يُعرف الصحابي أبو هريرة بأنه واحد من أشهر الصحابة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد نقل العديد من الأحاديث النبوية التي نستفيد منها حتى يومنا هذا. من خلال هذا المقال، نقدم تفاصيل شاملة حول أبو هريرة، مع توضيح الدعاء الذي دعا به الرسول له.
من هو الصحابي أبو هريرة؟
أبو هريرة، الذي يُعرف باسم عبد الرحمن بن صخر، هو أحد الصحابة الذين واكبوا النبي صلى الله عليه وسلم. كان يُدعى في فترة الجاهلية عبد شمس بن صخر، ولكنه حصل على اسم عبد الرحمن عندما أسلم. وُلدت كنيته أبو هريرة لكونه حمل هرّة (قطة صغيرة) في كمه، ومن ثمّ يُلقب بها. أسلم في دوس ثم انتقل إلى المدينة، حيث التقى الرسول عندما كان خارجًا من خيبر وشهد تلك الغزوة معه.
مواقف أبو هريرة مع النبي
اشتهر أبو هريرة بالعديد من المواقف المؤثرة، ومن أبرزها تلك التي حصلت في سوق المدينة، وفيها يروي:
قال أبو هريرة رضي الله عنه: “كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مُشْرِكَة، فدعوتها يومًا فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره. فذهبت إلى رسول الله وأنا أبكي، وقلت: يارسول الله، كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى، ودعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة!” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهدي أم أبي هريرة”. ثم خرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم. وعندما وصلت إلى الباب، إذا هو مجافٍ، فسمعت أمي خشخشة قدمي، فقالت: “مَكَانَكَ يا أبا هريرة وسَمِعْتُ خَشْخَشَةَ المَاء”. فما لبثت أن اغتسلت وارتدت درعها واستعجلت عن خمارها، ثم فتحت الباب، فقالت: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.” فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي من الفرح، فقلت: “يا رسول الله، أبشر فقد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة”. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا. ثم قلت: “يا رسول الله، ادع الله أن يحببني وأمي إلى عبادك المؤمنين، ويحببهم إلينا.” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم حبّب عبدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين” (أخرجه مسلم).
دعاء الرسول لأبي هريرة
قد دعا الرسول لأبي هريرة بأن يمنحه قوة الحفظ. وقد عُرف بين الصحابة بكونه من أفضل الحافظين للحديث، حيث أثنى النبي على حرصه على طلب العلم واجتهاده في ذلك.
من خلال توفير التعريف بأبي هريرة واستعراض أبرز مواقفه مع النبي صلى الله عليه وسلم، يقدم هذا المقال معلومات قيمة حول الصحابي الجليل وأثر دعاء الرسول عليه.