ما هي التجوية؟
تعد معالم الأرض في حالة تغيير دائم نتيجة العديد من العوامل الطبيعية، ومن بين هذه العوامل، نجد التجوية (بالإنجليزية: Weathering) التي تُعرّف بأنها عملية تفتيت وتكسير الصخور والتربة والمعادن إلى أجزاء أصغر. هذه العملية تحدث بفعل مجموعة من العوامل مثل الطقس والمناخ، إضافةً إلى تأثيرات الكائنات الحية كالنباتات والحيوانات. يمكن أن تستغرق عملية التجوية مئات السنين، أو قد تحدث بسرعة نتيجة لعوامل قوية. من الجدير بالذكر أن التجوية تعتبر عملية طبيعية مهمة تحدث في موقعها دون أن تحرك المواد، مما يميزها عن عملية التعرية.
أنواع التجوية وعواملها
تتباين أسباب وعوامل التجوية، مما أدى إلى ظهور عدة أنواع منها. في الفقرات القادمة، نستعرض أنواع التجوية وأهم عواملها:
التجوية الفيزيائية
تُعرف التجوية الفيزيائية أيضًا بالتجوية الميكانيكية، وتتمثل في تفكك الصخور والتربة نتيجة التفاعل المباشر مع العوامل الجوية مثل الماء، الضغط، الجليد، والتغيرات في درجات الحرارة. تبرز التجوية الفيزيائية بشكل خاص في المناطق التي تتميز بقلة التربة والنباتات، مثل المناطق الجبلية والصحاري، حيث يحدث التفكك من خلال تكرار الانصهار والتجمد للمياه، أو من خلال تمدد وتقلص الجزء الخارجي من الصخور في المناطق المشمسة.
التجوية الكيميائية
تحدث التجوية الكيميائية عندما تتعرض الصخور لتفاعلات كيميائية تؤدي إلى تغيير في تركيب المعادن. فيما يلي توضيح لأبرز أنواع التجوية الكيميائية:
- التجوية الكيميائية بفعل الماء: يحدث هذا النوع عندما يتفاعل الماء مع المعادن في الصخور، مما يؤدي إلى شكل جديد من المواد. على سبيل المثال، عند تفاعل الماء مع صخور الجرانيت، تقوم بلورات الفلسبار بالتفاعل كيميائيًا لتكوين معادن طينية، مما يسهم على مدى مليارات السنين في زيادة ملوحة المحيطات.
- التجوية الكيميائية بفعل الأكسجين: يتفاعل الأكسجين مع الصخور من خلال عملية تعرف بالأكسدة. واحد من الأمثلة الشائعة هو تكوين الصدأ الذي يحدث نتيجة تفاعل الأكسجين مع الحديد، مما يتسبب في تغيير لون الصخور وزيادة هشاشتها.
- التجوية الكيميائية بفعل الأحماض: تنجم الأحماض عن عمليات التحلل المائي أو تفاعل الماء مع الغلاف الجوي، ويعتبر حمض الكربونيك أحد الأحماض الشائعة التي تؤدي إلى التجوية الكيميائية.
- التجوية الكيميائية بفعل الكائنات الحية: تساهم بعض الكائنات الحية في تفاعلات كيميائية للحصول على المعادن من التربة، مثل الأشنات التي تنتج أحماض ضعيفة قادرة على تآكل الصخور.
التجوية البيولوجية
تلعب الكائنات الحية دورًا بارزًا في التجوية البيولوجية من خلال عدة طرق، منها:
- التجوية البيولوجية بفعل النباتات: تسهم جذور الأشجار بشكل ملحوظ في التجوية، حيث تؤدي الأشجار والأعشاب الضارة إلى توسيع الفجوات في الصخور، مما يسمح بتجمع الماء وتتسبب في تشقق الصخور.
- التجوية البيولوجية بفعل الحيوانات: يمكن للحيوانات أن تؤثر على التجوية عن طريق التأثيرات الكيميائية في فضلاتها، أو من خلال حركتها في الصخور، مما يسهم في تكوين مساحات لتجمع الماء.
- التجوية البيولوجية بفعل الإنسان: يلعب الإنسان دورًا كبيرًا في عمليات التجوية من خلال الأنشطة العمرانية، حيث يقوم بنقل وتحطيم الصخور أثناء البناء، بالإضافة إلى دوره في الزراعة.