يعتقد البعض أن العين والحسد يؤثران فقط على المال أو الممتلكات التي يمتلكها الفرد، ولكن الواقع هو أن الحاسد أو العائن قد يتسبب في إصابة الشخص المعين أو المحسود بأمراض جسدية أو نفسية. في هذا المقال، سنتناول الأمراض التي تنجم عن العين والحسد، ونوضح الفرق بينهما، بالإضافة إلى طرق التحصين والعلاج.
الفرق بين العين والحسد
تشكل العين والحسد نوعين من الأذى الذي قد يلحق بالإنسان. فيما يلي سنوضح الفروق الرئيسية بينهما:
السبب الجذري
تحدث العين عن شخص عندما يعجب بشيء معين، بينما يرتبط الحسد بالشعور بالضغينة تجاه شخص آخر نتيجة لنعم الله عليه، وقد يتمنى لذلك الشخص أن تزول تلك النعمة.
العمومية والخصوصية
- الحسد يتضمن العين، حيث أن العائن هو نوع من الحاسد، بينما يمكن أن يكون الحاسد بتعريفه العام حاسدًا أو عائنًا.
- نظراً لأن الحسد يتضمن العين، فقد ورد في سورة الفلق أن المسلم يجب أن يستعيذ من شر الحاسد الذي يشمل كلاً من الحاسد والعائن، كما جاء في قوله تعالى: “من شر حاسد إذا حسد”.
النتيجة والمصدر
- نتيجة كل من العين والحسد تؤدي إلى إلحاق الأذى بالإنسان، سواء كان السبب حاسدًا أو عائنًا.
- ومع ذلك، يختلف المصدر، حيث إن العائن يسبب الضرر فقط إذا نظر إلى ما يمتلكه الشخص الآخر وأُعجب به.
- في حين أن الأذى الناتج عن الحاسد لا يحتاج إلى أن ينظر إلى نعمة الشخص الآخر، فمجرد التفكير فيها وتمني زوالها كفيل بإيجاد الأذى.
السمات الشخصية
- قد تكون سمة العائن إيجابية، إذ ينظر الشخص الصالح إلى ما يملكه غيره بإ admiration دون شعور بالكراهية أو الحقد.
- بينما غالباً ما تكون سمة الحاسد سلبية، لأنه يكره النعم المتواجدة لدى الآخرين ويتمنى زوالها.
الأمراض المتعلقة بالعين والحسد
- إذ يجب التنبيه أن ليس كل من يعاني من مرض يتعرض للحسد أو العين، فقد يكون المرض ناتجًا عن أسباب أخرى ويستدعي زيارة الطبيب.
- ومع ذلك، إذا عجز الأطباء عن تحديد سبب المرض بعد الفحوصات الجسدية، فقد يكون تأثراً من العين أو الحسد.
هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تنجم عن العين والحسد، والتي تختلف حسب نوعهما، ومنها:
- الشعور المفرط بالتعب والإرهاق.
- الإحساس بالكسل وفقدان الحماس للأداء اليومي.
- مشاكل النوم والأرق المستمر.
- حالات حب الشباب أو ظهور بثور على الجسم.
- الإصابة بقرح جلدية.
- الصداع المتكرر.
- المشكلات النفسية المستمرة.
- شحوب الوجه.
- الشعور بالاكتئاب والقلق المزمن.
طرق علاج العين والحسد
- يجب على الفرد عند إعجابه بشيء أن يقول: “اللهم بارك له في (اذكر الشيء الذي أعجبك)”.
- يجب أن نكون على علم بأن العين قد تصيب صاحبها، لذا يجب التحصين كأن يقول: “ما شاء الله لا قوة إلا بالله”.
- ويجب على الحاسد أن يدرك أنه يؤذي نفسه قبل الآخرين، بسبب عدم القناعة والرضا.
- إذا كان الشخص يتأثر بعين أو حسد من شخص يعرفه، فيجب عليه أن يطلب منه الوضوء في وعاء، ثم يستحم بالماء.
- أما إذا كان العائن محترفًا، فعليه ترديد الرقية الشرعية والآيات القرآنية، خاصة سورة البقرة.
آيات من القرآن ضد العين والحسد
لحماية النفس من تأثيرات العين والحسد، يُنصح بقراءة بعض الآيات القرآنية، ومنها:
- فاتحة الكتاب: “بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)”.
- آية الكرسي: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعمل ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم”.
- سورة الإخلاص: “قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوًا أحد”.
- سورة الفلق: “قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسقٍ إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسدٍ إذا حسد”.
- سورة الناس: “قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس”.
- سورة الكافرون: “قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين”.
- أوائل سورة البقرة: (الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون).
- أواخر سورة البقرة: “آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
- لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
- “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارًا”.
- “وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحر قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلم ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الحق بكلماته ولو كره المجرمون”.
- “واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلّمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يُعلّمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر.
- فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم وما ينفعهم ولقد علموا لم اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.
- “إذا مرضت فهو يشفين”.
- “إني مسني الضُرُ وأنت أرحم الراحمين”.
- “ويشف صدور قومٍ مؤمنين”.
أدعية التحصين النبوية من العين والحسد
هناك العديد من الأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم للتحصين من العين والحسد، ومنها:
- “أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة”.
- “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم” (يُردد ثلاث مرات).
- “أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاورهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارقٍ يطرق، إلا طارق يطرق بخير، يا رحمن”.
- “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه”.
- “اذهب الباس، رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا”.
- “بسم الله، تُربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا، فإذن ربنا”.
- “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري”.
- “أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر”.
- “اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه”.
علامات وأعراض العين والحسد
تعتبر علامات وأعراض العين والحسد موضوعًا مهمًا في العديد من الثقافات والأديان. ومع ذلك، يجب فهم هذه الأمور بصورة مختلفة تبعًا للإيمان والثقافة. إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود العين أو الحسد:
- التغيرات المفاجئة في الصحة أو الحالة النفسية: قد يلاحظ الشخص تغيرات غير مبررة في صحته أو حالته النفسية، مثل الإرهاق الشديد أو القلق المفرط أو الاكتئاب.
- تعطيل الأمور اليومية: من الممكن أن يصادف الشخص الذي يُعتقد أنه مصاب بالعين أو الحسد صعوبات في إتمام أنشطته الروتينية، مسببًا له مشكلات غير متوقعة.
- تغيرات في المظهر الجسدي: قد تُظهر علامات على الجسم أو الوجه، كالتعب أو ظهور بثور مفاجئة، مما يُعتبر دليلاً على وجود العين أو الحسد.
- الشعور بالألم أو الحرقة: من الشائع أن يشعر الشخص المصاب بالعين بآلام غير مبررة في أجزاء مختلفة من الجسم أو بحرقة.
- التغيرات في الحياة الاجتماعية أو المهنية: قد يصادف الشخص تحديات في علاقاته الاجتماعية أو في بيئة العمل، مما قد يُعزى إلى تأثير العين أو الحسد.