يشغل شهر رمضان الكريم مكانة خاصة في قلوب المسلمين وخصوصاً عند الرسول صلى الله عليه وسلم. لذا، كيف كانت أفعاله في اليوم الأخير من هذا الشهر المبارك؟ لقد كان النبي والصحابة رضوان الله عليهم يتشددون في العبادة والطاعة خلال هذا الشهر كأنه سباق للإنجازات الروحية. من خلال هذه المقالة، سنتناول كيفية وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان.
كيف كان النبي يودع رمضان
سنستعرض في السطور التالية ما كان يقوم به النبي في آخر يوم من رمضان، وخصوصاً اجتهاده في العشر الأواخر من الشهر الفضيل.
شملت ممارسة النبي عليه الصلاة والسلام الاعتكاف في المسجد. وكان الصحابة يشاركونه ذلك، إدراكاً منهم لعظم فضل هذه الليالي عند الله عز وجل.
الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان
بعد أن تطرقنا إلى أعمال النبي في آخر يوم من رمضان، يتضح أنه كان يجتهد بصورة خاصة في العشر الأواخر من الشهر.
من المهم التعرف على فضائل هذه الأيام لنتبع رسولنا الكريم. يمكننا الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان من خلال النقاط التالية:
1- كثرة الاجتهاد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفوق في الجهد خلال هذه الأيام، وقد ورد في الحديث الشريف: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ یَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ” [الراوي: عائشة أم المؤمنين] [المحدث: مسلم].
كما كان يقوم بإحياء الليل بجميع أنواع العبادات، من صلاة وذكر وقراءة القرآن. ودائماً ما كان النبي يوقظ أهله ليشاركوه في تلك الطاعات، بهدف نيل الخير الوفير الكامن في تلك الليالي.
2- الاعتكاف
الاعتكاف هو الالتزام بالعبادة والابتعاد عن مشاغل الدنيا. وقد جاء في الحديث الشريف: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ” [الراوي: عائشة أم المؤمنين] [المحدث: البخاري].
3- استثمار الوقت
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم التهاون في العبادة، وضرورة استغلال كل دقيقة من شهر رمضان المبارك وعدم التفريط في أي لحظة.
4- تحري ليلة القدر
من الجدير بالذكر حرص النبي على تحري ليلة القدر، والاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، إذ أن هذا التحري قد يتيح له إدراك هذه الليلة المباركة، خاصة وأن موعدها غير محدد.
فليلة القدر تحمل الكثير من الرحمة، وهي الليلة التي تحدد فيها مقادير الخلق للعام المقبل.
توديع الشهر الكريم
رمضان، شهر الرحمة، كيف لنا ألا نشعر بالحزن لفراقه؟ كيف لا تجري دموعنا على رحيله؟ وكم نشعر بالقلق حول قبول أعمالنا؟
يمضي رمضان، شاهداً لنا أو علينا، ومقيساً لأعمال العباد ومقارنةً للذين اجتهدوا والذين قصّروا.
ذهب رمضان، محملاً بأفراح الفائزين وثوابهم، بينما يشعر المقصرون بحسراتهم. يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمنا في رمضان؟ وما هي الدروس التي حصلنا عليها؟
إذا كنت من المحسنين، فاحمد الله على نعمه واستمر في عاداتك الإيجابية التي بدأت بها خلال الشهر المبارك، وعندما تتوجه لوداعه، تذكر أن الوقت يمضي بسرعة، ولعل استذكار سرعة رمضان يكون درسًا لمن يظن أنه يملك الوقت.
يجب أن نضع في بالنا أن خاتمة الأعمال هي الأهم؛ لذا ينبغي التركيز على أن تكون نهاية رمضان خاتمة تحمل الخير، والاستغفار هو واحد من أجمل العبادات التي يمكن أن نختم بها أعمالنا.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً” [سورة النصر] [الآية: 3:1].
وفي الختام، تحدثنا عن أفعال النبي في آخر يوم من رمضان، ولزم علينا اتباع سنة الرسول الكريم في جميع سلوكياته، لأن اتباعه هو طاعة لله عز وجل.