مميزات وأهم خصائص العصر الحجري الوسيط

يعتبر العصر الحجري الوسيط مرحلة تاريخية هامة في تاريخ البشرية، حيث يقع بين العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث. يختلف تحديد المدة الزمنية للعصر الحجري الوسيط من منطقة إلى أخرى، ومن خلال هذا المقال، سنستعرض أبرز مميزاته.

أهم مميزات العصر الحجري الوسيط

تميز العصر الحجري الوسيط بالعديد من الخصائص الفريدة، إليك بعضاً منها:

التطور في صناعة الأدوات

شهد العصر الحجري الوسيط بدايات جديدة في ابتكار الأدوات قبل حوالي 200,000 سنة، مما أدى إلى تسارع التطورات التكنولوجية. تم تصنيع أدوات متنوعة، بما في ذلك أعمدة مصنوعة من الرمال وقواشط مستخدمة في معالجة الخشب والجلود وأدوات أخرى متعددة. كما تم اكتشاف الميكروليت، وهو حجر يعد من البازلت، وكانت جميع الأدوات في هذا العصر حرفية، حيث تتكون من حجارة صغيرة تم تشكيلها لخلق حواف مسننة.

الابتكار الفني في العصر الحجري الوسيط

تميز العصر الحجري الوسيط أيضاً بتقدم الفنون، حيث بدأ البشر برسم لوحات على جدران الكهوف ونقوش تعكس جوانب من حياتهم اليومية. رغم أن معظم المساكن في ذلك الوقت كانت كهوفاً، كان النشاط الفني شائعاً. شهدت تلك الفترة تغيرات مناخية ملحوظة أثرت على أنماط الحياة والفنون؛ حيث أدى عدم توفر الغذاء بسبب الانتقال البطيء للزراعة إلى اعتماد الكثير من السكان على الصيد والتنقل بين مناطق مختلفة.

لم يكن من السهل تحديد شكل فني واحد خلال هذه الحقبة، إذ تداخلت الفنون الحديثة مع الفنون التقليدية من العصر الحجري القديم، وتنوعت الفنون بين النقوش، واللوحات الفنية، والأعمال النحتية.

الفن الصخري

نال الفن الصخري في العصر الحجري الوسيط اهتماماً كبيراً، حيث تم العثور على العديد من المواقع الفنية في إسبانيا على السواحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط. تضمنت تلك الفنون أشكالاً عديدة، سواء كانت لأشخاص حقيقيين أو خياليين، وتركزت في مناطق مختلفة من أوروبا.

أدوات العصر الحجري الوسيط

استخدم الإنسان في العصر الحجري الوسيط مجموعة متنوعة من الأدوات، منها:

  • الميكروليت: يتميز بحجمه الصغير، حيث يبلغ طوله حوالي 5 سم وسمكه 4 مم، ويستخدم كمكونات مدمجة على أعمدة لإنتاج حافة مسننة؛ وقد عُرف على أنه أحد الابتكارات التي ظهرت في بعض المجتمعات خلال هذه الفترة.
  • رؤوس السهام الحجرية: اعتمد الصيادون على الأحجار الدقيقة كأدوات فعالة تستخدم في صيد الطيور والأسماك، وكذلك الحيوانات الأكبر مثل الظباء.
  • أحجار المطرقة: تعد من أقدم الأدوات الحجرية وأكثرها بساطة، استخدمت في تقطيع الأحجار وطحن البذور وفك العظام.
  • أدوات إضافية: قام الإنسان القديم بتطوير أدوات أخرى للصيد مثل الشباك والخطافات، واستُخدمت الفؤوس الحجرية للإزالة جذوع الأشجار.

الزراعة في العصر الحجري الوسيط

عُرفت الزراعة بتطورها الملحوظ في العصر الحجري الوسيط، حيث تشير التقديرات إلى أنها بدأت في مناطق متنوعة حول العالم، مثل جنوب غرب آسيا حوالي 8000 ق.م والصين حوالي 6000 ق.م. وقد كانت الزراعة تتضمن زراعة نباتات متعددة مثل القمح والشعير في شرق أوروبا، والأرز والذرة في جنوب غرب آسيا، بالإضافة إلى استئناس نباتات مثل الكتان.

اعتمدت الزراعة المبكرة على أدوات متعددة، منها:

  • الفأس: أداة أساسية للتخلص من الأعشاب الضارة.
  • المحراث: يستخدم لتهيئة التربة الثقيلة للزراعة، مما ساعد على انتشار الزراعة وحلولها محل الصيد.

في الختام، نستعرض أبرز مميزات العصر الحجري الوسيط وخصائصه الأساسية، مع تسليط الضوء على الأدوات المستخدمة وأهمية الزراعة خلال تلك الفترة.

Scroll to Top