستدعي إجراء اختبارات الطوارئ.
- ذلك عند ظهور أعراض واضحة مثل ضعف عام، إصابات عصبية، أو آلام في منطقة العنق.
- إذا كان المريض في حالة وعي، يصبح من الأسهل للطبيب تحديد الإصابة من خلال استجوابه حول الحادثة وإجراء اختبارات الحركة والإحساس.
- تتضمن هذه الاختبارات الأشعة السينية التي تطلب عادةً لتحديد الإصابات المحتملة للحبل الشوكي.
- تظهر الأشعةكسور الفقرات، الأورام، التغيرات التنكسية، وغيرها من المشاكل الفقرية.
- يتم إجراء فحص التصوير المقطعي المحسوب (CT) الذي يقدم صورة أوضح للإصابات.
- ونهج ذلك يتضمن استخدام أجهزة الكمبيوتر لعرض صور مقطعية تكشف عن مشكلة وجودها في العظام أو الأقراص.
- التحليل بواسطة الرنين المغناطيسي (MRI) الذي يعتمد على مجالات مغناطيسية قوية وموجات راديو لتكوين صور مفصلة.
- يعكس هذا الفحص أي مشاكل قد تؤثر على الحبل الشوكي.
- بعد إتمام الفحوصات، يمكن للطبيب تقديم تشخيص شامل يوضح نطاق الإصابات.
دور العلاج الطبيعي في إصابات الحبل الشوكي
- استناداً إلى قدرة اللدونة العصبية، يسهم العلاج الطبيعي بشكل فعال في إعادة تأهيل مرضى إصابات الحبل الشوكي.
- يعمل العلاج على إعادة ربط وبناء الخلايا العصبية بين الدماغ والحبل الشوكي.
- يحقق العلاج أهدافه من خلال عمليات إعادة التأهيل للعضلات واستعادة قدرة الجسم على الحركة من خلال تمارين معينة تتم ممارستها بانتظام.
- بهذه الطريقة، يتمكن المرضى من استعادة القدرة على المشي واستخدام الأطراف العليا بشكل أفضل.
تمارين العلاج الطبيعي لإصابات الحبل الشوكي
تختلف التمارين المتبعة في العلاج حسب مكان الإصابة وشدتها:
تحريك المفاصل
- يتعين تحريك مفاصل المصاب في جميع الاتجاهات وبزوايا كاملة بواسطة المعالج الطبيعي.
- تُطبق هذه التمارين في حالة الإصابات الحادة، حيث تُرجى عدم اعتماد المريض على نفسه في حركة المفصل إذا كان ذلك غير ممكن.
- تساعد هذه التمارين على تقليل الألم والتصلب في المفاصل، بالإضافة إلى تحفيز الدورة الدموية في مكان الإصابة.
تمارين الإطالة
- تعتبر هذه التمارين من الأساسيات لعلاج إصابات الحبل الشوكي.
- تساعد في تقليل انقباضات العضلات اللاإرادية والآلام في المفاصل.
- تعمل هذه التمارين على تقوية العضلة وتزويدها بالقدرة اللازمة لتحمل الأوزان.
- تسهم في تسهيل باقي تمارين العلاج الطبيعي دون تعرض المصاب لإصابات إضافية.
التمارين الهوائية
- تساعد هذه التمارين في تعزيز الدورة الدموية وتنشيط جهاز الدوران، مما يدعم عمل العضلات.
- تساعد أيضاً في الحفاظ على وزن المريض، وبالتالي، تأثيرها الإيجابي على الحركة بعد الإصابة.
تمارين تقوية العضلات
- نتيجة لإصابات الحبل الشوكي، قد تتعرض العضلات المتأثرة لتقليص في حجمها، مما يؤدي لضعفها.
- يؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية السقوط والكسور المتتالية للمريض.
- بالإضافة إلى انخفاض معدل الأيض في الجسم، مما يتطلب من الطبيب تضمين تمارين لتقوية العضلات والحفاظ عليها.
- يمكن للمريض أن يبدأ تلك التمارين بنفسه، بما في ذلك ممارسة المشي، والتركيز على استعادة التوازن والقدرة على الحركة للأطراف السفلى.
- تشمل الأدوات المستخدمة آلات المشي والأوزان وغيرها من الأجهزة الداعمة.
للمزيد من المعلومات حول:
الأجهزة المستخدمة في العلاج الطبيعي
جهاز التمرين الحركي مع الأوزان
- يوفر هذا النوع من الأجهزة الدعم لوزن الجسم أثناء المشي على الأجهزة أو الأرض.
- يهدف الجهاز لتحسين الإرسال العصبي بين الحبل الشوكي والأعضاء دون تدخل الدماغ.
- كما يعمل على تحسين أداء الجهاز التنفسي وتقليل مشاكل المفاصل.
جهاز التحفيز الكهربائي الوظيفي
- يفعل هذا الجهاز الأعصاب المتضررة نتيجة إصابات الحبل الشوكي.
- يستخدم بتيارات كهربائية مناسبة لزيادة التحكم في بعض الأعضاء الداخلية، مثل المثانة.
- يعتبر هذا الجهاز مهمًا للحالات الحرجة من إصابات الحبل الشوكي وعمليات العلاج الطبيعي.
التداخلات الطبية وإجراءات الطوارئ
- لا يزال الباحثون والأطباء يسعون لإيجاد علاج لإصابات الحبل الشوكي رغم عدم التوصل لنتائج ملموسة حتى الآن، لكن الأبحاث مستمرة لتطوير علاجات جديدة.
- تشمل هذه العلاجات الأدوية والتعويضات التي تعزز نمو الخلايا العصبية أو تساهم في تحسين وظائف الخلايا السليمة بعد الإصابة.
- في الوقت الحالي، يركز علاج إصابات الحبل الشوكي على الوقاية من الإصابات المستقبلية واستعادة حياة المرضى الطبيعية.
- يعتبر تقديم الرعاية الطبية اللازمة فور وقوع الإصابة أمراً بالغ الأهمية لتفادي إصابات الرأس أو الرقبة.
- عادة ما يبدأ العلاج الذي يصفه الأطباء من موقع الإصابة نفسها.
- كما يقوم موظفو الطوارئ بتثبيت العمود الفقري بطريقة سريعة وفعالة باستخدام طوق صلب للرقبة ولوح صلب للظهر.
المراحل الأولية للعلاج
- في حالات الطوارئ، يركز الأطباء على ضمان التنفس بشكل صحيح وتجنب أي صدمات إضافية عن طريق تثبيت العمود الفقري والرقبة بأقصى سرعة.
- يقيّد الأطباء أي مضاعفات محتملة مثل عسر البول أو البراز، مشاكل التنفس، الاضطرابات القلبية، ووجود جلطات دموية.
- كان يستخدم الميثيل بريدنيزولون الوريدي كعلاج لإصابات الحبل الشوكي في حالات الشدة، لكن الدراسات الحديثة أثبتت آثار جانبية خطيرة ناتجة عنه، مما أدى إلى تقليل استخدامه.
- يحتاج الطبيب لتثبيت العمود الفقري عبر السحب أو المحاذاة أو كليهما.
- يمكن استخدام طوق الرقبة الصلب مع لوح للعمود الفقري، وأحيانا يُساعد السرير في تثبيت جسم المصاب بشكل جيد.
- قد يحتاج المريض لعملية جراحية لإزالة أي عظام مكسورة أو أجسام غريبة أو فقرات أخرى تضغط على العمود الفقري.
- هذا من شأنه أن يمنع حدوث آلام أو تشوهات مستقبلية في العمود الفقري بعد العلاج.
- كما يجري الباحثون محاولات للبحث في وسائل جديدة تمنع موت خلايا الأعصاب وتحد من الالتهابات وتعزز تجدد الأعصاب.
- في بعض الحالات، يتم خفض درجة حرارة الجسم لمنع الالتهابات.
سير المرض والتعافي
- لا ينجح الأطباء دائماً في توقع مسار تعافي المصاب بعد إصابته.
- عادةً ما تبدأ فترة التعافي عقب الإصابة بين أسبوعٍ إلى ستة أشهر، وأكثرها حدوثاً في الأشهر الستة الأولى.
- تبدأ بعض حالات التحسن الطفيفة في الظهور بعد فترة تتراوح بين عام إلى عامين بعد الإصابات.