تعبير الحب يعد من الأمور الأساسية في العلاقة بين الشريكين، فكلٌ منا يحتاج إلى التعبير عن مشاعره وأحاسيسه، ولعل أفضل وسيلة لذلك هي إهداء بعض الأبيات الشعرية التي تعكس عمق الحب والشغف.
يعكس الشعور بالحب مجموعة من المعاني الجميلة، بما في ذلك الأمان والثقة، والأمل، والإعجاب، والتضحية، واللهفة، والصدق، وغيرها من المشاعر الإيجابية.
قصائد عن الحب
تستند مشاعر الحب إلى القلب الذي يؤثر في أفكار وعواطف الفرد، مما يدفعه للانجذاب نحو شخص آخر والتقرب منه. ومن بين الأبيات الشعرية الجملية التي تتحدث عن الحب، نذكر:
علّلُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ
ولكنَّ حالي عن هَوايَ يُترجمُ
وكنتُ خَليّاً لستُ أَعرفُ ما الهوى
فأصبحتُ حَيّاً والفؤادُ متيّمُ.
ومن الأجمل ما قيل في الحب:
إنّي رحلتُ إلى عينيكِ أطلبها
إمّا المماتُ وإمّا العودُ منتصراً
كلُّ القصائدِ من عينيكِ أقبسها
ما كنتُ دونهما في الشعرِ مقتدراً
صارت عيونُكِ ألحاناً لأغنيتي
والقلبُ صار لألحانِ الهوى وتراً.
بغربةِ الساعة أحببتك
وبدمعةِ الغيمةِ أحببتك
بهزّةِ رموشكِ أحببتك
بكلّ حواسِّ الحبِّ أحببتك.
دمعة تسيل وشمعة تنطفي
والعمر بدونك يختفي
ومن دونكِ حتماً قلبي ينتهي.
حبيبي أقدّم عمري لكَ هديّة
وأعتذر عن رخصِ الهدي
قدرك سما فوق السما
ونجومها لك هديّة.
يا حظّ المكان بيك
يا حظّ من هم حواليك
يا حظّ ناس تشوفك
وأنا مشتاق إليك.
أي سرّ يعتري شوقي إليك
إنّ شوقي حائر في مقلتيك
كلّنا أسرى صبابات الهوى
فادنُ منّي .. إنّني ملك يديك.
إن كان ذنبي أنّ حبّك شاغلي عمّن سواك
فلست عنه بتائب.
حب وأشعار
أُحبّكَ مهما طالَ انتظاري
لأنّكَ لستَ قدري ولكن اختياري.
وما كنت ممّن يدخل العشق قلبه
و لكن من يبصر جفونك يعشق.
قصائد عن الحب بالفصحى
تعتبر اللغة العربية الفصحى لغة القرآن الكريم، وقد استطاع العديد من الشعراء العرب استخدام هذه اللغة بشكل متميز لتقديم أعمال أدبية تعبر عن الحب. ومن تلك الأبيات:
د كُنتُ أَرجُـو وَصلَكُم * فَظَلَلتُ مُنقَطِعَ الـرَّجاءِ
أَنتِ الَّتِي وَكَّلتِ عَيـنِي * بالسُّهادِ وَبِالبُكاءِ
إِنَّ الهَوَى لَو كَانَ يَنفُذُ * فِيهِ حُكمِي أَو قَضائِي
لَطَلَبتُهُ وَجَمَعتُهُ * مِن كُلِّ أَرض أَو سَماءِ
فَقَـسَمتُهُ بَينِي وَبَينَ * حَبيبِ نَفسِي بِالسَّواءِ
فَنَعيشَ مَا عِشنا عَلَى * مَحضِ المَوَدَةِ وَالصَّفاءِ
حَتَّى إِذَا مُتنَا جَميعا * والأُمورُ إلى فَناءِ
مَاتَ الهَوَى مِن بَعدِنا * أَو عَاشَ فِي أَهل الوَفاءِ
قصائد عن الحب من الجاهلية
كتب الشاعر عنترة بن شداد قصيدة بعنوان “مهفهفة والسحر”، والتي كانت تعبر عن حبه لمحبوبته ليلى، ومن تلك الأبيات:
إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي * طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ
وَذَكَّرَنِي قَوماً حَفِظـتُ عُهودَهُـم * فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي
وَلَولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ * لمَا اختَرتُ قُربَ الدار يَوماً عَلى البعد
مُهَفهَفَةٌ وَ السحر مِـن لَحَظاتِهـا * إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ
أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِنـدَ غُروبِهـا * تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ ألا اسفِـري * فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعـدِ
فَوَلَّت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا * وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ
وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا * كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ
تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن * عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِي الغِمـدِ
مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا * مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ القَـدِّ
يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحـتَ لِثامِهـا * فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ النَـدِّ
وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا * فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ
وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّمَـت * مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ
شَكا نَحرُهـا مِن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً * فَواحَرَبـا مِن ذَلِكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ
فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يا ابنَـةَ مـالِكٍ * بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَّـدِّ
قصائد عن الحب للمتنبي
يُعتبر الشاعر أبو الطيب المتنبي من أبرز شعراء العرب في التاريخ، وقد بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة، وترك مجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية التي تعبر عن الحب، منها القصيدة التالية:
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمقُ
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
قصائد عن الحب والغزل
كتب الشاعر جميل بن معمر المعروف بجميل بثينة العديد من القصائد الرائعة عن الحب خلال العصر الأموي، وكان يتمتع بلغة فصيحة وبلاغة متميزة. ومن أبرز شعره:
أَرَى كُلّ مَعشُوقَينِ ، غَيرِي وَغيرَهَا * يَلَـذّانِ فِـي الدنيا ويَغْتَبِطَـانِ
وَأَمشِي ، وَتَمشِي فِي البِلاَدِ ، كَأنّنَـا * أَسِيـرَان ، للأَعـدَاءِ ، مُـرتَهَنَـانِ
أُصَلِّي فَأَبكِي فِي الصَّـلاةِ لذِكرِهَـا * لِيَ الوَّيـلُ مِمَّـا يَكتُـبُ المَلَكَـانِ
ضَمِنْتُ لَهَـا أَنْ لاَ أَهِيـمَ بِغَيرِهَـا * وَقَدْ وَثِقَـتْ مِنِّـي بِغَيـرِ ضَمَـانِ
أَلاَ ، يَا عِبادَ الله ، قُومُـوا لِتَسمَعُـوا * خُصومـةَ مَعشُوقَيـنِ يَختَصِـمَانِ
وَفِي كُلّ عَـامٍ يَستَجِـدّانِ ، مَـرّةً * عِتَاباً وَهَجـراً ، ثُمَّ يَصطلِحَـانِ
يَعِيشانِ فِي الدنيا غَرِيبَيـنِ ، أَينَـمَا * أَقَامَـا ، وَفِـي الأَعـوَامِ يَلتَقِيَـانِ
وَمَا صَادِيَاتٌ حُمْنَ ، يَومـاً وَلَيلَـةً * عَلَى المَاءِ ، يُغشَيْنَ العِصيَّ، حَوَانِـي
لواغِبُ ، لاَ يَصْدُرْنَ عَنـهُ لِوَجْهـة * وَلاَ هنّ مِنْ بَـردِ الحِيَـاضِ دَوَانِـي
يَرَينَ حَبابَ المَاءِ ، وَالمَـوتُ دُونَـهُ * فَهُـنَّ لأَصـوَاتِ السُّقَـاةِ رَوَانِـي
بِأَكثَـرَ مِنّـي غُـلّـةً وَصَبَـابَـةً * إِلَيـكِ ، ولكن العَـدوّ عَدَانِـي