القماش
تشير كلمة “القماش” إلى النسيج والغزل الناتج عن عملية نسج أو ربط أو تلبيد أو حياكة أنواع متعددة من الخيوط أو الحبال أو الألياف. تُستخدم هذه الأقمشة في مجالات حياتية متعددة، وبدأ تصنيع القماش بتقنية التلبيد، وهي عملية ضغط الأنسجة على بعضها البعض، منذ عصور قديمة. وقد أثبتت الدراسات الأثرية، من خلال التحليل للعديد من اللوحات الجدارية والنقوش القديمة والآثار، أن الأنسجة القماشية بدأت تُنتج في بلدان عديدة وقد استخدمتها حضارات مختلفة. على سبيل المثال، استخدم المصريون القدماء قماش الكتان في تحنيط الموتى، حيث تم ذلك بحلول عام 5500 قبل الميلاد، بعد خمسمائة عام من بدء زراعة الكتان. كما تشير الأدلة إلى أن قماش الحرير نشأ في إمبراطورية الصين قبل عدة قرون من الميلاد. فيما لاحظنا شهرة الأقمشة القطنية الفاخرة في الهند، والتي انتقلت فيما بعد إلى إسبانيا وإيطاليا عن طريق التجار العرب. على مر العصور، تطور استخدام القماش لينضج باختلاف الأنواع والأساليب، لذا سنتناول في هذا المقال مختلف أنواع الأقمشة.
أنواع القماش
يمكن تصنيف الأقمشة وفقًا للمادة الخام المستخدمة في تصنيعها، مثل الألياف الطبيعية أو الألياف الصناعية. كما يمكن تصنيفها حسب الأساليب والآلات المستخدمة في الإنتاج، مما يؤثر على اسم القماش وتكلفته. وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة من الأقمشة المتاحة في الأسواق:
الأقمشة الطبيعية
تعرف الأقمشة الطبيعية بأنها تلك التي تُنتج من الألياف الطبيعية مثل الصوف وجلود الحيوانات، وأجزاء من النباتات مثل البذور والأوراق والسيقان. هناك أيضًا أقمشة مصنوعة من المعادن. إليك بعض الأمثلة على الأقمشة الطبيعية المميزة:
- القطن: يُعتبر القطن من أهم الأنسجة المستخدمة عبر الزمن، حيث يتم استخراجه من ألياف بذور القطن، مما يجعل الأقمشة القطنية متعددة الاستخدامات، إذ تتميز بنعومتها وراحتها وسرعة امتصاصها، وهي متاحة بأسعار معقولة.
- الصوف: يتم الحصول على الصوف من حيوانات مثل الأغنام والماعز والأرانب، ويتميز بأنه نسيج فاخر ينتج أقمشة دافئة وذات ملمس لطيف على البشرة، بالإضافة إلى مقاومتها للعديد من العوامل الخارجية.
- الحرير: يُستخرج الحرير من خيوط تنتجها دودة القز، التي تنسج الحرير لتكوين شرنقتها، ليستخدمها الإنسان في صناعة ملابس ومفروشات فاخرة. يعرف قماش الحرير بنعومته وسطوعه.
- الجلد: يُعتبر الجلد من الأنسجة الطبيعية القوية والمرنة المستخرجة من جلود الحيوانات، ويميزه تنوع أنواعه باختلاف الحيوان وطريقة معالجته، حيث تعتبر جلود الأبقار الأكثر استخدامًا، بينما يُستخدم الجلد المدبوغ لصناعة الحقائب والأحذية.
- قماش الكتان: يُعتبر قماش الكتان من أقدم الأقمشة المصنعة من الألياف الطبيعية، ويتم استخراجه من نباتات الكتان. يتميز بقوته وقدرته على امتصاص العرق، ولكنه قد يتجعد بسهولة ما لم يتم إضافة ألياف صناعية خلال عملية التصنيع.
الأقمشة الصناعية
تعتبر الأقمشة الصناعية نتاجًا للعمليات البشرية، حيث تُستخدم مركبات كيميائية مثل هيدروكسيد الصوديوم وثنائي كبريتيد الكربون، المستخرجة من المشتقات النفطية والمواد الطبيعية الأخرى، بهدف تقليد أو تطوير الأنسجة الطبيعية. إليك بعض الأنواع المعروفة من الأقمشة الصناعية:
- النايلون: يُعد النايلون من الأقمشة الصناعية الشائعة التي أُنتجت كنظير لقماش الحرير. يتميز بالقوة والمتانة والمرونة، كما أنه مقاوم للماء ويسهل تجفيفه، مما يجعله مثاليًا للملابس والأثاث.
- البوليستر: يُعتبر قماش البوليستر من الأنسجة المشهورة، إذ يتميز بتكلفته المنخفضة وسهولة نسجه وقوته.
- قماش باتيست: يُعرف قماش باتيست (بالإنجليزية: Batiste) بنعومته وعدم شفافيتها، وعادةً ما يُصنع من نسيج القطن أو الصوف أو الكتان أو البوليستر، ويستخدم في تصنيع قمصان النوم والفساتين.
- القماش المحبوك: يعرف أيضًا باسم عين الطائر، وهو مصنوع من مجموعة من الخيوط الملونة وعادة ما يحتوي على ثقوب تشبه عين الطائر. يدخل في صناعة الملابس التقليدية، وخاصة ملابس النساء.
- قماش البومبازين: يعود اسم قماش البومبازين إلى الفرنسية، حيث كان يُطلق في الأصل على قماش الحرير الأصلي، لكنه الآن يشير إلى نوع من القماش المصنوع من الألياف النباتية مثل القطن.
- قماش الباكرام: هو نسيج صلب مصنوع من أقمشة خفيفة الوزن، يتم معالجته بمكونات لاصقة لزيادة قوته، ويستخدم في تصنيع ياقات القمصان وأحزمة الخصر.
- قماش كاليكو: يُعتبر كاليكو من الأقمشة القطنية البسيطة، وعادة ما يأتي بلون واحد، ولا يُعالج بالكامل أثناء التصنيع، ويتميز بإمكانية طباعة رسومات متعددة عليه.
- قماش الشانيل: يتكون قماش الشانيل من مزيج من الألياف مثل القطن والحرير والصوف، ويُعرف بسمكه وخشونته، ويستخدم في تنجيد المقاعد وصناعة الستائر.
- قماش الليكرا: يُعتبر قماش الليكرا من الأقمشة المرنة التي تبرز تناسق الجسم عند ارتدائها، وتمتاز بأنها خفيفة الوزن وناعمة، تُستخدم بشكل رئيسي في ملابس السباحة.