الدولة العربية ذات أكبر ثروة اقتصادية

قطر: الدولة العربية الأغنى

تُعتبر دولة قطر أغنى دولة عربية وفقًا لتقارير صندوق النقد الدولي لعامي 2016 و2017، حيث يُقارن ذلك بمعدل القوة الشرائية للفرد في البلاد. في عام 2016، بلغت هذه القيمة نحو 129,726.787 دولار، بينما ارتفعت في عام 2017 إلى حوالي 131,062.810 دولار، مما يعكس نموًا ملحوظًا خلال السنة. فيما يلي معلومات تفصيلية عن دولة قطر.

الاقتصاد

يمر الاقتصاد القطري بمرحلة من النمو المستدام، حيث تلتزم الحكومة بتنفيذ سياسات اقتصادية متنوعة تهدف إلى تعزيز مصادر الدخل، وتطوير البنية التحتية الاقتصادية، واستغلال الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز. كما تعمل على دعم دور القطاع الخاص وتعزيز البيئة الاستثمارية.

تحتل قطر المرتبة الثالثة عالميًا من حيث احتياطاتها من الغاز الطبيعي بعد إيران وروسيا، حيث تقدر احتياطياتها بحوالي 872 تريليون قدم مكعب. وفقًا لمعدلات الإنتاج الحالية، يُتوقع أن تستمر هذه الاحتياطات لمدة تقارب 156 عامًا. منذ عام 1990، قامت قطر باستثمارات كبيرة في صناعة الغاز، مما جعلها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم في عام 2006. كما أطلقت الحكومة برنامجًا استثماريًا لتعزيز الاستثمارات العامة والتركيز على التنوع الاقتصادي، بما في ذلك عائدات الصادرات النفطية والصناعة التحويلية، مع تحسين الخدمات الحكومية المرتبطة بقطاعات السياحة والنقل.

الموقع والجغرافيا

تقع دولة قطر في شرق شبه الجزيرة العربية، وتحدها من الجنوب المملكة العربية السعودية، بينما تشترك في حدود بحرية مع الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين. تبلغ مساحة قطر حوالي 11,437 كم². تتنوع التضاريس بين السهول، مع وجود هضاب وتلال مرتفعة إلى نحو 60 متراً فوق مستوى سطح البحر. تُعرف التربة في قطر بقلة محتواها من المواد العضوية، وغالبًا ما تكون ذات طبيعة جيرية، مما يؤدي إلى تفاوت توزيعها وزيادة نسبة الملوحة في المناطق الزراعية والساحلية نتيجة ضعف الري.

المناخ

يتميز مناخ قطر بأنه حار ورطب، خاصة خلال أشهر يونيو حتى سبتمبر، حيث تصل درجات الحرارة خلال النهار إلى حوالي 50 درجة مئوية. أما فصلي الربيع والخريف، فيمتدان من أبريل إلى أكتوبر ونوفمبر، على التوالي، حيث تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالاً، بمعدل يُقدر بنحو 17 درجة مئوية. بينما يكون فصل الشتاء أكثر برودة مع هطول قليل من الأمطار.

السكان

بحسب إحصائيات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، وصل عدد سكان قطر في أبريل 2017 إلى 2,675,522 نسمة. يعكس المجتمع القطري تنوعًا عرقيًا كبيرًا، حيث تُشكل المجتمعات العربية حوالي 40%، والهند 18%، والباكستان 18%، بينما تُقدَّر النسبة المتبقية لبقية الجماعات العرقية بحوالي 14%. اللغة العربية هي اللغة الرسمية، بينما تُستخدم الإنجليزية على نطاق واسع، مع وجود استخدام محدود للغة الفارسية. الإسلام هو الدين الرسمي، كما يوجد تنوع ديني يشمل اليهودية والمسيحية والبهائية والهندوسية.

التاريخ

تشير الاكتشافات الأثرية والنقوش إلى أن قطر كانت مأهولة منذ نحو 4000 قبل الميلاد. وقد ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس في القرن الخامس قبل الميلاد أن أول سكان قطر كانوا من الكنعانيين، حيث ظهرت في عصرهم التجارة البحرية. لعبت قطر أيضًا دورًا حيويًا في التاريخ الإسلامي، حيث ساهم سكانها في تجهيز أول أسطول لنقل جيوش المسلمين عبر البحر أثناء الفتوحات الإسلامية.

خلال العصر العباسي في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، شهدت قطر ازدهارًا اقتصاديًا ملحوظًا. وفي القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، تم عقد تحالف بين الأتراك والقطريين لطرد البرتغاليين مما أدى إلى خضوع الجزيرة العربية للحكم العثماني، الذي استمر نحو أربعة قرون. كان هذا الحكم شكليًا إلى حد كبير، إذ كانت إدارة الأمور بيد حكام محليين.

في بداية القرن الثامن عشر الميلادي، تولت أسرة آل ثاني حكم الدولة القطرية، وقد حصلت الأسرة على اسمها نسبة إلى مؤسسها محمد بن ثاني. كانت قبيلة آل ثاني قد استقرت في واحة جبرين، في الجنوب من نجد، قبل أن تهاجر إلى قطر. وإبان حكم الشيخ محمد بن ثاني، انتقلت الأسرة إلى الدوحة. أدت الحرب العالمية الأولى عام 1914 إلى نهاية الحكم العثماني في البلاد العربية، مما دفع بريطانيا لتوقيع معاهدة مع قطر عام 1916 لإرساء الحماية البريطانية على البلاد، وفي عام 1971 نالت قطر استقلالها.

Scroll to Top