أنواع الزئبق
يوجد الزئبق في ثلاثة أشكال رئيسية: الزئبق الأولي (أو المعدني)، الزئبق العضوي، والزئبق غير العضوي. يُعتبر الزئبق الأولي الأكثر شيوعًا بين هذه الأنواع، وكل نوع له خصائصه المميزة من حيث الشكل واللون، بالإضافة إلى المخاطر التي يحملها على صحة الكائنات الحية والبيئة. تُسهم محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في إطلاق كميات كبيرة من الزئبق إلى الغلاف الجوي، إلى جانب مصادر طبيعية مثل النشاط البركاني، بالإضافة إلى الانبعاثات الناتجة عن حرق النفايات البلدية والطبية.
يعود الزئبق الموجود في الغلاف الجوي إلى الأرض والمجاري المائية عبر ترسبات غير مرئية من الثلوج والمطر. يمكن للزئبق الدخول إلى المجاري المائية من خلال التصريفات الصناعية والصرف الصحي، أو بواسطة العمليات البكتيرية التي تحول الزئبق غير العضوي إلى زئبق عضوي. مما يسهل تراكمه في السلسلة الغذائية من الأسماك الصغيرة إلى الكبيرة، ثم إلى الحيوانات البرية والإنسان.
الزئبق الأولي أو المعدني
تشمل خصائص الزئبق الأولي أو المعدني ما يلي:
- هو سائل معدني ذو لون فضي، يُعرف أيضًا باسم (الزنجفر)، نظراً لمعالجته من خام يحمل نفس الاسم.
- يتميز بسهولة تفتيته إلى قطرات وتبخره في درجة حرارة الغرفة إلى بخار عديم الرائحة.
- يُستخدم في صناعة موازين الحرارة القديمة، ومصابيح الإضاءة الفورية، وبعض الأنواع من المفاتيح الكهربائية.
- إذا سقط ميزان الحرارة، يتكسر الزئبق إلى قطرات أصغر تَسهل مرورها عبر الشقوق الصغيرة أو تعلق بمواد معينة.
- يمكن أن يتبخر الزئبق المكشوف في درجة حرارة الغرفة ليصبح بخارًا سامًا لا يمكن رؤيته.
- يعد الزئبق الأولي عنصراً غير تفاعلي، ولكن عند تفاعله مع مواد أخرى، يشكل مركبات مثل أملاح الزئبق غير العضوية أو ميثيل الزئبق.
المخاطر المتعلقة بالزئبق الأولي أو المعدني
تشمل المخاطر المحتملة المرتبطة بالزئبق الأولي أو المعدني:
- يمكنه الانتقال بسهولة إلى الدم والدماغ والمشيمة، كما يمكنه الوصول إلى حليب الأم.
- يشكل سمًا عصبيًا قويًا يؤثر على الجهاز العصبي المركزي.
- يسبب مجموعة من الأعراض العصبية مثل: الخجل المفرط، والأرق، والهزات، وفقدان التنسيق، وتقلب المزاج، والتهيج، وصعوبات في الكلام، والشعور بالخدر.
- التعرض بدرجة مرتفعة يمكن أن يؤدي إلى أضرار في الكلى، وفشل التنفس، واحتمالية الوفاة.
الزئبق غير العضوي
تتضمن أهم خصائص الزئبق غير العضوي ما يلي:
- يمكن أن يتفاعل مع الكلور والكبريت وعناصر أخرى لتكوين أملاح غير عضوية.
- يمكن أن تنتقل هذه الأملاح غير العضوية إلى الماء والتربة من خلال تجوية الصخور المحتوية عليها.
- قد يصعد الغبار الذي يحتوي على هذه الأملاح إلى الهواء نتيجة عمليات التعدين.
- تنبعث كميات من الزئبق من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وحرق النفايات ومن المصانع التي تستخدم الزئبق.
- رغم وقف استخدام أملاح الزئبق في المنتجات الطبية الاستهلاكية، لا يزال يستخدم مركبات الزئبق غير العضوية بصورة واسعة في صناعة الصابون وكريمات تفتيح البشرة.
- يستخدم كلوريد الزئبق في التطبيقات الفوتوغرافية، كمطهر موضعي، وكمادة حافظة للأخشاب، ومبيدات الفطريات.
- استخدم سابقًا بشكل واسع في المنتجات الطبية، بما في ذلك أدوية الديدان ومساحيق التسنين قبل أن يُستبدل بخيارات أكثر أمانًا.
- يستخدم كبريتيد الزئبق في تلوين الدهانات، وهو أحد المركبات الحمراء في صبغات الوشم.
- يجد الزئبق غير العضوي بكثرة في البيئة، وعادة ما يكون لونه أبيض، مع استثناء الزنجفر الذي يتميز بلونه الأحمر.
المخاطر المرتبطة بالزئبق غير العضوي
تشمل المخاطر المحتملة للزئبق غير العضوي ما يلي:
- يُعتبر واحدًا من أشكال الزئبق السامة، إذ يمكن أن يتسلل إلى بشرة الإنسان عبر صابون وكريمات، مما يؤدي إلى التهاب أو طفح جلدي.
- تشمل المهن ذات المخاطر العالية التعرض للزئبق وأملاحه، مثل العمل في المصانع وتجميع المعدات الكهربائية، يمكن أن يتسبب في اختلالات بالجهاز الهضمي والعصبي وأمراض الكلى.
- يسبب التعرض له اضطرابات عقلية مثل فقدان الذاكرة، وتقلبات المزاج، وضعف العضلات.
الزئبق العضوي
تتضمن ميزات الزئبق العضوي ما يلي:
- تتجه أملاح الزئبق غير العضوية إلى الجزيئات الهوائية، وتتساقط عبر الأمطار والثلوج، وغالبًا ما تعود إلى الغلاف الجوي كغاز أو على شكل جزيئات.
- نتيجة للتنقل بين الغلاف الجوي والأرض والماء، يخضع الزئبق لسلسلة من التحولات الكيميائية والفيزيائية المعقدة.
- يمكن للكائنات الدقيقة دمج الزئبق مع الكربون، مما يحوله من شكل غير عضوي إلى شكل عضوي.
- يُعتبر ميثيل الزئبق الأكثر شيوعًا في البيئة، ويشكل خطرًا كبيرًا في السمية.
- يتراكم بشكل بيولوجي في البيئات، وعادة ما يكون موجودًا في الأسماك، مما يجعله ينتقل إلى الإنسان عند تناولها.
المخاطر المرتبطة بالزئبق العضوي
تشمل المخاطر المحتملة للزئبق العضوي ما يلي:
- يؤثر ميثيل الزئبق بشكل مباشر على الدم والمشيمة، مما يتسبب في تلف بالجهاز العصبي المركزي وتشوهات خلقية وأعراض عصبية وتأخيرات في النمو.
- الأجنة هي الأكثر عرضة لمخاطر ميثيل الزئبق، حيث تشير الدراسات إلى أن مستويات الزئبق تتركز في دم الأم.
- يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لميثيل الزئبق إلى مشاكل في الرؤية والكلام والمشي والسمع ونقص الانتباه، بالإضافة إلى الإحساس بالخدر.
- في حالات التعرض الشديد، قد يتسبب في الوفاة.
خصائص الزئبق
تشمل الخصائص الأساسية للزئبق ما يلي:
- الرمز الكيميائي: (Hg).
- العدد الذري: 80.
- الكتلة الذرية: 200.59 g/mol.
- نقطة الانصهار: من (38.87) إلى (234.28) درجة مئوية.
- نقطة الغليان: من (356.58) إلى (629.27) درجة مئوية.
- عدد البروتونات/ الإلكترونات: 80.
- عدد النيوترونات: 121.
- الكثافة: 13.546 غم/سم³.
- اللون: فضي وأبيض.
- الزئبق سائل في درجة حرارة الغرفة، يُستخدم في موازين الحرارة والبارومترات والإضاءة الفورية والبطاريات، وأيضًا في تحضير المبيدات الحشرية.
- يُطلق عليه أحيانًا “الفضة السائلة”.
- الزئبق يُصنف كعنصر معدني انتقالي لخصائصه مثل المرونة، والقدرة على الطرق، والموصلية للحرارة والكهرباء.
- الزئبق عنصر يتواجد بشكل طبيعي في الماء، والهواء، والتربة.