تعتبر الرؤية من أهم الحواس الخمس الأساسية التي يمتلكها الإنسان عند ولادته. ومن المعروف أن الطفل يأتي إلى العالم دون أن تكون حاسة البصر قد اكتملت بعد، حيث تتطور هذه الحاسة تدريجياً مع مرور الشهور لتصبح أكثر دقة ووضوحاً. يتساءل بعض الآباء عن مراحل تطور الرؤية لدى أطفالهم، وكيف يمكن تحسين تلك الحاسة، لذا سنقوم من خلال هذا المقال بتسليط الضوء على مراحل رؤية الطفل حديث الولادة.
تطور الرؤية لدى الجنين ونصائح للأمهات الحوامل
خلال فترة نمو الدماغ، تبدأ حاسة البصر بالتطور بشكل جزئي، حيث تتشكل مراكز الرؤية. لذلك، يُنصح المرأة الحامل بالاهتمام بالتغذية التي تتناولها، حيث أن لها تأثيراً كبيراً على الجنين وملامح نمو حواسه.
كما يُوصي الأطباء الحوامل بتناول المكملات الغذائية الضرورية لتفادي أي نقص، والحصول على قسط كافٍ من الراحة، بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين، حيث أن ذلك يمكن أن يؤثر سلباً على تكوين دماغ الجنين ومراكز الرؤية. ينبغي للأم تجنب تناول الأدوية بشكل عشوائي مثل الأسبرين، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات في حاسة البصر لدى الطفل عند الولادة.
مراحل الرؤية لدى الطفل حديث الولادة
عندما يولد الطفل، يكون جهاز الإبصار لديه غير مكتمل، مما يجعل من الصعب عليه تمييز الأشياء من حوله. تبدأ حاسة البصر بالتطور تدريجياً من أسبوع لآخر، ويمكن تلخيص هذه المراحل كما يلي:
1- الأسبوع الأول
تكون الرؤية في هذه المرحلة ضبابية، ولا يستطيع الطفل تمييز الأشياء التي تبعد عنه أكثر من 30 سم، وهي المسافة المعتادة بينه وبين أمه أثناء الرضاعة. كما أنه لا يتمكن من رؤية الألوان، حيث إنه يرى الأشياء بالأبيض والأسود.
2- الأسبوع الثاني
يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتحسين رؤيته، حيث يستطيع تمييز معالم والديه بشكل أوضح، مما يظهر من خلال استيعابه لوجوههم.
3- الأسبوع الثالث
يبدأ الطفل في التعرف على وجه والدته، حيث يستطيع التركيز على ملامحها لمدة تقارب 10 ثوانٍ، رغم أن مدى الرؤية لا يزال مقصوراً بين 20 و30 سم.
4- الأسبوع الرابع
تبدأ الرؤية الجانبية في التكون، حيث يمكن للطفل إدراك الأشياء التي تقع بجانبه، كما تتطور قدرته على التواصل البصري من خلال تحريك رأسه.
5- عمر شهر واحد
يستطيع الطفل في هذه المرحلة تحريك عينيه نحو مصدر الضوء، وتتحسن قدرته على التواصل البصري مع والديه.
6- من شهرين إلى ثلاثة أشهر
الطفل في هذه المرحلة يصبح قادراً على التعرف على ملامح وجه الأشخاص، كما يستطيع تحريك عينيه بشكل مستقل عن الرأس، مما يسهل جذب انتباهه.
7- من ثلاث إلى ستة أشهر
يبدأ الطفل في استكشاف يديه وقدميه وألعابه، وينجح في النظر إلى الجانبين بكل يسر.
8- من سبعة إلى عشرة أشهر
يتطور حقل الرؤية بشكل ملحوظ، مما يمكّنه من رؤية الأشياء الدقيقة مثل فتات الطعام، كما يمكنه التعرف على الأغراض المخفية جزئياً. في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في تعلم كيفية الزحف، مما يعزز التنسيق بين حركة جسمه ورؤيته.
9- من أحد عشر شهراً إلى عام
يصبح بإمكان الطفل التعرف على الأشخاص بشكل أفضل، ويستطيع الرؤية من النافذة والتفاعل مع الآخرين بطرق بصرية.
10- من عامين إلى خمس سنوات
يجذب الطفل في هذه المرحلة إلى الصور، مثل الصور الموجودة في القصص المصورة، ويبدأ أيضاً في ممارسة الرسم.
في الختام، لقد عرضنا مراحل تطور الرؤية لدى الطفل حديث الولادة، بدءاً من كونه جنيناً حتى ولادته. كما قدمنا نصائح حول ما يجب على الأم تجنبه أثناء فترة الحمل وأهمية التغذية الجيدة لضمان نمو صحي للجنين وتطور مراكز رؤيته بشكل سليم.