ما هو مفهوم المسؤولية المدنية في النظام السعودي؟ تشير المسؤولية المدنية إلى الأضرار التي تلحق بالآخرين وضرورة تحمل المسؤولية لتعويضهم وفقًا للقوانين العامة المرتبطة بالمسؤولية. من خلال هذا المقال، سنستعرض نظام المسؤولية المدنية في السعودية.
تعريف المسؤولية المدنية في النظام السعودي
المسؤولية المدنية في السعودية عبارة عن إطار قانوني يفرض عقوبات على الأفراد الذين يرتكبون أفعال غير مشروعة أو خاطئة، مما يستدعي منهم تعويض الأضرار التي لحقت بالآخرين. يتم ذلك بناءً على المبادئ والأسس العامة التي تحكم المسؤولية.
يجدر بالذكر أنه إذا حدث الخطأ بشكل غير مقصود، فلا تُنسب المسؤولية لصاحبه.
أقسام المسؤولية المدنية في النظام السعودي
تنقسم المسؤولية المدنية إلى قسمين رئيسيين: القسم الأول هو المسؤولية العقدية، وتظهر هذه المسؤولية عندما يحدث إخلال بالاتفاقيات التي نص عليها عقد معين، مما يتوجب على الطرف الذي أخل بالتزاماته تعويض المتضرر عن الأضرار الناتجة عن هذا الإخلال.
وهذا يعني أن المسؤولية العقدية تتضمن علاقتين، حيث يكون هناك طرف مسؤول عن الضرر وآخر متضرر منه.
أما القسم الثاني فهو المسؤولية القصرية، وهي تلك التي تنجم عن عدم الالتزام بالواجبات القانونية الأساسية، حيث يُفترض عدم إلحاق الأذى بالآخرين، وفي حال حدوث أي ضرر، يتحمل الفاعل مسؤولية تعويض المتضرر.
أنواع المسؤولية المدنية في النظام السعودي
حدد النظام السعودي الأفعال التي تعتبر مسؤولية مدنية، حيث يتعرض مرتكبوها للمساءلة القانونية. ومن أبرز هذه الأنواع ما يلي:
1- المسؤولية المدنية عن الأضرار النووية
في عام 1439هـ، صدر مرسوم ملكي ينظم الأحكام المتعلقة بالمسؤولية الناجمة عن الأضرار النووية، ويشترط لتطبيق هذه المسؤولية أن تصاحب الأضرار النووية إصابات خطيرة، أو وفاة شخص، أو تلف للممتلكات.
تشمل هذه الأضرار الخسائر المادية وتكاليف إصلاح التلف الناتج عنها، بينما تُستثنى الخسائر البسيطة. كما ينبغي أن تكون الأضرار الناجمة عن حادث نووي من إحدى المنشآت النووية، وفي حال تعرضت المادة النووية للسرقة أو تم التخلص منها بطريقة غير صحيحة، فإن المسؤولية تقع على عاتق الشخص الأخير الذي كانت المادة بحيازته. وإذا كانت هناك أكثر من جهة مسؤولة عن الضرر، فكل منهم مسؤول عن التعويض.
المسؤولية المدنية عن الأضرار الطبية
تشكل الأضرار الطبية نوعًا آخر من المسؤولية المدنية في النظام السعودي. ومن المهم التمييز بين الخطأ الطبي والحوادث الطبية؛ حيث يشير الخطأ الطبي إلى كل فعل يخالف فيه الطبيب قواعد ومبادئ مهنته أثناء أداء واجبه المهني دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مما يؤدي إلى أضرار جسيمة.
أما الحوادث الطبية، فهي تشير إلى تدخل الطبيب بإجراء معين بشكل واعٍ مما يترتب عليه أضرار خطيرة. لذا، نستنتج أن الخطأ الطبي ينتمي إلى المسؤولية التقصيرية نتيجة التقصير الواجب على الطبيب الالتزام به، بينما تنتمي الحوادث الطبية إلى المسؤولية المدنية. وينبغي أن تتوفر شروط معينة كي تُسجل كعينة من المسؤولية المدنية، أبرزها ألا يكون الضرر مرتبطًا بحالة المريض أو نتيجة خطأ من المريض نفسه، بل ناتج عن تصرف الطبيب.
في الختام، تناولنا ماهية المسؤولية المدنية في النظام السعودي، وهو نظام يعاقب الأفراد الذين يتسببون في إلحاق الضرر بالآخرين ويُلزمهم بتعويض المتضررين. يتضمن ذلك أنواعًا متعددة من المسؤولية المدنية، تشمل الأضرار النووية والأضرار الطبية.