تكتسب الثقافة الشعبية، المعروفة أيضًا بالموروث الثقافي، أهمية كبيرة في حياة الأمم والشعوب المتنوعة. وتعكس هذه الثقافة عادات وأفكار وحكايات متوارثة تشكل الهوية الثقافية لدولة أو منطقة معينة.
دور الثقافة الشعبية
مع التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها عبر مختلف المنصات، أصبح من السهل توسيع رقعة الثقافة الشعبية. وتعتبر هذه الثقافة من الجوانب الهامة التي تعكس ملامح المجتمع وموروثاته، إذ تساهم في:
- تمكين الأفراد من الشعور بأصولهم وهويتهم الثقافية الفريدة، حيث تحمل كل دولة إرثًا وأفكارًا متوارثة عبر العصور.
- تحفيز الفنانين والأدباء والكتّاب على الإبداع، إذ تشكل مصدر إلهام لهم.
- تعزيز الإحساس بالانتماء إلى هوية جماعية، ما يرسخ لدى الأفراد روح الولاء لوطنهم ومجتمعهم.
- يمكن أن تؤثر الثقافة الشعبية على تصرفات الأفراد، وخاصة الأطفال، حيث يمكن أن تتجسد العادات والقيم الأخلاقية من خلال أفلام الرسوم المتحركة التي تعكس التراث المحلي.
الثقافة الشعبية وأثرها التجاري
قد يفاجأ البعض بأن الموروثات الشعبية تلعب دورًا مؤثرًا في مجال التجارة، حيث ساهمت الثقافة الشعبية في زيادة مبيعات بعض المنتجات، مثل:
- زيادة الطلب على المنتجات التي تعكس هوية مجتمع معين.
- عند زيارة السياح لدولة معينة، يميلون لشراء الهدايا التذكارية التي تعكس هوية البلد.
- تحول المطاعم والفنادق التي تسلط الضوء على التراث المحلي إلى وجهات رئيسية للاستمتاع.
- تعتبر الحكومة مشاريع الحرف اليدوية التي تعكس هوية الدولة من أولوياتها، حيث تشجع الأفراد على زيادة الإنتاج.
- ومن الجدير بالذكر أن المنتجات الحرفية التي تعبر عن التراث أصبحت تحمل أسعارًا مرتفعة وتحقق شعبية كبيرة بين السياح.
أنواع الثقافة الشعبية
من المهم التعرف على تنوع الثقافة الشعبية، والتي تشمل:
-
المنتجات الثقافية، مثل:
- الكتب الشعبية.
- الموسيقى الشعبية.
- الملابس التقليدية.
- الأفلام.
- البرامج التلفزيونية.
-
الفلكلور: وهو عبارة عن مجموعة من الفنون والأساطير القديمة المرتبطة بمجتمع معين. ويتضمن:
- التعبير عن التراث والمعتقدات المحلية.
- وجود أكثر من تراث شعبي داخل الدولة الواحدة.
- انتقال الفلكلور عبر الأجيال من خلال الروايات، مع بعض التغييرات التي تتناسب مع متطلبات العصر الحالي.
- الفلكلور هو نتاج جماعي يعود لمجموعات بشرية وليس لفرد واحد.
تعزيز ثقافة الأمة
في الآونة الأخيرة، ارتفعت أهمية الثقافة في الدول المختلفة، حيث تم تنفيذ برامج متعددة مثل الدراسات البحثية والمناسبات الثقافية، بهدف:
- استغلال القيم الإيجابية المستمدة من التراث في مختلف المجالات.
- يتسم التراث العربي بوفرة القيم والمبادئ التي تعكس هوية المجتمع العربي بشكل عام.
- تسهم الثقافة الشعبية والتراث الأصيل في مواجهة مخاطر العولمة، إذ تسعى الأمم التي تمتلك إرثًا ثقافيًا قويًا للاحتفاظ بهويتها وتجاوز التحديات المرتبطة بالعولمة.
مؤتمرات عربية وعالمية حول التراث الثقافي
أبدت الأوساط الثقافية الدولية اهتمامًا كبيرًا بمفهوم التنوع الثقافي، مما أدى إلى عقد العديد من المؤتمرات الرامية لمناقشة أهمية الثقافة الشعبية، ومنها:
- مؤتمر (إدارة الحوار عبر التنوع الثقافي في العالم) الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالتعاون مع الجمعية الدولية للعلاقات العامة، في فيينا، بمشاركة خبراء من دول عدة مثل:
- المملكة العربية السعودية.
- البحرين.
- مصر.
- عمان.
- المجر.
- أيرلندا.
- إيطاليا.
- إسبانيا.
- بولندا.
- بلجيكا.
- فرنسا.
- مؤتمر (التراث والتنوع الثقافي المعرضين للخطر في العراق وسوريا) الذي نظمته منظمة اليونسكو في باريس، حيث افتتحه السيد (بان كي مون) الأمين العام للأمم المتحدة، وتحدث فيه عن أهمية التراث في حياة الشعوب.
- شارك في المؤتمر عدة شخصيات بارزة، منها:
- ستيفان دي ميستورا: المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
- نيكولاي ملادينوف: الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق.
- إيميلي رافيرتي: رئيسة متحف متروبوليتان.
- مؤتمر الثقافات الشعبية الذي عقد في المملكة الأردنية في دورته السادسة عشرة في جامعة فيلادلفيا، حيث أكد على:
- أهمية التنوع الثقافي الفكري.
- الحاجة لإنشاء موقع إلكتروني يعرض أشكال الفنون والموروثات الشعبية لتعزيز الثقافة الشعبية.
- ضرورة توثيق وجمع المصطلحات الثقافية في معجم علمي ليكون فهرسًا موثقًا للحفاظ على التراث الشعبي.
- مؤتمر (المأثورات الشعبية والتنوع الثقافي) الذي أقيم في القاهرة، بمشاركة دول عدة، منها: (قطر، البحرين، لبنان، الأردن، الإمارات، تونس، السودان، السعودية، موريتانيا، سوريا، المغرب).