تعددت الآراء بين المفسرين حول اسم والد سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث اعتبر بعضهم أن اسمه آزر، بينما رأى آخرون أن اسمه هو تارح، وأشار البعض إلى أن آزر تشير إلى صفة ذم وهي تعني الأعرج. وعلى الرغم من عدم توفر دليل قاطع يؤكد صحة هذه الأقوال، إلا أنه من المؤكد أن إبراهيم عليه السلام لم يتحدث مع والده بهذا الأسلوب المستنكر.
اسم أبو سيدنا إبراهيم عليه السلام
جاء في الآيات القرآنية أن اسم والد سيدنا إبراهيم عليه السلام هو آزر، كما قال الله تعالى: (وَإِذ قالَ إِبراهيم لِأَبيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذ أَصنامًا آلِهَةً إِنّي أَراكَ وَقَومَكَ في ضَلالٍ مبينٍ).
وقد ذكر الطبري أن الله سبحانه وتعالى قد أفاد بأن اسم والد سيدنا إبراهيم هو آزر، وهذا هو الرأي المتعارف عليه بين علماء الأمة.
معلومات عن والد سيدنا إبراهيم عليه السلام
توجد الكثير من المعلومات حول والد سيدنا إبراهيم، وسنستعرض بعضاً منها فيما يلي:
مهنة والد سيدنا إبراهيم
- كان آزر يعمل في صناعة الأصنام، حيث كان ينحتها من الحجر ويصنعها من الخشب.
- وكان يقدمها إلى إبراهيم عليه السلام ليبيعها للجمهور.
- ويروي ابن الأثير أن إبراهيم عليه السلام كان يحمل هذه الأصنام في السوق ويقول:
- (من يشتري ما لا يضره ولا ينفعه)، فلم يكن يشترى منه أحد، فيذهب ويلقي برؤوسها في النهر.
- كان ذلك في فترة ما قبل نبوته، وكان يمتع بعقل واسع وحكمة وفطنة ورشد في تصرفاته.
دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأبيه
اختار الله سيدنا إبراهيم عليه السلام ليكون نبيًا وأمره بإبلاغ الرسالة، فكان من بره بأبيه أن اختار والدَه ليكون أول من يتلقى دعوته:
- بدأ سيدنا إبراهيم عليه السلام بدعوة والده وناهاه عن عبادة الأصنام بأسلوب استفهامي، كما ورد في قوله تعالى:
- (وَاذكر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّه كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا*إِذ قالَ لِأَبيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعبد ما لا يَسمَع وَلا يبصِر وَلا يغني عَنكَ شيئًا).
- ثم أكد له أن الأصنام لا تنفع ولا تضر، ولن تستطيع أن تقيه من عذاب الله:
- وقد حرص على عدم وصف والده بالجهل فأخبره قائلاً:
- (يا أَبَتِ إِنّي قَد جاءَني مِنَ العِلمِ ما لَم يَأتِكَ فَاتَّبِعني أَهدِكَ صِراطًا سَوِيًّا).
- وذكر له أن الشيطان يُعد من أعظم العصاة لله، وكان يخشى أن يكون من أولئك الموجودين في العذاب.
- لكن أبا سيدنا إبراهيم عليه السلام غضب من دعوته وهدده بالعقاب وقطع العلاقة معه لفترة طويلة، حيث قال الله تعالى:
- (قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيم لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجمَنَّكَ وَاهجرني مَلِيًّا).
- فلم يكن أمام إبراهيم عليه السلام سوى أن يرد على والده قائلاً: (قالَ سَلامٌ عَلَيكَ سَأَستَغفِر لَكَ رَبّي إِنَّه كانَ بي حَفِيًّا).
لمحة عن سيدنا إبراهيم عليه السلام
- كان سيدنا إبراهيم عليه السلام حنيفيًا مسلمًا، حيث رفض عبادة الأصنام التي كان يعبدها والده وقومه.
- كان لديه خيال واسع حيث تأمل في ملكوت السماوات والأرض.
- بدأ رحلته في البحث عن الحقيقة بعيدًا عن الجهل والخرافات.
- ذكر بعض المؤرخين أن سيدنا إبراهيم ولد في منطقة حيران:
- وتعتبر هذه المدينة واحدة من المدن القديمة التي كانت تقع في بلاد ما بين النهرين.
- وأشار آخرون إلى أن ولادته كانت في بابل.
- ورد اسم والد سيدنا إبراهيم عليه السلام في السنة النبوية، تحديدًا في صحيح البخاري:
- حيث ذكر أن والد إبراهيم آزر يعرض يوم القيامة بوجه مظلم، ويتحدث إليه إبراهيم قائلاً:
- ألم أقل لك لا تعصني؟ فيجيب آزر: والآن لن أعصيك، فيقول إبراهيم لربه سبحانه وتعالى:
- ألم تعدني يا رب أنك لن تخزيني يوم يبعثون، فيجيب الله تعالى: (إني حرمت الجنة على الكافرين).
- تناول القرآن الكريم محادثة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه، حيث كان إبراهيم بارًا بوالده، يخشى عليه وحريصًا على إنقاذه من الضلال الذي كان فيه من عبادة الأصنام، ووجه له الدعوة لعبادة الله الواحد الأحد بأسلوب أدبي راقٍ.
كما يمكنكم التعرف على:
موت والد نبي الله إبراهيم كافرًا
اتفق أهل العلم على أن والد سيدنا إبراهيم عليه السلام استمر في كفره ولم يدخل في الإسلام، والدليل على ذلك هو النصوص الخاصة بالقرآن الكريم التي تشير إلى أن إبراهيم عليه السلام كان يستغفر الله لأبيه حتى أخبره الله أنه من أعدائه. وقد ورد في أحد أحاديث الرسول ما يثبت أن والد إبراهيم في النار، وهذا لا ينقص من مكانة النبي إبراهيم.