ما هي الصدقة؟
تُعرَّف الصدقة بأنها العطاء الذي يُقدمه الإنسان بنية الحصول على ثواب ورحمة من الله سبحانه وتعالى، وهي تعبير عن إخلاص العطاء في عبادة الله. تتميز الصدقة بأنها أوسع نطاقًا من الزكاة، وتُستخدم أيضًا للإشارة إلى كل ما يُقدمه الشخص من مال، على الرغم من أن هذا هو المعنى الأكثر شيوعًا. علاوة على ذلك، فإن العبارة الطيبة التي يقصد بها العبد ثواب الله أيضًا تعتبر صدقة.
الصدقة من المال
يمكن تشجيع الطفل على وضع حصالة في غرفته وإدخار عملة معدنية يوميًا. وفي نهاية كل شهر، يمكننا تشجيعه على التصدق بهذه المبالغ للفقراء. يجب أن يعلم أنه كلما تصدق فإن الله سيضاعف له الأجر، وأن ثواب الصدقة يصل إلى عشرة أضعاف، وسيشهد الكثير من الخير في الدنيا والآخرة إذا كانت نيته خالصة لله سبحانه وتعالى.
يقول عبد الكريم الخطيب: “الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله -في جميع وجهات الخير- يحصدون ثمار هذا الغرس مضاعفة؛ فكما يزرع الفلاح حبة واحدة في الأرض الطيبة وتنبت له سبع سنابل، وكل سنبلة تحتوي على مئة حبة، فإن الله يضاعف الأجر لمن يشاء.”
أدلة من الأحاديث النبوية عن الصدقة
أوضح لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الصدقة تشمل أكثر من المال فقط. ومن الأحاديث التي تبرز أمثلة متنوعة على أنواع الصدقات نذكر:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى.”
فالشخص الذي يتصدق من ماله على الفقراء والمحتاجين سينال أجرًا عظيمًا من الله، بينما الذي لا يمتلك المال يمكنه أن يسبح الله ويحمده، فله الأجر من الصدقة أيضاً.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.”
أمثلة متنوعة على الصدقة
الأحاديث السابقة توضح بعض الأمثلة عن الصدقات، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- التسبيح: بقول “سبحان الله”.
- التحميد: بقول “الحمد لله”.
- التهليل: بقول “لا إله إلا الله”.
- التكبير: بقول “الله أكبر”.
- الأمر بالمعروف: كدعوة أخيك للصلاة.
- النهي عن المنكر: كتحذير أخيك من رفع صوته على والدته.
- العدل بين اثنين: بمعاملة الناس بالحق دون محاباة.
- المساعدة في قضاء حوائج الناس: كإعانة شخص مسن على عبور الشارع.
- الكلمة الطيبة: كالتعبير عن الشكر لمن يقدم لك معروفًا.
- الخطوات إلى المساجد: كل خطوة تخطوها نحو المسجد تُعتبر صدقة، وكل خطوة تمثل أجرًا عند الله.
- إماطة الأذى عن الطريق: إزالة الأذى تعتبر صدقة، وهي تُعبر عن الاحترام للآخرين.
- صلاة الضحى: تُعتبر صلاة الضحى كأجر عظيم بعدد المفاصل في الجسم، مما يعني أن لها ثوابًا كبيرًا.