أفكار ورؤى حول الفن الموسيقي

الموسيقى

تعتبر الموسيقى مصدر إلهام للفنانين والشعراء على حد سواء، حيث تجد في طياتها متعة يتشاركها الجميع، من الأطفال إلى الكبار، كل وفق ذوقه الخاص. إنها بمثابة غذاء للروح، تساعدها في التحرر من الأحزان، لذا نقدم لكم مجموعة من أقوال الحكماء بشأن الموسيقى.

أقوال حول الموسيقى

  • أروع موسيقى يمكن أن نستمع إليها هي تلك التي تعزف في داخلنا، موسيقى السلام.
  • عندما تنفصل الكلمات، تبدأ الموسيقى في الحديث.
  • تتيح لك الموسيقى الفرار من الحياة وفي ذات الوقت تدعوك لفهمها بعمق أكثر.
  • تعتبر الموسيقى كالدم الجاري في شرايين الحياة.
  • الموسيقى هي زهرة تتفتح في القلب والروح، وتعبر عن عطر الحياة.
  • إنها رحلة من السماء إلى القلب، وهي اللغة الوحيدة التي تجمع جميع الأمم.
  • الموسيقى هي أجمل هدية تقدمها السماء للبشرية الضائعة في ظلمات الحياة، حيث تنقي وتنير أرواحنا.
  • هي ملاذنا حيث نستطيع الزحف بين النغمات والابتعاد عن الوحدة.
  • مع كل نغمة تعزف أو تسمع، تنمو فيك الحياة وتصبح أكبر من بركة صغيرة، كبحر مترامي الأطراف.
  • أتيت إلى هذا العالم للغناء والاحتجاج بأصوات الموسيقى.
  • الموسيقى تمثل مسرحية خالدة وسط الوجود الفاني.
  • تعمل الموسيقى على إحياء الإنسان بشكل جديد مع كل أعراض التغيير أو الألم أو الكسر.

قصيدة “موسيقى مؤجلة”

قصيدة “موسيقى مؤجلة” للشاعر السعودي جاسم محمد الصحيح، الذي وُلِد في الأحساء عام 1384 هجريًا. يُعتبر الشاعر عضوًا في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية والجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وله العديد من الدواوين الشعرية مثل “عناق الشموع والدموع” و”رقصة عرفانية” و”خميرة الغضب”.

الريحُ تنأى.. عزاءً أيُّها القَصَبُ!

لن نسمعَ النَّايَ بعد اليومِ ينتحبُ

لن نسمعَ الخمرَ تُرغي وَسْطَ حنجرةٍ

فيها يُحَدِّثُ عن أسرارِهِ، العِنَبُ

وشاعرٌ هَرْوَلَتْ في مَرْجِ خاطرِهِ

قصيدةٌ/مهرةٌ يعدو بها الخَبَبُ

مسافرٌ في مجازٍ لا سماءَ لهُ

إلا السماءُ التي في الرأسِ تنتصبُ

أقدارُهُ كلَّما زَلَّتْ سلالمُها

في الأُفْقِ، تسندُها الغيماتُ والسُّحُبُ

يُزَيِّنُ الأرضَ من أصفَى معادنِها

فليسَ ثَمَّةَ إلا الفكرةُ الذَّهَبُ

ما خطَّ بيتينِ كي يغفو بـظِلِّهِماَ

إلا وقــافِيَتاَهُ: الهـمُّ والتَـعَبُ

كان الطريقُ غريباً مثل سالكِهِ

ورغبةُ المشيِ قد فاضَتْ بها الرُّكَبُ

وكنتَ أنتَ (نُوَاسِيًّا)،

تغازلُهُ كأسٌ فتجذبُهُ حيناً وتنجذبُ

كأسٌ إذا احْتَجَبَتْ عَمَّنْ يُعاقِرُها

لم تستطعْ عن (أبي النَوَّاس) تحتجبُ

عكفتَ في حانةِ الأيامِ تُدْمِنُها

فَنًّا، ويُدْمِنُكَ الإعياءُ والنَّصَبُ

وكلَّما زهرةٌ في الروحِ أحرقَها

حزنٌ، ودَخَّنَ في أعصابِكَ الغَضَبُ

آوَيْتَ للكأسِ مأوى العارفينَ بها

درباً على ملكوتِ الفنِّ ينسربُ

ونحنُ كُنَّا الندامى.. لستَ تجهلُنا..

قد شدَّنا بِكَ من أوجاعِنا، عَصَبُ

مِنْ فُرْطِ ما غاصَ فينا السُّكْرُ ليسَ لنا

غير ابنةِ الكَرْمِ لا أصلٌ ولا نَسَبُ

نحن اليتامى.. يتامَى كلِّ قافيةٍ

لها الحقيقةُ أُمٌّ والسؤالُ أَبُ!

كلُّ الأباريقِ ثكلى في مآتمِنا

تفورُ بالوجدِ حتَّى يجهشَ الحَبَبُ

ونحنُ أضعفُ في أقدارِ لعبتِنا

من الذين على أقدارِهِمْ لَعِبُوا

ننقادُ عَكْسَ أمانينا كـحافلةٍ

على الطريقِ الذي تهواهُ تنقلبُ

لسنا سوى فُقَهاَءِ اللحنِ.. شِرْعَتُنا

ما شَرَّعَ النايُ أو ما سَنَّهُ القَصَبُ

المُغْلَقُونَ وكفُّ الشِّعرِ تفتحُنا

همساً، ونحن على رَفِّ الأَسَى عُلَبُ

تروي القصائدُ عنَّا أنَّ أجملَها

ما ليسَ تُكْتَبُ إلا حين تُرْتَكَبُ

رَحَّالَةٌ نحنُ في الرُّؤيا.. أُولُو ظَمَأٍ..

مَرُّوا على النَّهْرِ حيث الكوثرُ العَذِبُ

مَرُّوا على النَّهْرِ والسُّقْياَ تُرَاوِدُهُمْ

لكنَّهُمْ راوَدوا السُّقْياَ وما شربوا

كانوا على موعدٍ بالماءِ في نَهَرِ الـ-

ـ معنى، فما أَضْرَبُوا عن موعدٍ ضَرَبُوا

إيهٍ (أبا يوسفٍ).. والأمسُ مجمرةٌ

من الرمادِ، أراها اليومَ تلتهبُ

ليتَ الأَسِنَّةَ في أجسادِنا نَشَبَتْ

ولا الأَحِبَّةَ في أرواحِنا نَشَبوا

كم وَحَّدَ الليلُ شملاً من مباهجِنا

ومن نشيدِكَ سالَتْ حولنا شُّهُبُ

في سهرةٍ آذَنَتْ بالأُنْسِ، فانْتَصَبَتْ

على الجماجمِ – من ضِحْكاَتِنا- قُبَبُ

وظالما رَفَّ طيرٌ من تثاؤبِنا

وحام عبر المدى ينأى ويقتربُ

واسَّاقَطَتْ في الدُّجَى أهدابُنا سَهَراً

وظَلَّ ينمو على أجفانِنا هَدَبُ

فافتحْ قناني المُنَى و(اسكبْ لنا وَطَناً)

ملءَ الكؤوسِ.. إذا الأوطانُ تنسكبُ!

إيهٍ (أبا يوسفٍ).. والأمسُ غَلَّقَهُ

كفُّ الغيابِ لكي لا يخرجَ العَتَبُ

تَرَبَّصَتْ بِكَ أفعَى في مكامنِها

وقد تَعَتَّقَ فيها السمُّ والعَطَبُ

فلم تزلْ تحتمي منها بأغنيةٍ

نشوى، ويختلطُ الترياقُ والطَرَبُ!

عُذْرَ القبيلةِ إنْ خانَتْ بـرائدِها

حتَّى بكى في القلوبِ الماءُ والعُشُبُ

ها أنتَ تعويذةٌ نحمي البيانَ بها

إذا استشاطَ عليهِ الخوفُ والرَّهَبُ!

إيهٍ (أبا يوسفٍ).. لا زَلَّ عن شفتي

اسمٌ على صفحاتِ الريحِ يَنْكَتِبُ

عظمُ البيانِ رميمٌ وَسْطَ هيكلِهِ

فلا القصائدُ تُحْيِيهِ، ولا الخُطَبُ

تَعَنَّبَتْ شَفَةُ الذكرى ونادمَني

حزني عليكَ ودارَتْ بيننا النُّخَبُ

واجتاحني الوجدُ حتَّى نشوتي فإذا

زجاجتي في يدي تبكي وتضطربُ

بيني وبينكَ موسيقا مؤجَّلةٌ

بِتْنَا نداعبُ ضَرْعَيْهَا ونحتلبُ

هنا تَنَفَّسْتَ في التاريخِ فانْحَفَرَتْ

في هيكلِ الوقتِ من أنفاسِكَ، النُّدَبُ

عُمْرٌ كعُمْرِ الغضا دفئاً وعاطفةً

تكادُ كلُّ الثواني فيهِ تُحْتَطَبُ

لَكَ النبوءةُ سالَتْ من ذُرَى جَبَلٍ

عالٍ على جنباتِ الروحِ ينتصبُ

يا طالما زَمَّلَتْكَ (الضَّادُ) مرتعشاً

في حضرة الوحيِ وانْفَضَّتْ لَكَ الحُجُبُ

سهران ترصدُ للمعنَى.. تُخَاتِلُهُ..

تدنو إليهِ قليلاً.. ثمَّ تنسحبُ…

ترمي بـحُلْمٍ.. ولكنْ كلَّما انكشَفَتْ

لَكَ الحقيقةُ ، غَطَّاها دَمٌ كَذِبُ

ما خانك الصيدُ في طيرٍ تطاردُهُ

حتَّى المشيئةِ، لكن خانَكَ الهربُ

طيرٌ هناكَ وراء الأُفْقِ مُلْتَبِسٌ

بالمستحيلِ فما ينفكُّ يحتجبُ

واليومَ حيث تَجَلَّتْ عن حقيقتِها

نارُ (الحدوثِ) وأمسَى ينضجُ (السَّبَبُ)

اليومَ أَمْسَكْتَ بالمعنَى وطائرِهِ

وانطشَّ فوق يديكَ الريشُ والزَّغَبُ

كَفَاكَ في الموتِ سرٌّ أنتَ كاشفُهُ

فاهنأْ بكَشْفِكَ واستمتعْ بما يَهَبُ

خواطر حول الموسيقى

الخاطرة الأولى:

أنا من أولئك الذين يفضلون العزلة، وبدون مبالغة، لا أرى في الوحدة أي مشقة أو تعب. إن قضاء وقت في الركض وحيدًا أو العمل في مكتبي يعد بالنسبة لي أمرًا شيقًا، فقد كنت دائمًا أحمل ميولاً منذ الطفولة لقراءة الكتب أو الاستماع إلى الموسيقى بمفردي بدلاً من قضاء الوقت مع الآخرين.

الخاطرة الثانية:

لا أمزح عندما أقول إن الفن ليس مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هو الطريقة الإنسانية التي تجعل الحياة أكثر قابلاً لتحملها. مارس الفن دون أن تهتم بجودته، فهو سبيل لنمو روحك وزهرتها. اغنِ في الحمام، وارقص على أنغام الموسيقى، احكِ قصصًا للآخرين، اكتب قصيدة حتى لو كانت بسيطة. مارس الفن بقدر الإمكان، وستجني ثمار ذلك بإبداع شيء فريد.

رسائل حول الموسيقى

الرسالة الأولى:

هناك سحر خاص في الموسيقى، قد تكون الموسيقى في حد ذاتها معجزة. موقفها يتراوح بين الفكر والعالم المادي، فهي رابط بين العقل والمادة، تتشابك معهما لكنها تختلف عنهما. هي روحانية ولكن تنقصها الإيقاع، ومادية ولكنها ليست مقيدة بحسب المكان.

الرسالة الثانية:

خففوا من أجسادكم، وصعدوا درجات السلم الموسيقي برفق. ثمّ انقلوا أرواحكم إلى تلك المرحلة. الأرض مرنة، والفراغ صديق. لا تخافوا، هذا الصوت الذي في اللحن هو ملاك يظل على جوهره الأساسي.

Scroll to Top