هل توجد أعشاب تعزّز صحة بطانة الرحم؟
على الرغم من عدم توفر معلومات علمية قاطعة تدعم وجود أعشاب خصيصًا لتقوية بطانة الرحم، إلا أن الرحم قد يتعرض لمشاكل صحية متنوعة، مثل حالة الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis). يُعتبر هذا الاضطراب مؤثرًا على الجهاز التناسلي، حيث ينمو النسيج الذي يُشكل بطانة الرحم خارج الرحم. ويعتقد مؤيدو العلاجات الطبيعية أن استخدام الأعشاب يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بهذه الحالة، وتدعم بعض البحوث السريرية هذا الادعاء.
ومن المهم التنبيه إلى أن الاستخدامات العشبية توصف كمكملات غذائية وليس كأدوية موصوفة، مما يعني عدم وجود طريقة موثوقة لتناولها، وغياب الجرعة القياسية التي تناسب الجميع. كما يمكن أن يصاحب ذلك آثار جانبية محتملة، وقد تتفاعل مع بعض الأدوية. لذا، يُنصح بشدة باستشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمّلات أو خلاصات عشبية.
أمثلة على أعشاب يُحتمل أن تكون مفيدة للرحم
هنا بعض الأعشاب التي قد تكون مفيدة لصحة الرحم، خاصةً في حالة الانتباذ البطاني الرحمي. ومع ذلك، يُشير التذكير السابق إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل بدء استخدامها:
الكركم
أظهرت دراسة مخبرية نشرت في مجلة Iranian Journal of Reproductive Medicine عام 2013 أن هرمون الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol) يلعب دورًا مهمًا في تكاثر أنسجة بطانة الرحم المنتبذة. وقد أظهر الكركم قدرة على تقليل تكاثر خلايا بطانة الرحم عن طريق تقليل مستويات هرمون الإستراديول.
وفي دراسة مخبرية أخرى نشرت في مجلة Oncology Letters عام 2015، وُجد أن الكركم يثبط حركة الخلايا السرطانية من خلال تقليل نشاط نوع معين من الإنزيمات. وبناءً على ذلك، اقترح الباحثون أن للكركم دورًا محتملاً في تخفيف آثار سرطان بطانة الرحم. إلا أن هذه الدراسة كانت مُجرّدة فقط من خلايا سرطانية في المختبر، وما زال تأثير الكركم على البشر غير معروف، مما يستلزم إجراء دراسات إضافية لتوضيح ذلك.
البابونج
يحتوي البابونج على مركب يُعرف باسم الكريسين (بالإنجليزية: Chrysin)، وهو من مركبات الفلافونويد. وقد أظهرت دراسة مخبرية نشرت في مجلة Journal of Cellular Physiology عام 2018 أن الكريسين يُحفز الاستماتة، أو ما يسمى بموت الخلايا المبرمج (بالإنجليزية: Apoptosis) في خلايا الانتباذ البطاني الرحمي. ومع ذلك، تم إجراء هذه الدراسة على خلايا معزولة، ولم يتم بعد فهم تأثير البابونج على الرحم في البشر.
الشاي الأخضر
يحتوي الشاي الأخضر على مركب يُعرف باسم الإيبي غاللوكاتيشين غاللات (بالإنجليزية: Epigallocatechin gallate)، وهو ينتمي إلى فئة الكاتيشين (بالإنجليزية: Catechins). وقد أظهر هذا المركب خصائص قوية مضادة للأكسدة وقدرته على تثبيط نمو الأورام. كما لوحظ أنه يساهم في تقليل التغييرات المحتملة في بطانة الأوعية الدموية في اختبارات أجريت على البشر وفي مختبرات. وفي دراسة نشرت في مجلة Human Reproduction عام 2009، وُجد أن هذا المركب يُثبّط بشكل كبير تطور حالة الانتباذ البطاني الرحمي في المختبر.
أطعمة مفيدة لصحة الرحم
تُعتبر أفضل الطرق لمواجهة الالتهابات والآلام المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي هي اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الأساسية، خاصة تلك المشتقة من النباتات. وفيما يلي بعض الأطعمة الموصى بها:
- الأطعمة الغنية بالألياف: تشمل الفواكه، والخضراوات، والبقوليات، والحبوب الكاملة.
- الأطعمة الغنية بالحديد: مثل الخضراوات الورقية الداكنة، والبروكلي، والفاصولياء، والحبوب المدعمة، والمكسرات، والبذور.
- الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: كالفواكه والخضراوات الملونة مثل البرتقال، والتوت، والشوكولاتة الداكنة، والسبانخ، والشمندر.
- الفواكه الطازجة والخضروات الصليبية: أشارت دراسة نشرت في مجلة Journal of Obstetrics and Gynaecology Research عام 2016 إلى أن استهلاك كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات الصليبية يمكن أن يساهم في تقليل خطر حدوث الأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine fibroids)؛ ومن بين هذه الخضراوات: الجرجير، البروكلي، الملفوف، القرنبيط، وأوراق الكرنب، وأوراق اللفت، حيث أنها غنية بالبيتا-كاروتين، والفولات، والفيتامينات المختلفة.
- الأغذية الغنية بأوميغا 3: تُعرف البروستاغلاندينات (بالإنجليزية: Prostaglandins) بأنها مركبات معقدة من الأحماض الدهنية تلعب دورًا في حدوث التقلصات وآلام الطمث المرتبطة بالانتباذ البطاني الرحمي. هناك نوعان من البروستاغلاندينات؛ أحدهما مفيد والآخر قد يفاقم الالتهاب. وقد أظهرت الدراسات أن الأغذية الغنية بأوميغا 3 مثل السلمون، والماكريل، والسردين، والأنشوفة يمكن أن تكون مفيدة للنساء المُصابات بالانتباذ البطاني الرحمي.