موقع بيت الله الحرام
يقع بيت الله الحرام في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في مكة المكرمة، حيث يُعتبر من أقدس المواقع الإسلامية. تصميمه الفريد يتميز بشكله السداسي المكعب، ويصل ارتفاع الكعبة المشرفة إلى حوالي خمسة عشر متراً. الكعبة المشرفة تتوسط الحرم الشريف، وهي تعد أيضاً من ضمن المركز الجغرافي للكرة الأرضية.
تاريخ بناء الكعبة يرتبط بالملائكة الذين أنشأوها كي يعبُد المسلمون الله في هذا المكان المبارك. وعند هبوط سيدنا آدم عليه السلام إلى الأرض، كانت تعليمات الله له بعبادته في هذا الموقع الخاص.
حدود بيت الله الحرام
- كل موقع يُحدد بأربعة اتجاهات (شرقية، وغربية، وشمالية، وجنوبية)، ومن المهم أن نعرف حدود بيت الله الحرام.
- من الجهة الشرقية، يحده منطقة الجعران، التي تبعد حوالي ست عشر كيلو متراً عن الحرم المكي.
- أما من الجهة الغربية، فتقع منطقة الشميسي على بعد خمسة عشر كيلو متراً تقريباً من الحرم.
- من الشمال، يحده منطقة التنعيم، والتي تبعد ستة كيلو مترات عن الحرم المكي.
- ومن الجنوب، يقع حدود الحرم أيضاً بحدود مشابهة.
- بالنسبة للجهة الشمالية الشرقية، نجد وادي نخلة، الذي يبعد حوالي أربعة عشر كيلو متراً عن الحرم.
فضل بيت الله الحرام
تتباين آراء الفقهاء بشأن أي بيت هو الأفضل على وجه الأرض، حيث يعتبر الحنفية أن بيت الله الحرام هو الأول، يتبعه البيت النبوي ثم المسجد الأقصى. بينما يرى المالكية أن البيت النبوي هو الأهم يليه الأقصى. لكن يظل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتاً، حيث جاء في الحديث الصحيح:
(لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى)
دلالات تسمية بيت الله الحرام
ذُكِرَ اسم بيت الله الحرام في القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)، وبعض الأسباب لتسميته بهذا الاسم تشمل:
- حرمة القتل والصيد في محيط بيت الله الحرام.
- حينما وضع سيدنا إبراهيم الحجر الأسود بعد إنشاء الكعبة، أضاء الحجر جميع جهات بيت الله الحرام.
- هبوط سيدنا آدم على الأرض واستعاذته من الشيطان قال الله له أن ينزل خلالها العديد من الملائكة لحفظه.
آداب زيارة بيت الله الحرام
- عند زيارة الأماكن المقدسة، يجب الالتزام ببعض آداب احتراماً لقدسيتها، ويجب على الزوار اتباع الآداب الخاصة عند زيارة بيت الله الحرام.
- عند دخول الحرم، ينبغي دخول الرجل اليمنى، ويُفضل الدخول من باب بني شيبة.
- عند اقتراب الزائر من بيت الله الحرام، يُستحسن ترديد عبارات الحمد لله والصلاة على رسول الله ثم الدعاء.
- يجب التوجه إلى الحجر الأسود وتقبيله متى كان ذلك ممكناً، علماً أن الازدحام قد يعيق الوصول إليه.
- من المهم لمس الحجر الأسود بيده اليمنى، وفي حال تعذر الوصول إليه، يمكن إشارة اليد نحوه.
- يُنصح بقراءة الأدعية المناسبة أثناء الزيارة.
- يستحسن عدم إحضار أطعمة ذات روائح كريهة مثل البصل والثوم.
- تجنب الازدحام والضغط على الناس في الأماكن المقدسة.
- يُنصح بالإكثار من أعمال الخير والصدقات.
- عند الخروج من بيت الله الحرام، يُفضل الدعاء لله وخلال الدخول والخروج، ينبغي الالتزام بالخشوع والتواضع.
- من الجدير بالذكر أن الصلاة في الحرم المكي تعادل 100 ألف صلاة.
معنى حج بيت الله الحرام
- الحج هو أحد أركان الإسلام، وهو الركن الخامس. يعني الحج الالتزام بزيارة بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، حيث يُفترض بالمسلم أن يكون لديه القدرة المالية لأداء هذه الفريضة التي تتكرر سنوياً في شهر ذي الحجة.
- عند زيارة الحرم المكي، يجب على الحاج القيام ببعض الفرائض لضمان نجاح فريضة الحج.
- من شروط أداء الحج أن يكون الحاج مسلم بالغ عاقل، وفي حالة المرأة، يجب أن تكون برفقة محرم أو زوجها.
مراحل بناء الكعبة المشرفة
مرت الكعبة بمراحل متعددة حتى وصلت إلى شكلها الحالي، وإليكم بعض تلك المراحل:
- أول من أسس الكعبة هو سيدنا إبراهيم وإبنه إسماعيل، وكان طول الكعبة في البداية ثمانية أمتار وبدون سقف.
- أُعيد بناء الكعبة من قِبَل قريش بسبب تهديدها بالسقوط.
- قبل ظهور الإسلام بخمس سنوات، وقع خلاف بين قريش حول وضع الحجر الأسود، حين وضع عبد المطلب بن هاشم باباً لها.
- بعد مرور جيل من عام الفيل بـ18 عاماً، زاد طول الكعبة إلى 18 ذراع.
- استمرت الكعبة على هيئتها حتى زمن عبدال الله بن الزبير بعد الهجرة بـ60 عاماً، حيث أعاد بناءها على قواعد إبراهيم.
- تضمنت الكعبة حجر سيدنا إسماعيل مع البابين، واحد من الشرق وآخر من الغرب.
- بعد حادثة مقتل الزبير، أُعيد بناء الكعبة من قِبَل الحجاج بناءً على توجيه عبد الملك بن مروان.
- في العصر العباسي، قام هارون الرشيد بإعادة بناء الكعبة كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم، وما زالت على شكلها الحالي.