يُعتبر وليام جيمس من أبرز الفلاسفة وعلماء النفس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث برز كأحد المفكرين النابغين خلال القرن التاسع عشر. أسس جيمس مفهومًا فريدًا في الأخلاق وناقش العلاقة بين الأخلاق والدين، وهو ما سنتناوله في هذا المقال، بالإضافة إلى أهم المعلومات حول هذا العالم.
فلسفة الأخلاق عند وليام جيمس
- رفض وليام جيمس الأخلاق المطلقة التي تعتبر الأفعال الصالحة بمثابة قواعد مقدسة. كان يعتقد أن العادات والتقاليد قد تقيد الإنسان بالأخلاق الكاذبة، مما يؤدي إلى عدم حرية الفرد.
- يؤكد جيمس أنه ينبغي التخلي عن تلك العادات ليظل الإنسان متمتعًا بحريته، حيث تصبح القيم مرجع تصرفاته بدلاً من الواجب أو الطبيعة.
- كما أنكرت فلسفة جيمس وجود القيم الإنسانية الثابتة، ملاحظًا أن العلاقات بين الأشخاص تُؤسس على المصالح فقط، إذ تنتهي أي علاقة عندما تتلاشى تلك المصالح.
- وفي هذا السياق، أوضح أن الأخلاق الحقيقية التي ينبغي على الإنسان الالتزام بها هي تلك التي تحقق فعلاً مصلحته، وذلك من خلال تطبيقها بطريقة تعود بالنفع على حياته ومجتمعه. فالمسؤوليات الحياتية ومتطلباتها هي التي تدفعنا للاحتفاظ بقيم أخلاقية.
- كما اعتبر جيمس أن الأخلاق ترتكز على المشاعر، حيث تلعب الأحاسيس دورًا محوريًا في سلوك الفرد. إذا كان لدى الفرد شعور داخلي بأن سلوكًا ما سيحقق له الخير، فإنه سيقوم به، بينما سيتجنب السلوك الذي يشعر أنه سيعود عليه بالضرر.
- عند تطبيق مبدأ البراغماتية على الأخلاق، وجد جيمس ضرورة التركيز على القيم الأخلاقية التي تساهم في استقرار المجتمع وتعزيز كرامة الإنسان.
- يترك اختيار الالتزام بالأخلاق للفرد نفسه الذي يجب أن يُقيِّم ما إذا كانت الأخلاق ستعود عليه بالنفع أم لا. كان جيمس رافضًا للأخلاق الثابتة التي قد تُقيّد الشخص بالعنف أو تعود عليه بالأضرار.
ارتباط الأخلاق بالدين
- يمثل الدين جوهر الأخلاق وأساسها، حيث يُعتبر مصدر القيم والمبادئ الإيجابية. الأخلاق السامية هي التي تُساعد الفرد على تحقيق مصالحه.
- يُشكّل الإيمان الدافع وراء السلوكيات الإيجابية التي تؤدي به دائمًا نحو المنافع، مما يسهم في تقوية الصلة بين الأخلاق والدين.
- الفرد المؤمن يميل إلى اتباع السلوكيات التي تُساعده في تحقيق حياة ناجحة.
- كما يبقى الشخص واعيًا وناضجًا بشأن تصرفاته، قادرًا على التمييز بين الخير والشر، مما يُمكنه من التقييم الدقيق للأمور وتأثيرها على حياته.
- يمتلك الفرد القدرة على اختيار السلوكيات الصحيحة بعيدًا عن الخاطئة، وبالتالي يُفترض أن يحدد الطريق الذي يتناسب مع دينه بما يُحقق مصالحه دون الإضرار بها.
نبذة عن وليام جيمس
- وليام جيمس هو فيلسوف وعالم نفسي أمريكي، وُلِد في مدينة نيويورك في 11 يناير من عام 1842. نشأ في عائلة تُشجع على تنمية الفكر والقدرات العقلية.
- حصل على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة هارفارد، وعُين أستاذًا لمادة التشريح والفيزيولوجيا، ثم انتقل ليصبح أستاذًا لعلم النفس، وكان له تأثير كبير على العديد من المفكرين في أوروبا وأمريكا.
- واجه جيمس خلال حياته العديد من الأمراض، بما في ذلك بعض الاضطرابات النفسية والجسدية. توفي في عام 1910 نتيجة نوبة قلبية وأُسلمت جثته للدفن في ولاية نيوهامشير.