أمثلة توضيحية على استخدام التشبيه في الشعر العربي

أشكال التشبيه بحسب الأداة ووجه الشبه

يُعرَّف التشبيه على أنه أسلوب يُستخدم لتوضيح وجود تشابه في خصيصة أو أكثر بين شيئين أو مجموعة من الأشياء، مما يساعد على تقريب الفهم بين المشبه والمشبه به، وذلك باستخدام أداة محددة. يشتمل التشبيه على عناصر أساسية تتضمن: طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به)، ووجه الشبه الذي يرمز إلى الصفة المشتركة، وأداة التشبيه. قام البلاغيون بتصنيف التشبيه إلى أربعة أنواع استنادًا إلى وجود الأداة ووجه الشبه، وهي كالتالي:

التشبيه المرسل المفصل

هذا النوع من التشبيه يتضمن ذكر أداة التشبيه ووجه الشبه، ومن أمثلته في الشعر ما يلي:

• مثل البحتري:

قصور كالكواكبِ لامعاتٌ

:::يكدْنَ يُضِئْنَ للسَّاري الظلاما

• يقول شاعر:

كم وجوه مثل النهار ضياءً

:::لنفوسٍ كالليلِ في الإظلامِ

• مثل البحتري:

كالسيف في إخْذامِهِ والغَيْثِ في

:::إرْهامِهِ والليْثِ في إقدامه

• يقول شاعر:

سِرنا في ليل بهيم

:::كأنَّهُ البحرُ ظلامًا وإرهابا

التشبيه المرسل المجمل

هذا النوع من التشبيه يتضمن ذكر أداة التشبيه ويُحذف فيه وجه الشبه، ومن أمثلته في الشعر:

• يقول شاعر:

كأن الشمس المنيرة دينا

:::ر جلته حدائد الضرّاب

• مثل ابن الرومي:

فكأنَّ لذَّة صوتهِ ودبيبها

:::سِنَةٌ تَمشَّى في مَفَاصِلِ نُعَّسِ

• مثل المتنبي:

إنَّ السُّيُوفَ مع الَّذين قُلُوبُهُمْ

:::كقُلُوبِهنَّ إذا الْتقَى الجمعان

تلقى الحُسامَ على جراءةِ حَدِّهِ

:::مِثْلَ الجَبانِ بِكَفِّ كُلِّ جبانِ

• يقول شاعر:

إذا ما الرّعد زَمْجر خِلْتَ أُسْدًا

:::غِضابًا في السَّحاب لها زَئيرُ

التشبيه المؤكد المفصل

هذا النوع يُحذف منه أداة التشبيه ويُذكر فيه وجه الشبه، ومن أمثلته:

• يقول شاعر:

أنت نجم في رفعة وضياء

:::تجتليك العيون شرقًا وغربًا

• مثال من البحتري:

بنت بالفضلِ والعُلُوِّ فأصبحت

:::سماءً وأصبح الناسُ أرْضا

التشبيه المؤكد المجمل

هذا النوع يُحذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، ويُعرف بالتشبيه البليغ، ومن أمثلته:

• مثل المتنبي:

فَعَلَتْ بنا فِعْل السَّماء بِأرْضِهِ

:::خِلعُ الأمير وحقَّهُ لم نَقْضِهِ

• مثل المتنبي:

ولا كُتُبَ إلا المشرفيَّةُ عِندهُ

:::ولا رُسُلٌ إلا الخميسُ العَرموم

• مثل المتنبي:

إذا الدولةُ اسْتكفتْ به في مُلِمَّةٍ

:::كفاها فكان السَّيفَ والكفَّ والقلبا

• مثل المتنبي:

إنَّ هذا الشِّعرَ في الشِّعر ملَكْ

:::سارَ فهو الشَّمسُ والدُّنيا فَلَك

• مثل المتنبي:

وأمضى سِلاح قلَّدَ المرءُ نفسَهُ

:::رجاءُ أبِي المِسْكِ الكريم وقَصْدُهُ

• مثل السري الوفاء:

بِرَكٌ تَحَلَّتْ بالكواكب أرْضُها

:::فارتدَّ وجهُ الأرضِ وهو سماءُ

• مثل البحتري:

ولو لم يستهلَّ لها غَمامٌ

:::برَيِّقهِ لكنتَ لها غَماما

• قول سبط ابن التعاويذي:

ركبوا الدَّياجي والسُّروجُ أهِلَّةٌ

:::وهمُ بُدور والأسِنَّةُ أنجمُ

• قول شاعر:

سُلَّ سيف الفجر مِن غِمدِ الدُّجى

:::وتعرَّى اللَّيل مِن ثوب الغَلَسْ

• مثل المتنبي:

أين أزمَعْتَ أيُّهذا الهُمامُ

:::نحن نَبْتُ الرُّبا وأنتَ الغمام

• قول شاعر:

النَّشرُ مِسْكٌ والوجوه دَنا

:::نِيرٌ وأطرافُ الأكفِّ عَنَم

أمثلة على التشبيه الضمني

من الأمثلة على التشبيه الضمني في الشعر العربي:

• مثل ابن الرومي:

قد يشيب الفتى وليس عجيبًا

أن يُرى النَّورُ في القضيبِ الرَّطيبِ

• قول المتنبي:

من يهنْ يَسهُل الهَوانُ عَلَيهِ

ما لجرح بميِّتٍ إيلام

• مثل المتنبي:

وأصبح شعري منهما في مكانه

وفي عُنقِ الحسناء يستحسنُ العِقْد

• مثل المتنبي:

كرمٌ تبيَّن في كلامك ماثلًا

ويبينُ عِتقُ الخيل من أصواتها

• مثل البحتري:

ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم

وللسيف حدٌّ حين يسطو ورونق

• مثل المتنبي:

ومن الخير بطء سَيْبِكَ عنِّي

أسرع السُّحب في المسير الجَهام

• مثل المتنبي:

وما أنا منهم بالعيش فيهم

ولكن معدن الذهب الرغام

• قول أبي تمام:

ليس الحجاب بمقص عنك لي أملًا

إن السماء ترجى حين تحتجب

• قول أبي تمام:

لا تُنكري عَطَلَ الكَريم مِن الغِنى

فالسَّيلُ حَرْبٌ للمكانِ العالي

أمثلة على تشبيه التمثيل

وفيما يلي أمثلة على تشبيه التمثيل في الشعر العربي:

• مثل ابن المعتز:

قد انقضت دَولة الصيام

وقد بشَّرَ سُقْمُ الهِلال بالعيدِ

يتلو الثريَّا كفاغرٍ شَرِهٍ

يفتحُ فاه لأكل عنقودِ

• قول الشاعر:

وتراه في ظُلَم الوغى فتخالُهُ

قمرًا يكُرُّ على الرجال بكوكب

• مثل ابن المعتز:

كأن سماءنا لما تجلَّت

:::خلال نجومها عند الصباح

رياض بِنَفسجٍ خضل نداه

تفتَّحَ بينهُ نور الأقاحي

• قول المتنبي:

يطأ الثرى مترفِّقًا من تِيههِ

فكأنه آسٍ يَجُسُّ عليلا

• قول المتنبي:

كأنها في نهارها قمرٌ

حفَّ به من جنانها ظُلَمُ

• قول التهامي:

كأن الدموع على خدِّها

بقيَّة ظلٍّ على جُلَّنار

أمثلة على التشبيه المقلوب

وفيما يلي أمثلة على التشبيه المقلوب في الشعر العربي:

• مثل ابن المعتز:

والصبح في طُرَّة ليل مُسفر

:::كأنه غُرَّة مُهر أشقر

• قول البحتري:

في حمرة الورد شيء من تَلهُّبها

:::وللقضيب نصيب من تثنِّيها

• مثل البحتري:

كأنها حين لجت في تدفقها

:::يد الخليفة لمَّا سال واديها

• قول ابن وهيب الحميري:

وبدا الصباح كأن غُرَّته

:::وجه الخليفة حين يمتدحُ

• قول حافظ إبراهيم:

أحِنُّ لهم ودونهم فلاةٌ

:::كأن فسيحها صدر الحليم