هل يُعتبر أكل السلاحف حلالًا أم حرامًا؟

تتكرر التساؤلات حول ما إذا كان أكل السلاحف حلالاً أم حراماً في مجتمعاتنا، ويعزى ذلك إلى ارتباط السلحفاة بفئة الأسماك البحرية، وهو ما يُعتبر مقبولاً في تناولها.

ومع ذلك، فإن سبب هذا التساؤل يعود إلى عدم شيوع تناول السلاحف بين الناس. لكن، في الرد على هذا التساؤل، فإن أكل السلاحف يُعتبر حلالاً لأن تناولها مباح بموجب ما ورد في الدعوات الإلهية.

خصائص السلحفاة

  • تنتمي السلاحف إلى رتبة الزواحف في شعبة الفقاريات وتُعتبر من الكائنات الحية الزاحفة، حيث تمتلك قوقعة تشبه الدرع تُعتبر جزءاً أساسياً من جسمها.
  • لا تستطيع السلحفاة الابتعاد عن قواقعها، إذ تمثل جزءاً من هيكلها العظمي.
  • تُعتبر السلاحف من ذوات الدم البارد، وتتميز بقوقعتها التي تحميها من الصدمات، وهناك نوعان رئيسيان منها.
  • النوع الأول هو السلحفاة البرية، التي تعيش خارج المياه بكثرة، بينما النوع الثاني هو السلحفاة البحرية، التي تعيش في الماء.
  • تُعرف السلاحف بأسماء مختلفة، مثل الأصداف البحرية والأطوم، وتحمل صفات الزواحف مثل التنفس بواسطة الرئتين، ولها قلب مُكون من أذين وبطين.
  • من أبرز ميزاتها قدرتها على التكيف مع البيئات وارتفاع درجات الحرارة، ولديها جلد محفور بحراشف قرنية.
  • تضع السلحفاة البيض في أماكن جافة ولا تحتضنه، ويتكون هيكلها من الأنسجة العظمية.

حكم أكل السلاحف

  • يمثل سؤال جواز تناول لحم السلاحف اهتماماً للكثير من الأشخاص، وخاصةً في رغبتهم في استشارة العلماء في ذلك.
  • أجاز العلامة محمد بن صالح العثيمين تناول السلاحف، حيث يُعتبر كل ما يأتي من البحر حلالًا سواء كان حيًا أو ميتًا، استنادًا إلى قول الله تعالى: “أحِل لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لكم وللسيارة”.
  • كما ذكر بن عباس رضي الله عنه أن صيد البحر يتضمن ما يتم اصطياده حياً وطعامه ما يُصطاد ميتًا، مع استثناء بعض الفقهاء للتمساح كونه يُعد من الحيوانات المفترسة.
  • نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل سباع الطير والوحش.
  • علاوةً على ذلك، يتفق أهل العلم على جواز تناول السلحفاة، سواء كانت برية أو بحرية، استنادًا إلى قوله تعالى: “وقد فصل لكم ما حرّم عليكم”.
  • ولما لم يُحدد تحريم السلحفاة، فإن أكلها يُعتبر حلالاً شرعًا.

شروط جواز تناول السلحفاة

  • تنقسم السلاحف إلى نوعين: بحرية وبرية، وقد أشار العلماء إلى أنه يُباح تناول السلاحف البحرية بأي شكل، حيث لا يُفرض ذبحها قبل تناولها.
  • بينما يُشدد على ضرورة ذبح السلاحف البرية قبل تناولها، وإلا ستصبح غير حلال.
  • بالرغم من أن الأصل هو إباحة تناول لحم السلحفاة، يجب التفريق بين المرتين التي يستلزم فيها ذبحها قبل تناولها.

اختلاف آراء الفقهاء حول تناول السلاحف

  • تباينت مواقف الفقهاء بخصوص أكل السلاحف البحرية، ويرجع السبب في ذلك إلى احتمال انقراضها وما لذلك من تأثيرات على التوازن البيئي، مما يستدعي التحريم.
  • فالأثر البيئي يُعد من الأبعاد الأساسية للحفاظ على الأرض، وهو السبب في وجود الإنسان.
  • كما يُعتبر تصرف بعض الأفراد الذين يعذبون السلاحف من خلال قلبها على ظهرها حتى تصاب بالشلل، تصرفًا غير إنساني.
  • في حين يسعى هؤلاء الأفراد لذبحها وهي حية، وقطع جزء من ذيلها، مما يمثل انتهاكًا للأخلاق الإنسانية ويبتعد عن الرحمة المنصوص عليها من الله سبحانه وتعالى.
  • يدَّعي البعض أن تصرفاتهم مستندة إلى إجماع العلماء على جواز تناول لحم السلحفاة، لكن هذه الأفعال تُعتبر محرمّة شرعًا.

القيمة الغذائية لحم السلاحف

  • يُعتبر لحم السلاحف من أفضل مصادر البروتين مقارنةً بمصادر البروتين التقليدية مثل اللحوم والدواجن والأسماك.
  • كما يتميز لحم السلحفاة بنعومته، وقد أظهرت الأبحاث الطبية الصينية أن لحم السلحفاة يُعتبر مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية وقادرًا على مكافحة العديد من الأمراض، بما في ذلك فيروس كورونا.
  • إضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات العلمية فوائد صحية عديدة للحوم الزواحف، وخاصةً السلاحف، ما يجعلها مثالية للأكل، سواء من خلال الطهي أو تحضير الحساء.

المعادن والفيتامينات المتواجدة في السلاحف

  • فضلاً عن كونها مصدرًا جيدًا للبروتين، فإن السلحفاة تحتوي على قشرة ناعمة غنية بالكالسيوم، حيث توفر 20% من الاحتياجات اليومية لجسم الإنسان.
  • تحتوي السلحفاة أيضًا على فيتامينات متعددة مثل A وB1 وB2 وB6، وهو ما يُعتبر مهمًا لتحويل الطعام إلى طاقة.
  • كما تمتاز السلحفاة بمحتواها من الزنك والفوسفور، مما يجعلها خيارًا مثالياً لأولئك الذين يمارسون أنشطة بدنية شاقة، حسب رأي متخصصين في التغذية.

الفوائد الطبية في استخدام لحم السلاحف

  • اعتمد الطب الصيني على لحم السلاحف في إعداد الأغذية والأدوية لعدة قرون، ومع أن فوائد لحم السلاحف مشهورة، إلا أنه لا توجد أدلة علمية تدعم هذه القيم بشكل قاطع.
  • وفقاً للدليل الطبي الصيني عبر الإنترنت، فإن لحم السلحفاة يُعزز صحة الكلى من خلال تغذيتها وترطيبها.
  • إضافة إلى ذلك، يُعزز لحم السلاحف من جودة الدم ويعمل على تنظيم حرارة الجسم، مما يجعله غذاءً مفيدًا جداً قبل ممارسة الأنشطة الرياضية.

اعتقادات حول فوائد دم السلحفاة البحرية

  • تُعتبر السلاحف من الكائنات المهددة بالانقراض، نظرًا للإقبال الكبير على صيدها للاستفادة من فوائدها.
  • هناك اعتقاد سائد بأن لحم السلاحف يُعزز القدرة الجنسية ويوفر فوائد غذائية متعددة.
  • ويفيد العديد من الصيادين بأن صيد السلاحف قد زاد بصورة ملحوظة، لاعتقادهم بأن دمها يساعد في معالجة العديد من الأمراض ويدعم جهاز المناعة.
  • بحسب الأبحاث، يُعتبر الصيد الجائر للسلاحف مدفوعًا بالاعتقادات الخاطئة حول فوائد دم السلحفاة، بما في ذلك القدرة على زيادة الوزن وعلاج النحافة، مما يُشجع البعض على شرب دمها وهو ساخن بعد ذبحها.
  • تُظهر المصادر المختلفة أن مصر هي إحدى الدول التي تستهلك لحم السلحفاة، بينما يُجمع في دول أخرى على استخدام جلدها وقشور السلاحف في العديد من الصناعات.
  • مثل الصين، التي تُستخدم فيها لجلود السلاحف في صناعة النظارات والقطع الديكورية.
  • ومع تفشي هذه الاعتقادات، قد تجد السلاحف نفسها مهددة بالانقراض، مما يُشكل خطرًا بيئيًا حقيقيًا.
  • لذا، يجب على السلطات اتخاذ إجراءات تنظيمية حول صيد السلاحف للحفاظ على التوازن البيئي ومنع تلفه.
Scroll to Top