معلومات حول صناعة الورق وأهدافها

لا يدرك العديد من الأفراد المعلومات الأساسية عن صناعة الورق، وتاريخه على الرغم من دوره المحوري في العديد من المجالات اليومية، ليس فقط في نقل المعرفة وتدوينها. لذلك يسلط هذا المقال الضوء على تاريخ وصناعة الورق، واستخداماته، بالإضافة إلى أنواع الورق المختلفة وأهمية إعادة تدويره.

تعريف الورق وأهدافه واستخداماته

الورق هو مادة تُصنع على شكل صفحات رقيقة من ألياف السليولوز المأخوذة من النباتات. له استخدامات متعددة بما في ذلك: الكتابة، التسجيل، الطباعة، التغليف، والتعبئة. كما تُستخدم بعض أنواع الورق في تصفية الشوائب من المحاليل، وفي صناعات مختلفة مثل مواد البناء وطباعة العملات وأدوات النظافة.

التاريخ العريق لصناعة الورق

في العصور القديمة، كانت الأوراق تُصنع من القطن و ألياف الكتان. أما في الوقت الحاضر، فالأوراق أصبحت تعرّف على أنها شرائح رقيقة جداً مصنوعة من الألياف السليولوزية، حيث يفصل كل خيط من خيوط الألياف عن بعضها البعض. ولا تُعتبر أوراق البردي أو أوراق الأرز أو أي أوراق مصنوعة من الأعشاب والنباتات أوراقاً حقيقية.

تم اختراع الورق لأول مرة في الصين عام 105 ميلادي على يد العالم الصيني تساي لون. كانت الأوراق التي أنشأها متميزة برقتها وخفتها، إذ كانت مصنوعة من قوالب مسامية مكونة من ألياف نباتية. بينما كانت الورقة الأولى المصنوعة قبل القرن الثالث الميلادي مصنوعة من تفكيك أنسجة شجرية مثل القنب وعشب الصين والتوت.

مراحل إنتاج الورق

يتم إنتاج الورق من لب الخشب، والذي يتكون من ألياف السليولوز، إلى جانب إضافات متنوعة لضبط الخصائص الفيزيائية والجمالية للورق. يمكن إنتاج ورق عالي الجودة يدوياً باستخدام ألياف القطن أو الكتان أو القنب، وتُعتبر عملية اختيار الألياف ذات الجودة العالية من أهم خطوات الإنتاج.

وبالإمكان أيضاً إنتاج ورق ذو جودة جيدة وعتامة ومرونة عالية باستخدام ألياف الخيزران والقش وعشب الإسبارتو. وفي الوقت الراهن، حوالي 90% من الأوراق تُصنع من لب الأخشاب المنتجة من الأشجار الصنوبرية اللينة مثل شجرة الصنوبر وشجرة التنوب. تمر عملية التصنيع بشكل أساسي على مرحلتين:

1- معالجة المواد الخام

تتركز أول مراحل التصنيع على معالجة المواد الخام، والتي تشمل:

  • تحويل قطع الخشب الطويلة إلى لب خشبي.
  • غسل وتكرير وتبييض وضرب الألياف، ويجب استخدام الأكسجين في التبييض لضمان حماية البيئة.
  • تحسين جودة اللب باستخدام جهاز يعرف بالصفيحة المخروطية.

2- إدخال اللب إلى آلة صناعة الورق

تُستخدم آلات فوردينير في هذه المرحلة لإنتاج الورق، وتتم كما يلي:

  • إدخال اللب إلى الآلة للبدء بعملية التصنيع.
  • تقليل محتوى الرطوبة باستخدام آلة الشفط.
  • تجفيف الورق من خلال المجفف الأسطواني، مما يجعل الورق يمر عبر سلسلة من البراميل الفولاذية المقاومة للصدأ بدرجة حرارة تصل إلى 93 درجة مئوية، لضمان أن تحتوي الأوراق على حوالي 4% إلى 5% من الرطوبة فقط.

أنواع الورق

تتعدد أنواع الورق وفقاً لاستخداماتها، ومن بين الأنواع الرئيسية نجد:

  • ورق الطباعة: نوع خفيف يستخدم للطباعة بالأوفست والكتب.
  • ورق الجرائد: يتميز بقلة متانته ورقته، مما يجعله سريع الاهتراء.
  • ورق الكرتون: ينقسم إلى نوعين، الأول هو النوع المضلع المستخدم في إنتاج صناديق التعبئة، والثاني هو النوع الرمادي المستخدم في تجليد المطبوعات.
  • ورق التصوير: مخصص للاستخدام في الطابعات الليزرية وآلات التصوير.
  • ورق المجلات: يشبه ورق الجرائد ولكنه أكثر لمعاناً.
  • الورق المقوي: يُعالج بالأصباغ الكيميائية ويُغطى بطبقات شمعية، ويستخدم في تغليف المواد الغذائية.

أهمية إعادة تدوير الورق

تتضح فوائد إعادة تدوير الورق بما يلي:

  • توفير الطاقة.
  • التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة.
  • حماية الأشجار والتقليل من التلوث.
  • المحافظة على الموارد الطبيعية والمواد الخام نحو تحقيق الاستدامة.
  • خلق فرص عمل للشباب والمساهمة في تقليل البطالة.
  • تحرير مساحة في مكبات النفايات للموارد الأخرى غير القابلة لإعادة التدوير.
  • الحد من التلوث البحري عن طريق تقليل المخلفات الصناعية.

ويُلاحظ أن هناك حدوداً لإعادة تدوير الورق، حيث يتناقص جودته مع كل عملية إعادة تدوير، مما يؤدي إلى ضياع الألياف وقابليته للاستخدام. في ختام المقال، تم تقديم معلومات شاملة عن الورق وتاريخه ومراحله وصناعة إعادة تدويره، مع التأكيد على أهمية الكتابة والقراءة التي أصبحت متاحة للجميع بفعل ظهور هذه الصناعة.

Scroll to Top