أثر الإيمان باليوم الآخر على الفرد والمجتمع

يعتبر الإيمان باليوم الآخر عنصرًا أساسيًا من أركان الإيمان في الإسلام، حيث يترك هذا الإيمان أثرًا عميقًا في نفوس الأفراد؛ ويتجلى ذلك في سلوكياتهم وتصرفاتهم خلال حياتهم، بالإضافة إلى كيفية تعاملهم مع من حولهم. لذلك، سنستعرض في هذا المقال من خلال موقعنا أهمية الإيمان بيوم البعث وتأثيره في الحياة.

أهمية الإيمان باليوم الآخر

حث الله سبحانه وتعالى عباده على الإيمان باليوم الآخر، حيث ورد ذكره بكثرة في الآيات القرآنية، كما يتضح من سورة التوبة الآية 38. إن للإيمان باليوم الآخر آثار كبيرة في حياة الفرد، ومنها:

  • يسعى الإنسان إلى التقرب إلى الله تعالى من خلال الأعمال الصالحة؛ وهو مدفوع بذلك لإيمانه بالله واليوم الآخر، حيث يُدرك أنه ستحاسب على جميع أعماله يوم البعث، كما قال الله تعالى: (وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ) (سورة الأنبياء: 47).
  • يبقى الفرد في سعي دائم للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة للحصول على الثواب العظيم يوم القيامة، كما ورد في سورة البقرة الآية 197.

شاهد أيضًا:

التأثيرات الإيجابية للإيمان باليوم الآخر

استعرضنا في القسم السابق بعض آثار الإيمان باليوم الآخر، وسنواصل توضيح بقية الآثار فيما يلي:

  • يسهم الفرد في الإنفاق في سبيل الله تعالى، بحثًا عن رضاه في الدنيا والآخرة، حيث يحصل المنفق في سبيل الله على مضاعفة حسناته يوم القيامة.
  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “جَاءَ رَجُلٌ بنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ، فَقالَ: هذِه في سَبيلِ اللهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لكَ بهَا يَومَ القِيَامَةِ سَبْعُ مِئَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ” [رواه: مسلم].
  • يمنح الإيمان الفرد القدرة على الصبر في وجه الأزمات والمشكلات، إذ يتأكد أن الله عز وجل سيعوضه في الآخرة عن ما واجهه من ابتلاءات، كما جاء في الحديث: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له” [رواه: مسلم].
  • يعمل الفرد على ضبط نفسه والابتعاد عن الشهوات، خائفًا من عواقبها أمام الله سبحانه وتعالى.

شاهد أيضًا:

آثار الإيمان باليوم الآخر على المجتمع

تحمل الإيمان باليوم الآخر العديد من الآثار الإيجابية التي تساهم في بناء مجتمع أفضل، ومن أهمها:

  • اختفاء الجرائم والسرقات نتيجة للخوف من عقاب الله يوم البعث.
  • تحمل الأزمات والمشكلات بروح عالية من الصبر.
  • الابتعاد عن الفتن والمعاصي، مما يسهم في تطوير المجتمع.
  • الحفاظ على ممتلكات المجتمع بشكل مسؤول.
  • مساعدة الفقراء والمحتاجين، تماشيًا مع وعد الله بمضاعفة الحسنات على هذا السلوك النبيل.
  • الالتزام بقوانين المجتمع وتجنب الخسارة من خلال الانحراف عن السلوك الصحيح.
  • توسيع دائرة التسامح بين أفراد المجتمع، مما يساهم في رفع مستوى المجتمع ككل.

إن الإيمان باليوم الآخر يُعتبر من الأمور التي سوف يُحاسب الفرد عليها. لذا، يجب على جميع المؤمنين أن يكونوا على قناعة بوجود يوم للبعث، وهو اليوم الذي سيتعرض فيه الجميع للمحاسبة عن أعمالهم، صغيرها وكبيرها.

Scroll to Top