أمثلة على التفخيم والترقيق في سورة الأحزاب مع توضيحات مفصلة

أمثلة على التفخيم والترقيق في سورة الأحزاب

تُعتبر معرفة التفخيم والترقيق من العناصر الأساسية لتحسين تلاوة القرآن الكريم، حيث تضفي طابعاً جمالياً خاصاً على الآيات. فمن خلال نطق الحروف بشكل صحيح—حيث يُنطَق الحرف المُفخّم مُفخّمًا والحرف المُرقّق مرَقّقًا—يكتسب الصوت تأثيرًا معبرًا وملهمًا للسامع. في هذا السياق، سنتناول تعريف التفخيم والترقيق، بالإضافة إلى مراتب الحروف وطرق تطبيقها على النصوص القرآنية. إليكم بعض الأمثلة من سورة الأحزاب:

أمثلة على الحروف المُفخّمة دائمًا

تظهر في سورة الأحزاب العديد من الأمثلة على الحروف المُفخمة، حيث يُمكن تصنيفها وفقًا لمراتبها، ومنها:

  • قال -تعالى-: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ)، حيث يظهر التفخيم في كلمة تُظَاهرون بشكل واضح، لأن حرف الظاء مفتوح ويتبعه ألف.
  • قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ)، وكلمة ميثاقَهم تُظهر التفخيم في المرتبة الثانية، حيث يأتي حرف القاف مفتوحًا بدون ألف بعده.
  • قال -تعالى-: (وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا)، في كلمة تَظُنّون والظُّنُونا يُظهر التفخيم في المرتبة الثالثة، حيث يأتي حرف الظاء مضمومًا.
  • قال -تعالى-: (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا)، في كلمة أَقطَارها يتواجد التفخيم في المرتبة الرابعة، لأن حرف القاف ساكن.
  • قال -تعالى-: (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم)، في كلمة يَعْصِمكم يظهر التفخيم في المرتبة الخامسة حيث يأتي حرف الصاد مكسورًا.

أمثلة على الحروف المرقّقة دائمًا

يتواجد أيضًا في سورة الأحزاب بعض الآيات التي تحتوي على حروف مرققة، ومن الأمثلة على ذلك:

  • قال -تعالى-: (يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا).
  • قال -تعالى-: (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا).
  • قال -تعالى-: (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
  • قال -تعالى-: (إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).
  • قال -تعالى-: (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا).
  • قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).

أمثلة على الحروف المفخمة تارة ومرققة أخرى

هناك ثلاثة أحرف تعتبر مُفخّمة في بعض الحالات ومرقّقة في أخرى، وهي: اللام في لفظ الجلالة، والراء، والألف. ومن الأمثلة في سورة الأحزاب:

  • قال -تعالى-: (الذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)، في كلمة الذّاكرِين تكون الراء مُرقّقة لأنها مكسورة، بينما في كلمة الذّاكرَات تظهر مُفخّمة لأنها مفتوحة.
  • قال -تعالى-: (أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)، في كلمة الخِيرَةُ، حيث الراء مُفخّمة؛ لأنها مفتوحة، بينما في كلمة أمرِهم تكون مُرقّقة؛ لأنها مكسورة.
  • قال -تعالى-: (وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ)، في لفظ الجلالة “الله” تكون اللام مُرقّقة لأنها سُبقت بكسر.
  • قال -تعالى-: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ)، هنا سُبقت لفظ الجلالة “الله” بفتح مما يجعل حرف اللام مُفخم.
  • قال -تعالى-: (وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)، اللام هنا في لفظ الجلالة “الله” مُفخّم؛ لأنها سُبقت بفتح.
  • قال -تعالى-: (فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا)، الألف في كلمتي سراحًا وجميلًا تكون مُرقّقة؛ لأنها سُبقت بحرفين مستفلين.
  • قال -تعالى-: (وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَلِيمًا)، الألف في “كان” و”عليمًا” و”حليمًا” تكون مُرقّقة؛ لأنها سُبقت بحروف مستفلّة.
  • قال -تعالى-: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)، الألف في كلمة خَالدين تُعتبر مُفخّمة؛ لأنها سُبقت بحرف استعلاء.

تعريف التفخيم والترقيق

التفخيم

يُعتبر التفخيم مرتبطًا بشكل وثيق بمخارج الحروف والصفات المُرافقة لها. وقد قام العلماء بدراسة الحروف وتصنيفاتها، فإذا خرج الحرف من مخرجه مع وجود صفات قوية تُحكم عليه بالتفخيم الذي يُعرّف كالتالي:

  • لغةً: التسمين والتغليظ.
  • اصطلاحًا: نطق الحرف بشكل غليظ بحيث يمتلئ الفم بصداه.
  • الحروف الدالة على التفخيم هي تلك التي تُعرَف بصفة الاستعلاء المُلازمة لها دائماً، وقد جُمعت هذه الحروف في الجملة “خُصّ ضغطٍ قِظ”، وأقواها تشمل الطاء، والضاد، والصاد، والظاء، نظرًا لاحتوائها على صفة الإطباق. كما توجد حروف تُفخّم في بعض الحالات، مثل: “اللام في لفظ الجلالة، الراء، الألف المدية”.

الحروف المُفخّمة دائماً تشمل حروف الاستعلاء: “خُصّ ضغطٍ قِظ”، ولا تُستثنى أي منها سواء كانت متحركة أو ساكنة. ومع ذلك، تظل درجات التفخيم متفاوتة، حيث تأتي أعلى درجاته مع الحرف المفتوح يتبعه ألف، ثم المفتوح غير الموجود بعده ألف، يلي ذلك المضموم، ثم الساكن، وأخيرًا المكسور.

الترقيق

الترقيق يمثل عكس التفخيم، ويعتمد على مخرج الحرف والصفات المرافقة له، حيث يُعرَف الترقيق كالتالي:

  • لغةً: التنحيف.
  • اصطلاحًا: نطق الحرف بصوت نحيف بحيث لا يمتلئ الفم بصداه.
  • الحروف المُرقّقة هي باقي حروف اللغة العربية التي تُلازم صفة الاستفال ما عدا حروف التفخيم، ولا يُسمح بالنطق بهذه الحروف مُفخّمة مهما كانت حركتها. أما الحروف التي تُرقّق في بعض الحالات، تشمل: “اللام في لفظ الجلالة، والراء، والألف المدية”.
Scroll to Top