أسرار عن حياة الفنانة نجاة الصغيرة الراحلة

تُعتبر نجاة الصغيرة واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية، حيث تتمتع بصوت قوي ومهارة فنية جعلتها تُشكل علامة فارقة في مجالي الفن والغناء. لقد أسهمت موهبتها الجبارة في بناء أسطورة فنية استمرت لعقود.

نجاة هي شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني، ما أضفى على عائلتها طابعاً مميزاً من حيث العديد من المواهب والأصوات الفريدة. بدأت نجاة مسيرتها الفنية في سن مبكرة، وكانت بداية أعمالها عندما كانت تبلغ من العمر ثماني سنوات. وقد قام كثير من الكتّاب والمفكرين المصريين بالإشادة بها كواحدة من الموهوبات النادرات في الساحة الفنية المصرية.

نبذة عن نجاة الصغيرة

نجاة محمد محمود حسني البابا، وُلدت في محافظة القاهرة في الثامن من أغسطس عام 1938. كان والدها خطاطاً عربياً مشهوراً من دمشق، هاجر إلى مصر في شبابه وتزوج من والدة نجاة.

أنجبت العائلة أربعة أبناء وأربع بنات، ومن بينهم الفناة سعاد حسني، والتي ارتبطت بحياة فنية تتسم بالتميز. تزوجت والدتها لاحقاً، وأنجبت منه ثلاثة أبناء وثلاث بنات. في سن التاسعة، بدأ شقيقها الأكبر عز الدين بتعليمها حفظ أغاني كوكب الشرق، أم كلثوم، مما أسهم في بداية مشوارها الفني.

بدايات نجاة في عالم الفن

دخلت نجاة الصغيرة عالم الفن منذ سن الخمس سنوات، حيث كانت تغني في المناسبات العائلية. وقدمت فيلمها الأول “هدية” عام 1947، بينما كانت لا تزال في سن الثامنة.

عرف منزل نجاة بأنه “بيت الفنانين”، إذ كان شقيقها عز الدين ملحناً، وهو من علمها أساسيات الموسيقى والغناء. كما أن شقيقها سامي كان عازف تشيلو ومصمماً للمجوهرات. وكانت أختها سعاد حسني قد توفيت في عام 2001 ضمن ظروف غامضة بإنجلترا.

كانت بداية نجاة الفنية الحقيقية مع أغنية “اوصفولي الحب” التي كتبها الشاعر مأمون الشناوي، ولحنها محمود الشريف، مما فتح الأبواب أمام تعاملها مع عمالقة الفن مثل محمد التابعي وكامل الشناوي.

عُرفت نجاة بجدّيتها ودقتها في العمل، وهو ما أسهم في نجاحها الباهر. تعاونت أيضاً مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في أغنية “كل دا كان ليه”، وانطلقت في العمل مع ملحنين مرموقين مثل سيد مكاوي وبليغ حمدي وكمال الطويل.

حياتها الزوجية

تزوجت نجاة الصغيرة مرتين، حيث كان زواجها الأول في عام 1955 عندما كانت في السابعة عشر من عمرها، من كمال منسي، صديق شقيقها، وأنجبت منه ابنها وليد. ولكنها انفصلت عنه بعد خمس سنوات.

تزوجت مرة أخرى في عام 1967 من المخرج حسام الدين مصطفى، ولكن هذا الزواج انتهى أيضاً بالفراق. ومنذ ذلك الحين، كرّست حياتها للعمل وتربية ابنها الوحيد.

مسيرتها الغنائية

بدأت نجاة الصغيرة مسيرتها بالغناء بتقليد مطربات مرموقات مثل أم كلثوم. وقد سمت من مسيرتها الغنائية منذ أوائل الخمسينيات، حيث قدمت العديد من الأغاني التي استمرت لمعدلات زمنية تتراوح بين السبع والثمان دقائق، لتتطور لاحقاً إلى أغاني طويلة تتراوح بين 20 و40 دقيقة.

تمكنت نجاة بفضل كلمات الشاعر نزار قباني وألحان عبد الوهاب من الوصول إلى جماهيرية مرموقة، مما جعلها تقارب شهرة كوكب الشرق أم كلثوم. على مدار مسيرتها، قدمت حوالي 300 أغنية، منها خاصة بها وأخرى لمغنين آخرين.

مسيرتها السينمائية

شاركت نجاة الصغيرة في 13 فيلماً على مدار 30 عاماً في السينما المصرية، واعتزلت التمثيل في عام 1976. تضم أفلامها مجموعة من الأغاني الخاصة بها، ومن أبرز أدوارها “هدية” عام 1947، و”بنت البلد” عام 1954، و”غريبة” عام 1958.

رغم اعتزالها السينما، استمرت في تقديم الأغاني والحفلات حتى بعد تركها التمثيل.

التعاون مع الملحنين

تعاونت نجاة الصغيرة مع ملحنين مميزين في القرن العشرين مثل كمال الطويل ومحمد عبد الوهاب، حيث حصلت على أفضل ألحان لأعمالها، ومنها أغنية “لا تكذبي”. كما لحن لها بليغ حمدي أغنية “أنا في انتظارك”.

فترة ظهورها

شهدت فترة ظهور نجاة الصغيرة ظهور العديد من الفنانات الأخريات، مثل شادية ووردة الجزائرية وصباح وفايزة أحمد. كانت المنافسة قوية في تلك الأعوام، حيث قدمت شادية وحدها حوالي 114 فيلماً وكم هائل من الأغاني.

الجوائز والتكريمات

حصلت نجاة على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرتها. فقد كُرمت في الستينات من قبل رئيس جمهورية مصر السابق جمال عبد الناصر وحصلت على أوسمة من الرئيسين التونسيين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. كما تقدم ملك الأردن، الملك حسين، بإعطائها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى عام 1985.

حصلت أيضاً على جائزة الشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية ومكافأة مالية ضخمة.

نجاة الصغيرة في الألفية الجديدة

لم تظهر نجاة الصغيرة في الإعلام منذ عام 2006، حيث كانت قد اختفت عن الأنظار. وفي عام 2010، أفاد أحد المراسلين أنها تعيش في القاهرة وتذهب أحياناً إلى لندن لتلقي العلاج.

ظهرت في عام 2014 من خلال مكالمة هاتفية على قناة سي بي سي المصرية من ألمانيا، حيث كانت تتلقى العلاج. وفي 2015، رفضت المشاركة في برنامج يتناول قصة حياة أختها سعاد حسني.

انتشرت بعض التقارير حول تلقيها العلاج الطبيعي وقلق حول صحتها. وفي عام 2017، أصدرت أغنية “كل الكلام” التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي بألحان طلال.

تم تنفيذ الفيديو كليب لها بمشاركة كليب قديم من إخراج هاني لاشين.

Scroll to Top