أقوى قصائد الحب

سنسلط الضوء هنا على أروع وأقوى أبيات الحب التي تميز بها العشاق الذين سكن الحب في قلوبهم، حيث أصبح جزءاً لا يتجزأ من كيانهم. فالحب هو ذلك الشعور الذي أبقى أعظم الشعراء، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، ساهرين طوال الليالي في التعبير عنه. إنه شعور لا يميز بين الناس، بل يأتي لكل من يناله على حد سواء.

أبيات قوية عن الحب

تعتبر الأبيات الحب القوية تلك التي تخرج من صميم القلب وتترجم مشاعر العشاق الذين أثر عليهم الهوى. تتميز هذه الأبيات بإيقاع متناغم وقافية سلسة، فهي تعبر عن مشاعر صادقة دون تكلف أو تصنع، مما يضفي عليها لمسة من العفوية والجاذبية.

أروع أبيات الحب التي قالها الشعراء

لطالما ساهمت الأبيات الشعرية القوية في شهرة الأدب منذ العصر الجاهلي وما بعده، حيث تمتلك هذه الأبيات مكانة رفيعة بين أنواع الشعر. من ضمن ما قيل في هذا المجال هو قول الشاعر امرؤ القيس:

تَدَاوَيْتُ مِنْ لَيْلَى بِلَيْلَى عَن الْهَوى … كَمَا يَتَدَاوَى شَارِبُ الخَمْرِ بِالْخَمْرِ

ألا زعمت ليلى بأن لا أحبها … بَلَى وَاللَّيَالِي العَشْرِ والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

بَلَى وَالَّذي لاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ غيْرُهُ … بقدرته تجري السفائن في البحر

بَلَى والَّذِي نَادَى مِنَ الطُّورِ عَبْدَهُ … وعظم أيام الذبيحة والنحر

لقد فضلت ليلى على الناس مثل ما … على ألف شهر فضلت ليلة القدر.

من خلال قراءة هذه الأبيات، نجد أن الشاعر يرفض كل من يدعي عدم حبه لليلى، حتى وإن كانت هي نفسها. كيف لا، وهو يسهر ليلًا ونهارًا في سبيل رؤيتها ومواجهته لكل الصعوبات لأجل ذلك.

كما قال أحد الشعراء:

تَمَنَّيْتُ مِنْ وَصْلِ الحَبِيبِ اخْتِلاَسَةً

وَمَا كُلُّ نَفْسٍ أَدْرَكَتْ مَا تَمَنَّتِ

تَخلَّيْتُ بِالتذْكَارِ وَهْوَ دَلاَلَةً

عَلى زَفْرَةِ فِي أَضْلُعِي مُسْتَكِنَّةِ

تَعَجْبَ نَاسٌ لاِنْقِيَادِي مَعَ الهَوَى

كَذَاكَ عِنَاقُ الخَيْلِ طَوْعُ الأَعِنَّةِ

تَبَدَّى لِيَ الحِبُّ الَّذي أَنَأ عَبْدُهُ

فَحَنَّتْ لَهُ رُوحِي بمَا قَدْ أَجَنَّت

تَجَلَّى لِعَقْلِي دُونَ حِسِّى فَأَذْعَنَت

شَوَاهِدُ أَسْرَارِي لَهُ وَاطْمَأَنَّتِ

تَطَاوَلَ لَيْلِي بَعْدَهُ فَكَأَنَّمَا

يُقَلَّبُ قَلْبِي مِنْهُ فَوْقَ الأَسِنَّةِ

تَعَلَّلْتُ فِيهِ بِالتَّمَنِّي لِقُرْبِهِ

وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرُ تَرْدِيدِ أَنَّةِ

تَغَيَّرَتِ الأَشْيَاءُ عِنْدِي لِفَقْدِه

فَضَوْءُ صَبَاحِي في ظَلاَمِ دُجُنَّةِ

تُهِيجُ عَليَّ الشّوقَ كُلُّ مَرَدَّة

ويَهْدِي إليَّ الوَجْدَ كُلُّ مَرَنَّةِ

تَرَفَّقْ بِقَلْبِي في هَوَاكَ فَإِنَّمَا

بُعَادُكَ نارِي وَاقْتِراَبُكَ جَنَّتِي.

في هذه الأبيات، يظهر الشاعر كيف تمكن منه الحب حتى أصبح عبداً له، معبراً عن شغفه بحبيبته التي يتمنى البقاء بجوارها إلى الأبد.

  • كما ذكر النابغة الذبياني:

نَظَرَتْ بمُقْلَة ِ شادِنٍ مُتَرَبِّبٍ … أحوى، أحمَّ المقلتينِ، مقلدِ

والنظُمُ في سلكٍ يزينُ نحرها … ذهبٌ توقَّدُ كالشّهابِ المُوقَدِ

صَفراءُ كالسِّيرَاءِ، أكْمِلَ خَلقُها … كالغُصن في غُلَوائِهِ المتأوِّدِ

قامتْ تراءى بينَ سجفيْ كلةٍ … كالشّمسِ يومَ طُلُوعِها بالأسعُدِ

أوْ دُرّةٍ صَدَفِيّة ٍ غوّاصُها … بَهِجٌ متى يرها يهلّ ويسجدِ

توضح هذه الأبيات الحب الخالص الذي يكنه الشاعر للمحبوبة، حيث يصفها بأجمل التعبيرات التي تعكس مشاعره الجياشة.

أشعار الحب البدوي

يتجلى بساطة الحياة البدوية في اعتقادهم بأن حبهم للمحبوبة لا يتوقف بسبب التنقل المستمر بين الأماكن، ومن بين الأشعار التي تعكس هذه الفكرة، يقول أحد الشعراء:

بـديـت لــي بـأبـيات شـعرن جـديدات

وفـوق الـسطور أكـتب بـيوتن جدادي

أونـست يـا مـشكاي بالصدر ضيقات

وأن قــلـت راح الـضـيق بـالـصدر زادي

طــرا عـلـي الـلـي عـيـونه وسـيـعات

الــلــي مـشـاركـني بـنـومـي و زادي

وما ظني أنسى اللي رموشه ظليلات

وأنا لــيــا مــنــه طــرا واهاجي

قـضـيت مــع خـلـي لـيـالي جـمـيلات

أنــا مــفـادي وأهـــو مـثـلـي مـفـادي

وأخـــذت أنـــا ويـــاه بـالـحـب سـجـات

فـي عشرتن ماهي بعشرة فسادي

لـكـن حـدتني فــي زمـانـي غـيـارات

وعــيـا يـحـقـق لـــي زمـانـي مــرادي

حــــبً وراه فـــراق مـــا فــيـه لـــذات

مـثـل بـياض الـيا غـشاه الـسوادي

وصـحـيـح مــا قــال الـمـثل والـروايـات

مـــا تـعـقـب الـنـيـران كـــود الـرمـادي

وخـلـصـت مــالـي بـالـمـحبة هـوايـات

وزرعـن زرعـت أصـرم وجـاه الحصادي.

أقوى أشعار الحب والهيام

يعتبر الشاعر عنترة بن شداد من الأسماء البارزة في عالم الشعر، إذ عبر عن حبه لعبلة في أبيات تحمل في طياتها عمق مشاعره، ومنها:

إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي  *  طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ

وَذَكَّرَنِي قَوماً حَفِظـتُ عُهودَهُـم  *  فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي

وَلَولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ  *  لَمَا اختَرتُ قُربَ الدار يَوماً عَلى البعد

مُهَفهَفَةٌ وَالسحر مِـن لَحَظاتِهـا  *  إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ

أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِنـدَ غُروبِهـا  *  تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعدي

وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ ألا اسفِـري  *  فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعـدِ

فَوَلَّت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا  *  وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ

وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا  *  كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ

تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن  *  عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِي الغِمـدِ

مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا  *  مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ القَـدِّ

يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحـتَ لِثامِهـا  *  فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ النَـدِّ

وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا  *  فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ

وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّمَـت  *  مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ

شَكا نَحرُهـا مِن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً  *  فَواحَرَبـا مِن ذَلِكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ

فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يا ابنَـةَ مـالِكٍ  *  بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَّـدِّ

Scroll to Top