لنطرح سؤالاً مهماً: متى يبدأ الطفل في الشعور بالخوف؟ يُعتبر الخوف حالة عاطفية طبيعية يشعر بها جميع الكائنات الحية، وهو شعور يمكن أن يُختبر في أي مرحلة عمرية. ومع ذلك، سنركز في هذا المقال على الأطفال. سنوضح من خلال هذا المقال بالتفصيل أسباب الخوف لدى الطفل، وسنجيب عن سؤال متى يكتشف الطفل الخوف.
متى يظهر شعور الخوف لدى الطفل
يبدأ الطفل بالشعور بالخوف في سن يتراوح بين (6-8) أشهر. في هذا العمر، يُدرك الطفل فكرة الانفصال عن والدته أو فقدانها. ثم يبدأ في التعرف على وجوه الأشخاص المحيطين به، وعندما يرى شخصاً غريباً للمرة الأولى، تبدأ مشاعر الخوف بالظهور عليه.
عند بلوغ الطفل سن العام، تتغير طبيعة خوفه. يصبح لديه قلق من الأصوات العالية والغريبة، مثل صوت الرعد، وأيضاً يبدأ بالخوف من بعض الحيوانات الأليفة، مثل القطط.
أنواع الخوف لدى الأطفال
يواجه معظم الأطفال مخاوف متعددة ومتنوعة. بعضهم يخاف من الحيوانات، مثل الكلاب والقطط، بينما يخاف الآخرون من الحشرات مثل العناكب أو منظر الدم. كما أن العديد من الأطفال يشعرون بالخوف من الظلام أو الأماكن المظلمة. تشمل أنواع الخوف عند الأطفال ما يلي:
1- نوبات الهلع
- تتميز بنوبات خوف شديد غير مُفسَّرة.
- تحدث هذه النوبات بشكل غير متوقع وفي أوقات مختلفة.
2- الرهبة المحددة
- تظهر عندما يشعر الطفل بالخوف من شيء معين، مثل رؤية شيء أو شخص معين.
- يمكن أن يترافق ذلك مع خوف من القيام بنشاط معين بسبب اعتقاد الطفل أنه قد يكون خطيراً.
3- الرهاب الاجتماعي
- يتعلق بالخوف من التفاعل مع الآخرين.
- يُعرف أيضاً باضطراب القلق الاجتماعي.
4- الخوف المرضي
- يعبر عن خوف الطفل الزائد من العالم الخارجي وصعوبة تقبله والتكيف معه.
- في هذه الحالة، قد ينشأ قلق الطفل نتيجة لمواقف معينة، مما يجعله يتجنب الاقتراب منها.
أسباب الخوف لدى الأطفال
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى خوف الأطفال، ومن أهمها:
- خوف الأطفال من الحيوانات المفترسة، مثل الأسود والنمور، وأيضاً خوفهم من التماسيح والثعابين.
- مخاوف الطفل التي تتطور نتيجة للخلافات الأسرية والمشاكل التي يشهدها، خاصة عندما يسمع الأصوات العالية والصراخ.
- قد يحدث الخوف في مواقف معينة بسبب عدم قدرة الطفل على تفسير بعض الظواهر، مما يؤدي إلى شعور بالخوف.
طرق علاج الخوف لدى الأطفال
بعد مناقشة متى يعرف الطفل الخوف وأسباب الخوف، نقدم الآن طرق العلاج. يعتمد علاج خوف الأطفال بشكل كبير على دور الآباء، وقد يكون هناك استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الأطفال الذين يعانون من الخوف. تشمل هذه الاستراتيجيات:
- توفير الدعم النفسي والعاطفي للطفل واحتوائه.
- يجب على الآباء أن يأخذوا مشاكل الطفل على محمل الجد وأن يولوا اهتماماً خاصاً لها.
- احترام مشاعر الطفل وعدم السخرية منها أو الاستهانة بها.
- تعليم الطفل كيفية مواجهة مخاوفه والتغلب عليها بشكل تدريجي.
- تربية الطفل في بيئة أسرية مناسبة وصحية.
- تجنب استخدام أساليب العقاب التي قد تزيد من شعور الطفل بالخوف.
بعد عرض طرق علاج الخوف لدى الأطفال، لم يعد هناك داعٍ للسؤال مجددًا عن متى يبدأ الطفل في الشعور بالخوف. إذا التزمت الأمهات والآباء بتطبيق هذه الاستراتيجيات، فإن خوف ورهبة أطفالهم ستتقلص، وسيشعرون بالأمان والاستقرار.