يمتاز الدماغ بإنتاجه المستمر لإشارات كهربائية صغيرة، تظهر غالباً في أنماط متشابهة بين معظم الأفراد، ويُمكن رؤيتها كخطوط متعرجة تُعرف علمياً باسم مخطط كهربية الدماغ، أو EEG، ويتم ملاحظتها خلال عملية رسم المخ.
مخطط كهربية الدماغ
يتم تسجيل هذه الأنماط باستخدام تقنية EEG.
تعمل هذه التقنية على تصوير الإشارات الكهربائية التي تنتجها مسارات الموجات الدماغية، من خلال أدوات تُعرف بالأقطاب الكهربائية، والتي يتم تثبيتها على فروة الرأس. تُوصَل هذه الأقطاب بأسلاك رفيعة تعمل على إرسال البيانات إلى جهاز الكمبيوتر.
تُسجَّل هذه النتائج بغرض تحديد النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ. يجدر بالذكر أن الأقطاب الكهربائية لا تُؤثِّر على النشاط الكهربائي للدماغ، ولا تُسبِّب أي ألم خلال الاختبار ثانياً.
التحضيرات اللازمة لرسم المخ للأطفال
تُعد تقنية EEG للأطفال آمنة تماماً وغير مؤلمة.
عند إجراء هذا الفحص، يتم تسجيل جميع التغييرات الكهربائية في دماغ الطفل، والتي تُنتَج عن نشاط الخلايا العصبية، وتظهر في شكل موجات على جهاز الكمبيوتر، لكي يقوم طبيب الأعصاب المُختص بمراجعتها.
يمكن أن تشير التغييرات في نمط الموجات إلى نشاط غير طبيعي في خلايا المخ، كما هو الحال في عدة أمراض، بما في ذلك الصرع، الذي قد يصاحبه نوبات تشنجات أو اختلال، وقد يقتصر انتشار ذلك على مناطق معينة من الدماغ.
هذا يدفعنا إلى التأكيد على أهمية إجراء الفحوصات والاختبارات للأطفال، واستعمال الأجهزة اللازمة لتشخيص الحالات وعلاجها.
دواعي إجراء رسم المخ للأطفال
- وجود هذه التغييرات في نشاط المخ لا تعني بالضرورة أن الطفل مصاب بالصرع.
- قد يواجه بعض الأطفال تغييرات ناتجة عن أمراض أخرى مثل الشلل الدماغي، التوحد، تأخر الكلام، أو بعض أنواع السرطان والتهاب الدماغ.
- ومع ذلك، إذا حدثت هذه التغييرات أثناء النوبات أو التشنجات، يجب التحقيق أكثر.
- إذا وُجدت هذه التغييرات خلال النوبات، يُحتمل أن يكون الطفل مصابًا بالصرع، ويجب استبعاد احتمال الإصابة بذلك.
- أظهرت الدراسات أن عدد قليل جداً من الأطفال الطبيعيين يظهرون مثل هذه التغييرات الكهربائية في نشاط الدماغ.
- لذلك، لا يُعتبر رسم كهرباء الدماغ كافياً لتحديد الحالة الصحية للطفل بدقة.
- يتم أيضًا إجراء رسم المخ للأطفال الذين تعرضوا لإصابات في الرأس للتأكد من سلامتهم.
- تُعد هذه العملية ضرورية أيضاً قبل زراعة الأعضاء مثل القلب أو الكبد.
إجراءات رسم المخ
عادة ما يُجرى رسم المخ للأطفال أثناء استيقاظهم، وفي بعض الحالات، قد يُطلَب من الطفل النوم خلال الفحص.
تختلف مدة رسم المخ بحسب التعليمات التي يُعطيها الطبيب المختص.
نصائح قبل إجراء رسم المخ للأطفال
- قبل إجراء الفحص، يجب التأكد من أن رأس الطفل نظيف تماماً وجاف، وخالي من أي مستحضرات.
- يجب أن يتجنب الطفل الإصابة بالقمل أو جدري الماء قبل رسم المخ.
- إذا كان الطفل يعاني من أي من هذه الحالات، يُفضَّل تأجيل الفحص إلى أن يتم الشفاء تماماً.
- قد يوصي الطبيب بتجنب بعض الأدوية قبل إجراء رسم المخ.
- يجب أن يتجنب الطفل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين مثل الشاي، القهوة، والشوكولاتة لمدة 8 ساعات قبل الفحص.
- خلال إجراء الفحص، يجب أن يظل الطفل هادئًا ومستقرًا، ويمكن توفير بعض الألعاب أو الدمى المحببة له لتشتيت انتباهه.
تابع أيضًا:
كيفية إجراء فحص رسم المخ للأطفال
- سيقوم الطبيب المختص بقياس محيط رأس الطفل، ثم يُحدد المواقع التي سيتم وضع الأقطاب المعدنية فيها، والتي تتراوح عادةً حوالي 23 قطبًا.
- بعد ذلك، يتم تنظيف فروة الرأس بشكل جيد، ثم تُركَّب الأقطاب المعدنية باستخدام شريط لاصق.
- يراقب الاخصائي شاشة الكمبيوتر بحثًا عن أي تغييرات، ويُطلب من الطفل فتح وإغلاق عينيه عدة مرات، أو أداء تمارين تنفس عميقة، لرصد أي نشاط كهربائي غير معتاد.
- يجب إجراء الفحص أثناء جلوس الطفل أو استلقائه في حالة استرخاء.
- يتبع ذلك عملية رسم المخ ومتابعة النتائج من قبل الاخصائي.
أضرار رسم المخ للأطفال
- تستغرق عملية رسم المخ عادةً حوالي ساعة أو أكثر إذا كان الطفل نائماً.
- ومع ذلك، ليس هناك أي ضرر على الأطفال من هذا الفحص.
- الإجراء غير مؤلم وآمن، ولا يتطلب قص الشعر أو تطبيق أي شحنات كهربائية، كما أنه لا يتطلب حقن بالإبر.
- عادة ما يمكن تنفيذ الإجراء بدون تخدير، لكن قد يحتاج الطفل إلى مهدئ عن طريق الفم.