ما هي القراءات في صلاة التراويح وكيف تُؤدى؟ يطرح هذا السؤال دومًا مع اقتراب شهر رمضان، ويظهر بعده العديد من الأسئلة التي تشمل: كم عدد ركعات صلاة التراويح، وما هو الدعاء المستحب فيها، إضافة إلى استفسار النساء عن كيفية أداء صلاة التراويح في المسجد، وما إذا كان يمكنهن أداؤها في المنزل. سنعمل على تقديم إجابات شاملة حول هذه الأسئلة المتعلقة بصلاة التراويح عبر موقعنا.
القراءات في صلاة التراويح وكيفية أدائها
تُمثّل روحانية الشهر الكريم في صلاة التراويح، وهي صلاة سنّها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه توقّف عن أدائها خشية أن يظن المسلمون بأنها فرض، حتى قام بإعادتها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جمعهم على أدائها خلال فترة خلافته. وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم فضلها، حيث قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”. لذا، ماذا يُقرأ في صلاة التراويح؟
لم يحدد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مقدارًا معينًا من الآيات للقراءة في الصلاة، بل يمكن للمصلّي أن يختار ما يشاء من الآيات. كان الرسول الكريم يُشجع التنوع بين القراءات القصيرة والمتوسطة والطويلة لتناسب جميع المصلّين، حيث قال: “من صلّى في ليلةٍ بمئة آيةٍ لم يُكتب من الغافلين، ومن صلّى بمئتي آيةٍ فإنه يُكتب من القانتين المخلصين”.
أما بالنسبة للمذاهب الإسلامية الأربعة، فلم تُحدد قدرًا معينًا للقراءة في صلاة التراويح، إلا أنهم أشاروا إلى استحباب ختم القرآن الكريم. ونوضح هنا آراء الأئمة الأربعة في هذا الشأن:
- الحنفية: يعتبر الحنفية أنه يُستحب للخطيب ختم القرآن مرة واحدة خلال صلاة التراويح، ولكن إذا كان ذلك مُرهقًا للمصلين، فإن من الأفضل التخفيف. ومع ذلك، يُفضل عدم قراءة أقل من ثلاث آيات أو آية طويلة بعد الفاتحة فقط.
- الشافعية: يرى الشافعية أن ختم القرآن في التراويح هو أفضل من تكرار سور محددة، ويفضل أن يكون الختم مُنظمًا حسب ترتيب المصحف بقراءة جزء كل يوم.
- الحنابلة: لم يشترط الحنابلة مقدارًا محددًا لكل صلاة، لكن يُفضل قراءة سورة البقرة في الليلة الأولى، والختم خلال الشهر.
- المالكية: يتفق المالكية مع المذاهب الأخرى في عدم تحديد مقدار القراءة وتفضيل ختم القرآن في منتصف الشهر.
كيفية أداء صلاة التراويح
يختلف العلماء حول عدد ركعات صلاة التراويح، حيث يرى البعض أنها إحدى عشرة ركعة مع إمكانية الزيادة، تماشيًا مع فعل النبي صلى الله عليه وسلم، بينما يعتقد الشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وسفيان الثوري أنها عشرون ركعة، استنادًا على أفعال سيدنا عمر وعلي رضي الله عنهما، في حين يرى الإمام مالك أنها ست وثلاثون ركعة.
لأداء صلاة التراويح، نستلهم من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه ابن عمر رضي الله عنه حيث قال: “صلاة الليل مثنى مثنى”، لذا تؤدى ركعتين ركعتين على التوالي.
بالنسبة لتوقيت صلاة التراويح، تبدأ بعد صلاة سنة العشاء، وتُؤدى قبل صلاة الوتر، وتمتد حتى أذان الفجر الثاني.
كيفية صلاة التراويح في المنزل
لم يُشقق الإسلام على المرضى، ولم يُحرم النساء من أداء الصلاة، فما زال بإمكانهن أداء صلاة التراويح في المنزل كغيرها من الصلوات. يمكن أداؤها إما بشكل فردي أو جماعي، ويتبع المصلّي الخطوات التالية:
- يتوجّه المصلّي نحو القِبلة.
- يتلو المصلّي دعاء الاستفتاح بصوت خافت قبل بدء صلاة التراويح.
- يؤدي المصلّي صلاة التراويح بركعتين ثم يُسلِّم، ويستمر في أداء ركعتين إضافيتين حتى يُكمل ثمان أو عشرة أو عشرين ركعة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن صلاة التراويح مُنفصلة عن صلاة الوتر.
دعاء صلاة التراويح
من الأدعية المستحبة خلال صلاة التراويح، وفقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الدعاء التالي الذي رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي:
“اللَّهُمَّ اهدني فيمن هديتَ، وعافني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن تولَّيتَ، وبارِك لي فيما أعطيتَ، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنَّكَ تقضي ولا يُقضَى عليكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، تباركتَ ربَّنا وتعاليتَ” [مجمع الزوائد].
في ختام الأمر، قدمنا غالبية الأسئلة المتعلقة بصلاة التراويح بدقة، سواء كانت تتعلق بمواضيع القراءة، كيفية الأداء، أو عدد الركعات، حتى لا يفوت المصلين فضل هذه الصلاة العظيمة التي سنّها نبينا الكريم وأكد على عظمتها وأهميتها.