رمضان هو الوقت الأمثل لأداء العمرة
يُعتبر شهر رمضان المبارك من أفضل الأوقات لأداء العمرة، استنادًا إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “عمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حجَّةً معي”. وقد أكد الفقهاء من مذهب الحنفية على استحباب أداء العمرة في هذا الشهر الكريم، وذلك عندما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- المرأة التي لم تستطع الحجّ معه: “فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي”.
يجدر بالذكر أن أجر أداء العمرة في شهر رمضان -كأجر الحج مع الرسول صلى الله عليه وسلم- ينال بمجرد تأدية العمرة في أحد أيام رمضان، سواء في بدايته أو نهايته. ومع ذلك، فإن أداء العمرة في العشر الأواخر من رمضان يعد الأفضل، حيث تُعتبر هذه الأيام هي الأكرم والأفضل في الشهر الكريم.
أوقات جواز أداء العمرة
يجوز للمسلم أداء العمرة في أي وقت من السنة، وفي أي شهر من شهور السنة، حيث لا يرتبط أداء العمرة بوقت محدد. يمكن للمسلم أن يؤديها متى شاء، ولا يُكره أداءها في أي وقت، سواء كان ذلك في أشهر الحج أو خارجها.
ومع ذلك، لا يمكن للمسلم أداء العمرة في حالة واحدة فقط، وهي إذا كان قد نوى الحج وبدأ في مناسكه، ففي هذه الحالة يجب عليه إكمال مناسك الحج أولًا، خصوصًا إذا اقترب من الانتهاء منها، ثم يمكنه أداء العمرة بعد ذلك. حيث إنه لا يجوز له الإحرام مرتين للحج والعمرة، وتبقى أوقات العمرة السنة في كل الأوقات، باستثناء الحاج الذي يتلبس بالحج.
حكم تكرار العمرة
تفاوتت آراء الفقهاء في حكم تكرار العمرة، وفيما يلي أهم الآراء:
- القول الأول:
هذا هو رأي جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وبعض المالكية، وهو ما يوافق عليه علي وابن عباس وابن عمر وعائشة وأنس -رضي الله عنهم- حيث قالوا إنه لا كراهة في تكرار العمرة خلال السنة. وقد استندوا في ذلك إلى فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي اعتمر أربع مرات، جميعها في شهر ذي القعدة باستثناء العمرة التي كانت خلال حجه.
كما استندوا إلى الأحاديث التي تتحدث عن فضل العمرة، حيث يرى الشافعية جواز تكرارها حتى في نفس اليوم، حيث قال الشافعي إن يُمكن للمسلم أداء العمرة مرتين أو ثلاث مرات في الشهر، بينما يرى ابن قدامة أن التكرار يعد أكثر استحبابًا خلال هذا الشهر.
- القول الثاني:
هذا الرأي هو ما يعتقده المالكية، حيث يرون أن تكرار العمرة في نفس العام مكروه، نظرًا لأنها عبادة تتطلب الطواف والسعي، وبالتالي يجب أن تؤدى مرة واحدة في السنة كما هو الحال في الحج. كما استدلوا بعدم تكرار النبي -عليه الصلاة والسلام- للعمرة في نفس السنة.
يستندون إلى أن مسألة التكرار تعتمد على السنة الهجرية، فلو اعتمر الشخص في شهر ذي القعدة ثم اعتمر مجددًا في شهر محرم، فلا كراهة في ذلك، لأنه يكون في عامين مختلفين. أما إذا أحرم الشخص بعمرة ثانية في نفس السنة، فإن إحرامه يكون صحيحًا، وذلك بالإجماع.