متى يمكن للمرأة الحائض الصيام؟

توجد أعذار تبيح للمرأة الإفطار، ومنها الحيض والنفاس، حيث إن الصيام في هذه الحالات غير جائز بالأساس، وذلك لحكمة ورحمة الله سبحانه وتعالى بهما. في هذا المقال، سنتناول موضوع متى يتوجب على المرأة الحائض أن تصوم.

متى يتوجب على المرأة الحائض الصيام؟

لقد اتفق العلماء على أن المرأة الحائض لا تصوم خلال أيام حيضها، بل تصوم بعد انقطاع حيضها، وعليها قضاء ما أفطرته. يؤكد ذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة”.

كما ورد في السنة النبوية ما يشير بوضوح إلى أن المرأة الحائض لا يجوز لها الصلاة أو الصيام، وذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يتحدث عن نقصان دين المرأة: “أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان دينها”.

الأمور المحرمة بسبب الحيض

توجد عدة أمور تُحظر على الحائض والنفاس، ومن هذه الأمور:

  • الصيام: اتفق العلماء على تحريمه في حالة الحيض، والدليل هو قول السيدة عائشة رضي الله عنها: “كان يصيبنا ذلك، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة”.
  • الصلاة: يحظر على الحائض والنفاس أداء الصلاة.
  • مس المصحف: يُحظر على الحائض والنفاس لمس المصحف أو حمله، كما قال تعالى: “لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ” [الواقعة: 79].
  • الطواف: يُعتبر الطواف بالبيت الحرام محرمًا على الحائض والنفاس، لأن الطواف يُعادل الصلاة، كما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطَّوافُ بالبيتِ بمنزلةِ الصلاةِ إلا أنَّ اللهَ قد أَحَلَّ فيهِ النُّطْقَ”. وأجمع العلماء على تحريمه لكل من الحائض والنفاس.
  • المكوث في المسجد: يُحظر على الحائض والنفاس الجلوس في المسجد حسب الاتفاق بين المذاهب الأربعة.
  • الوطء: يُحرم مباشرة ما بين السرة والركبة للحائض، وهذا اتفقت عليه العلماء، كما ورد في قوله تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ” [البقرة: 222].

مبطلات الصيام

توجد عدة أمور تُفطر الصائم، وتلزم القضاء في بعضها مع الكفارة. من هذه المبطلّات:

  • الجماع: إذا جامع الشخص في نهار رمضان, بطل صومه وعليه كفارة، وهي إطعام ستين مسكينًا أو صيام شهرين متتابعين.
  • الاستمناء: وهو إنزال المني عمدًا، مما يُبطل الصوم ويستلزم القضاء والتوبة.
  • تناول الطعام والشراب عمدًا: من يفطر عمدًا في نهار رمضان يبطل صومه ويجب عليه القضاء.
  • الأمور التي تعادل الأكل والشرب:
  • الأول: حقن الدم، حيث يُعتبر فطرًا، كما في حالات النزيف.
  • الثاني: الإبر المغذية، فتناولها يعد فطرًا.
  • التقيؤ عمدًا: حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمدًا فليقضِ”.
  • الحيض والنفاس: يُعتبران من المبطلّات، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم”.

من خلال ما تم ذكره، نكون قد توصلنا لفهم متى يتوجب على المرأة الحائض الصيام. حيث يُسمح لها بالصيام بعد انقطاع حيضها، وذلك نظرًا لأن الصيام والصلاة غير جائزين خلال فترة الطمث، وذلك رحمةً من الله سبحانه وتعالى لما تعانيه المرأة أثناء هذه الفترة.

Scroll to Top