تُعد أضرار الترامادول على الجسم من الموضوعات الحساسة، حيث يعتبر الترامادول من المسكنات الأفيونية القوية، وهو يُصنف ضمن الأدوية المستخدمة لتسكين آلام السرطان والآلام الشديدة بشكل عام. ومع ذلك، فإن هناك حالة من سوء الاستخدام لهذا العقار في بعض الدول العربية، مما أدى إلى تفشيه بشكل مقلق.
أضرار الترامادول على الجسم
- يبدأ تأثير الترامادول في الجسم خلال دقائق من تناوله، حيث تتراوح المدة بين 10 دقائق إلى ساعة حسب الشخص. ويستمر تأثيره لمدة تقارب 6 ساعات.
- تعود أضرار الترامادول إلى توقفه عن إفراز مادة الأندورفين، مما يعيق تسكين الآلام بشكل طبيعي، كما يؤثر على المستقبلات المورفينية في الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة إفراز السيروتونين المعروف بـ “هرمون السعادة”.
- يعرف البعض الترامادول بـ “حبوب الفراولة للجنس” حيث تم الترويج له كمُحفز جنسي للرجال، لكن خلطه مع الفياجرا قد يعرضهم لعجز جنسي دائم.
- يُنصح بالابتعاد عنه عند تناول الكحوليات، حيث يزيد من تأثيرها بشكل ملحوظ.
- يعتبر الترامادول الخيار الأول للمدمنين حينما لا تتوفر لديهم المواد المخدرة الأخرى.
- بسبب سهولة الحصول عليه، يعتمد عليه بعض العمال، مثل السائقين وأصحاب المهن الشاقة، مما يؤدي إلى بداية خطوات الإدمان بأعداد كبيرة.
- تختلف تأثيراته وأضراره من شخص لآخر بناءً على اختلاف الجهاز المناعي، فترة التعاطي، والجرعة المستهلكة.
- قد يؤدي استخدام الترامادول إلى زيادة الدهون على الكلى، مما قد يتسبب في تدهور وظائفها، وكذلك تدمير خلايا الكبد واشتداد خطر الفشل الكبدي.
- يسهم إدمانه في تسريع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر حدوث جلطات قلبية.
- يمكن أن تؤدي استخداماته إلى اختلالات في المعدة، مما يتسبب في الإمساك أو الإسهال المزمن.
- يزيد تعاطي الترامادول من إفراز العرق نتيجة لتحفيز الخلايا المناعية المسؤولة عن ذلك.
أعراض إدمان الترامادول
- يؤثر إدمان الترامادول سلباً على الجوانب العضوية والنفسية للصحة، مع ظهور أعراض قصيرة وطويلة الأمد، يمكن التعرف عليها بسهولة في حالة وجود القلق على أحد الأقارب.
- من بين الأعراض القصيرة الأمد: تشويش الرؤية، ضيق حدقة العين، القيء، جفاف الفم، تشنجات العضلات، ورعشة، فضلاً عن احتباس السوائل وفقدان الوزن بشكل كبير بسبب تأثيره على الغدة الدرقية.
- نفسياً، يشعر المدمن بالأرق المستمر، صعوبة في التركيز، الاكتئاب، بالإضافة إلى هلوسات سمعية وبصرية.
- غالباً ما يعاني مدمن الترامادول من ارتفاع مستمر في درجة حرارته حتى في الأجواء الباردة، وقد تصل حالته أحياناً إلى الحمى.
أضرار الترامادول على المخ والأعصاب
- مع الاستمرارية في تعاطي الترامادول، قد يطرأ تغيير على كيمياء المخ، مما يؤدي إلى التهابات وإمكانية حدوث سكتة دماغية.
- نتيجة لتأثيره على مستقبلات الأفيون، يصبح المخ معتمداً على هذا العقار، مما يسهم في زيادة الجرعات بشكل متكرر ويؤدي إلى الإدمان.
- يمكن أن يتسبب الترامادول في ارتخاء الأعصاب، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على نقل الإشارات العصبية، خاصة بين المخ وباقي أعضاء الجسم.
- يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى ارتخاء في أعصاب العين.
أضرار الترامادول على الحمل والإنجاب
- تشكل تعاطي الترامادول خلال فترة الحمل خطرًا على السيدة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تسمم الحمل، الولادة المبكرة، وتشوهات في الجنين، بما في ذلك بعض العيوب الخلقية مثل صغر حجم الرأس.
- على الرغم من التسويق له كمنشط جنسي، أثبتت الدراسات أن تعاطي الترامادول لفترات طويلة يمكن أن يقلل من مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال ويزيد من هرمون اللبن، مما يؤدي إلى ضعف الانتصاب والعقم في بعض الحالات.
العوامل التي تزيد من تأثير مفعول الترامادول
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من تأثير الترامادول على المخ، وهي كالتالي:
- يميل بعض المتعاطين إلى خلط الترامادول مع الكحول أو أنواع مسكنات أخرى للحصول على تأثيرات مركبة، مما قد يؤدي إلى هبوط حاد في وظائف الجهاز العصبي وتهديد الحياة.
- تناول جرعات كبيرة أو بمستويات تركيز عالية، حيث تتراوح تركيزات الترامادول بين 50 و225 ملغ. قد تؤدي الجرعات المفرطة إلى تسمم يؤدي إلى الوفاة.
- يمكن أن يكون التعاطي في شكل حقن، أقراص، أو كبسولات، حيث يتمتع الحقن بتأثير أسرع وأطول فترة.
- تناول الجرعة في توقيتات محددة قد يزيد من فعاليتها في الجسم، إلا أن الاستخدام المستمر يقلل من استجابة الجسم، مما يدفع المتعاطي لزيادة الجرعة أو التركيز.
مراحل العلاج والتعافي من إدمان الترامادول
- يتعين أن يتم العلاج تحت إشراف طبي، لضمان التعامل الصحيح مع أعراض الانسحاب الناتجة عن توقف التعاطي.
- يتم تقييم حالة المريض من خلال التحاليل الطبية وفحص التاريخ المرضي، لتحديد الخطة العلاجية الأنسب.
- يجب إيقاف التعاطي نهائيًا، وبدء كورس العلاج الكامل، الذي يتضمن أدوية لعلاج الإدمان والتعامل مع مراحل الانسحاب.
- يجب أيضًا تزويد المريض بنظام غذائي يعزز من مناعته.
- تعتبر معالجة الجوانب النفسية للمريض مرحلة مهمة في العلاج، حيث يتم تقديم جلسات تعديل سلوك وتدريب على حل المشكلات لمنع التعاطي مرة أخرى.
- تتضمن المرحلة الأخيرة متابعة ما بعد التعافي “التأهيل الاجتماعي” ورصد المريض من قِبل الأسرة، مع ضرورة الاستمرار في التواصل مع الطبيب والجلسات العلاجية.
- تتفاوت مدة العلاج من حالة لأخرى، ولكن عادة ما تحتاج حالات سحب المخدر من ثلاثة إلى عشرة أيام، بينما يتطلب العلاج النفسي عدة شهور.
أعراض انسحاب الترامادول من الجسم
- تبدأ أعراض انسحاب الترامادول بالظهور خلال فترة تصل إلى 12 ساعة بعد التوقف عن التعاطي، حيث تتأثر كيمياء المخ سلبًا. تتجلى الأعراض الأولى في شعور بالألم في الجسم والعضلات.
- يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى التشنجات، الرعشة في الأطراف، اضطرابات المعدة، عسر الهضم، والإمساك، بالإضافة إلى الأرق والشعور بالنعاس دون القدرة على النوم.
- قد يحدث فقدان ملحوظ في الشهية وفقدان الوزن، واحتباس البول بسبب التهاب المثانة، مع ارتفاع في درجة الحرارة وسيلان الأنف، مما يؤدي إلى حالات من العصبية والهلع.
- لا تنطبق الأعراض على جميع المرضى بنفس الشدة، حيث تختلف حسب طول فترة التعاطي، فكلما طالت المدة زادت حدة الأعراض.
- تؤثر كمية الجرعة المتناولة أيضًا على شدة الأعراض، وكذلك إن كان قد تم استخدامها مع مواد مخدرة أخرى أو كحوليات.
- كلما زادت نسبة الدهون في الجسم، زادت كمية المخدر المخزنة.
الترامادول والوضع القانوني
- يُصنف الترامادول كمخدر في عدة دول عربية، مما يعرض حامله للمسائلة القانونية، حيث تصل العقوبة في بعض الدول إلى السجن سنتين لمتعاطيه، والإعدام للمهربين.
- في مصر، تتراوح عقوبة تعاطي أقراص الترامادول من الحبس لمدة سنة إلى غرامة مالية تتراوح بين 1000 و3000 جنيه مصري، ولا تشمل العقوبات المتعاطين فقط، بل تشمل كل من يتواجد في مواقع التداول.
- القيادة تحت تأثير الترامادول تعرضهم لعقوبة مدتها 6 أشهر مع غرامات تبلغ من 4000 إلى 8000 جنيه مصري، بينما يمكن أن يُفصل الموظف المتعاطي بعد إيقافه لمدة ثلاثة أشهر.
- يجب عدم تناول الترامادول بدون إشراف طبي، كما يوجد له بدائل مثل أدوية ليرولين، كميركا، وليريكا.
حكم تعاطي الترامادول في الشريعة الإسلامية
- بغرض الإدمان، يُعتبر حكمه في الشريعة كحكم الخمر تمامًا.
- فكلاهما يذهب بالعقل، ويؤدي إلى تهلكة الشخص وضياع عمره.
- ثبتت حرمانية كلاهما بقول الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[المائدة: 90]
- كما نهى رسول الله عن الخمر في قوله صلى الله عليه وسلم “كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ” أخرجه مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
- وقد قال صلى الله عليه وسلم أيضًا “مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ” أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.