تأملات جميلة حول غروب الشمس

تأملات في غروب الشمس

أنتظركِ أيتها الشمس لتغيبين، لأشاهد ذلك الخيط الرفيع من الضوء الذي يودع البحر والقوارب، وكأنك تودعين يوماً من أيام حياتي.
أترقب هذا المنظر الرائع الذي يحول البحر والجو إلى عالَم جديد لن تنساه العين، حيث تنساب المشاعر العذبة وتنسى الهموم والأحزان مع غروبك الرائع.
عندما تغربين، تتركين لنا منظراً مهيباً ينساب مع المشاعر ويهدئ النفوس، منظر يأسرك، ويشجع القلوب الحزينة. إن ذلك اللون الفريد من الغروب يطوي صفحات الأمس، ويعيد للحياة ألقها، وينشر عطره في الأفق.

تأملات سريعة في غروب الشمس

للحق إن شعور الغروب يحمل نكهة مختلفة، حيث تشعر بفرحة عارمة تأخذ بلبك وزيادة في الابتسامة، خاصة عند تواجدك على ضفاف البحر.
عند تأمل لحظة الغروب، يميل قلبك إلى الحزن والسكوت؛ لأن الشمس المعطاءة تغوص في الأفق بعيداً عنا، ومع ذلك، فإن دفئها وحنانها لا يتمزق أبداً.
كما يكون لكل شمس لحظة مغيب، فإن كل إنسان يحتاج أيضاً إلى لحظة فراق لمن يحب ويودعه.
تظل لحظات الغروب مؤلمة لنا، ولكن تبقى تلك اللحظات سحراً لا يقاوم، خاصة عندما تتزامن مع لحظات الحب.
يحل موعد الغروب، وتقف أمام البحر في أجواء لطيفة، حيث يتناغم صوت الأمواج مع كل شيء حولك، مما يجعلك تصطف بعيداً عن الهموم، مستمتعاً بجمال المنظر، المتمثل في الشمس والبحر معاً، وقوارب الصيد التي تذكرنا بأيام مضت.
انتظرت تلك اللحظة حتى أتمكن من قضاء بضع دقائق مع نفسي، أتأمل الشفق الأحمر وهو يحتضن التل.

حكم وأقوال حول شروق وغروب الشمس

يقول لنا غروب الشمس أن لا وجود للفرح الدائم ولا للشقاء الدائم، فالأحوال تتغير، فلنبتسم.
الديك المغرور يظن أن الشمس تشرق كل صباح لتستمتع بمهاراته في الصياح.
الحرية هي شمس يجب أن تشرق في كل نفس.
تغذية الفكر تعتبر شمساً ثانية للمتعلمين.
كنت دائماً من الأشخاص الذين يستيقظون باكراً، وما زلت كذلك، حيث أجد الاستيقاظ بعد شروق الشمس مُتعباً بعض الشيء، وكأن العالم قد بدأ الاحتفال وأنا لم ألحق به بعد.
الساعة الأكثر ظلمة هي تلك التي تسبق شروق الشمس.
شروق الشمس لا ينتظر النائمين.
قم بتعليم الشعب، وسيختفي الاستبداد كما تختفي الأرواح الشريرة عند شروق الشمس.
إذا كنت لا تعرف الحب، فما نفعك بشروق الشمس أو غروبها؟
الفرص السانحة تشبه شروق الشمس، فإذا انتظرت طويلاً، قد تفقدها.
الرياح لم تعد تهمس لأحد، ولم تعد الشمس تغازل أحلامنا، حيث ماتت الحقول فجأة وسط أزهارها.
الشمس لا تشرق مرتين في اليوم، والحياة لا تُعطى مرتين، فتمسك جيداً بما تبقى من حياتك وانقذها.
لماذا لا يتم تدريب الطائرات على جمع العسل من الشمس؟
الشمس لا تراها بوضوح إلا حينما تُودعها إلى مثواها في البحر أو خلف الجبال، وهذه هي طبيعة الحياة.
مع كل استعارة من أي نوع، يجب أن تكون هناك شمس في مكان ما، وعندما تشرق الشمس، تبدأ الاستعارة معها.
الشمس تشرق غير مبالية بما حدث هنا.
الإعتياد على رؤية الشمس تشرق كل يوم قد يقتلك من شعور عظمته.
الصباح هذه الأيام يستيقظ متأخراً، دون أن يحظى بغسل وجهه من الشمس التي تتحرك كضرير تحت جلده الميت.
أقرأني ببساطة كما تقرأ الشمس أوراق العشب وكما يقرأ العصفور كتاب الوردة.

أشعار تتغنى بغروب الشمس

يقول الشاعر أبو العتاهية:

ألا لله أنْتَ مَتَى تَتُوبُ

وقد صبغتْ ذائِبَكَ الخطوبُ

كأنك لستَ تعلم أي حثٍ

يحثّ بك الشروق، كما الغروبُ

أَلَسْتَ تَراكَ كُلَّ صَبَاحِ

يَوْمٍ تُقابلُ وَجْهَ نائِبَةٍ تَنُوبُ

لاعَمْرُكَ ما تَهُبّ الريحُ

إلاّ نعاكَ مصرحاً ذاكَ الهُبُوبُ

ألا لله أنكَ فتىً وَكَهلاً

تلوح على مَفارِقِكَ الذُّنُوبُ

هو الموتُ الذي لا بُدّ منْهُ

فلا يلعَبْ بك الأملُ الكذوبُ

وكيف تريد أن تُدعى حكيماً

وأنتَ لكل شيءٍ تَهوى ركوبُ

وتصبح ضاحكاً ظَهراً لبطنٍ

وتذكر ما اجترمتَ فما تتوبُ

أراك تَغيبُ ثم تُؤوبُ يَوماً

وتوشك أن تغيبَ ولا تؤُوبُ

يقول فاروق جويدة:

الأرضُ يا موسى تضجُ من الجماجمِ والسجون

أطفالنا عرفوا المشانقَ

ضاجعوا الأحزانَ

في زمن الجنون

والشمس ضلت في الشروقِ طريقَهَا

فهوت على شطّ الغروب

وتأرجحت وسط السماء

ما بين شرقٍ جائرٍ

ما بين غربٍ فاجرٍ

الشمسُ تاهت في السماء

ما عاد فيكِ مدينتي شيءٌ ليمنحنا الضياء

فالليل يحملُ كالضلالِ سيوفه

وبحارُنا صارت دماء

من ينقذ الشطآن من هذه الدماء

يقول الشاعر سميح القاسم:

يا حائرين في مفارق الدروب

لا تسجدوا للشمسِ

لن يرقى لها صدى صَلاتكم

بينكمُ و بينها سقفٌ من الذنوب

لا تسكبوا الدموع، لن ينفعكم ندم

الشمس في طريقها.. راسخةُ القدم

لا تركعوا.. لا ترفعوا أيديكم إلى السماء

تدمّرتْ و اندثرت أسطورة السماء

وأطرقتْ على متاه بؤسكم جنازة الهباء

يا حائرين في مفارق الدروب

أغواركم خاوية.. إلا من الخواء

صلاتكم خاوية.. إلا من الخواء

يا ويلكم ! يا ويلكم

سرعان ما تغوص في أعماقكم

أظافر الغروب

يهوشَعٌ ماتَ

فلا تستوقفوا الشمس، ولا تستمهلوا الغروب

سور أريحا شامخٌ في وجهكم إلى الأبد

يا ويلكم! يا ويلكم

سرعان ما تغوص في أعماقكم

أظافر الغروب

يَهوشَعٌ راح.. و لن يؤوب

يهوشع مات !!

يقول الشاعر إبراهيم ناجي:

قلتُ للبحر إذ وقفت مساءً

كم أطلت الوقوف والإصغاءَ

وجعلت النسيم زاداً لروحي

وشربت الظلالَ والأضواءَ

لكأنَّ الأضواء مختلفات

جعلت منك روضةً غنّاءَ

مرّ بي عطرها فأسكر نفسي

وسرى في جوانحي كيف شاءَ

نشوة لم تطل صحا القلب منها

مثلَ ما كان أو أشدّ عناءَ

إنما يفهم الشبيه شبيهاً

أيها البحر نحن لسنا سواءَ

أنت باقٍ ونحن حرب الليالي

مزّقتنا وصيرتنا هباءَ

أنت عاتٍ ونحن كالزبد الذا

هبٌ يعلو حيناً ويمضي جفاءَ

وعجيبٌ إليك يممتُ وجهي

إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ

أبتغي عندك التأسّي وما تم

لك رداً ولا تجيب نداءَ

كل يومٍ تساؤلٌ ليت شعري

من ينبئ فيحسن الإنباءَ

ما تقول الأمواج ما آلَم الشمس

فولّت حزينة صفراءَ

تركتنا وخلفت ليلَ شكٍّ

أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ

وكأنَّ القضاء يسخر مني

حين أبكى وما عرفتُ البكاءَ

ويح دَمعي وويح ذلة نفسي

لم تدع لي أحداثه كبرياءَ

يقول الشاعر رشيد أيوب:

تأتي وتمضي الشمس لكنّما

عندي شروقُ الشمسِ مثل الغروبْ

هذا يُزيح النومَ عن مُقلتي

وذاكَ يُدمي القلبَ حتَّى يذوبْ

عند الضحى أشتاقُ يا مهجتي

وفي الدجى بينَ الدراري أجوبْ

أنوح بالأشعار بَعد النّوى

وأرقُبُ الأيّامَ حتّى تؤوبْ

لو كان نوحي عند الورى

ذنباً لكنتُ اليومَ كلّي ذنوبْ

لكن عزاء القلب أنّ الأسى

قد صار شعراً عشقتهُ القلوبْ