القاهرة: أكبر مدينة في إفريقيا
تعتبر قارة إفريقيا ثاني أكبر القارات على مستوى العالم بعد قارة آسيا، حيث تتميز بوجود احتياطات هائلة من الموارد الطبيعية غير المستغلة، والتي تُعدّ بمثابة الاحتياطي الأكثر أهمية للموارد في العصر الحديث. بالإضافة إلى ذلك، يشير علماء الأنثروبولوجيا إلى أن إفريقيا هي مهد البشرية، إذ تم اكتشاف أقدم آثار الإنسان في منطقة شرق إفريقيا من خلال الحفريات. تتنوع المناخات في القارة، حيث تمتد بين المناطق المعتدلة الشمالية والجنوبية، وتشمل المناطق المدارية والاستوائية في وسطها. وعلى الرغم من أن أغلب دول القارة لا تزال تُصنف ضمن دول العالم الثالث جراء فترات طويلة من الاستعمار وعدم التطوير، إلا أن هناك عددًا من المدن الكبرى التي تتميز بالحيوية والنشاط، وأكبرها هي مدينة القاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية، التي تقع على ضفاف نهر النيل.
مدينة القاهرة
السكان والموقع الجغرافي
يبلغ تعداد سكان القاهرة الكبرى، بما في ذلك الضواحي، أكثر من 20 مليون نسمة، مما يشكل حوالي ربع سكان مصر. ورغم المساحة الصغيرة للمدينة الأساسية، إلا أنها تضم مدنًا أخرى مثل الجيزة وحلوان وشبرا الخيمة. تأسست القاهرة على يد عمرو بن العاص، الذي أنشأ مدينة الفسطاط في عام 20 هجرية. ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة العديد من التوسعات، حيث تركزت كعاصمة ومركز إداري لمصر لأكثر من ألف عام. تم بناء المدينة بين فرعي دلتا النيل، واكتسبت اتساعًا نحو الغرب في العصر الحديث خلال فترة حكم الخديوي إسماعيل، حيث نمى ما يُعرف بالقاهرة الخديوية على نمط مدينة باريس. كما توسعت المدينة أيضًا نحو الشرق خلال عهد جمال عبد الناصر، مما أدى إلى إنشاء مدينة نصر، التي تُعتبر من أكبر أحياء القاهرة الحديثة.
الاقتصاد
نظرًا لكون القاهرة مركزًا إداريًا وسكنيًا لمصر، أصبحت المدينة مقرًا رئيسيًا للمصانع والشركات التجارية المحلية والأجنبية. تنتشر غالبية المصانع المصرية في منطقة حلوان جنوبي القاهرة، بينما تضم قلب المدينة العديد من الشركات التي تعمل في سوق البورصة المصرية. هذا الربط الوثيق جعل تقدم الاقتصاد المصري معتمدًا بشكل مباشر على تطور العاصمة ودرجة رفاهيتها. كما تستضيف المدينة العديد من البنوك الرائدة والمنظمات الإقليمية، بالإضافة إلى المراكز التي تستضيف مؤتمرات إقليمية ودولية، من بينها اجتماعات منظمة الأوبك.
الحياة الثقافية والفنية
تأتي القاهرة في مقدمة المدن التي تتزين بمظاهر الحياة الثقافية والفنية، بما في ذلك استوديوهات التصوير، المسارح، والقنوات التلفزيونية. ورغم أن العربية الفصحى تشكل اللغة الرسمية في مصر، إلا أن اللهجة العامية القاهرية تُعتبر الأساس في الإنتاج الفني والثقافي، مما يسهل انتشارها في الدول العربية الأخرى ويساعد غير المصريين على فهمها بفضل انتشار الأعمال الفنية المصرية.